TOP

جريدة المدى > تقارير عالمية > والت ديزني: رجل واحد وفأرته!

والت ديزني: رجل واحد وفأرته!

نشر في: 25 يونيو, 2013: 10:01 م

لو أردنا تسمية، "الأمريكي المثالي" وهل هو ملاك أم خاطئ0؟ أم الاثنين معاً.. فقد ترد على البال أسماء كثيرة، ولا تفكر مطلقا إنه والت ديزني، كما جاء في (الاوبرا) الجديدة لفيليب غلاس.كان والت ديزني، هو الشخص الأكثر تأثيرا على الأمريكيين في القرن العشرين،

لو أردنا تسمية، "الأمريكي المثالي" وهل هو ملاك أم خاطئ0؟ أم الاثنين معاً.. فقد ترد على البال أسماء كثيرة، ولا تفكر مطلقا إنه والت ديزني، كما جاء في (الاوبرا) الجديدة لفيليب غلاس.
كان والت ديزني، هو الشخص الأكثر تأثيرا على الأمريكيين في القرن العشرين، متجاوزا العديد من السياسيين والفنانين. والسبب الذي يكمن خلف هذا الاختيار، هو اعتبارهم الرغبات غير المنطقية جزءا من حقوق الانسان، لانه بحث عن السعادة، وعلى المرء أن يتذكر من صنع السيارة والكومبيوتر والانترنت، وكافة الأدوية التي تقتل الألم من أقراص الصداع الى مضادات الكآبة.
ومن الصعب أن يتذكر المرء الاسماء التي صنعت أو قدمت مختلف أشكال التكنولوجيا أو الادوية، ولكن هناك شخص واحد، لا مثيل له في أمريكا، خلال القرن العشرين، وهو دليلنا الى شخصيات ابتكرها وكانت معنا في القرن العشرين وتتواصل حتى اليوم.
ومن أشهر المرافق المرتبطة بديزني، مدينة الألعاب الشهيرة (ديزني لاند) والتي زارها خلال هذا العام أكثر من 16 مليون زائر، وتم افتتاحها عام 1955 في "أناهيم" بكاليفورنيا. ويبلغ سعر النقل من الفندق 145 دولارا لكل شخص (تخفيض 10 دولارات للأطفال)، وبامكان الزائر الذي يقف الانتظار عدة ساعات حتى تحت أشعة الشمس الحارقة، وعليه أيضا ان أراد تمضية أربعة أيام في (المملكة السحرية) فلوريدا ـ دفع 256 دولارا لكل فرد. وقد بلغ عدد زوار هذه المملكة 17 مليون سنويا (افتتحت عام 1971). اما "يورو ديزني، فقد افتتحت في باريس عام 1992 وهي تجذب 10 مليون زائر سنويا.
ولد والت ديزني عام 1961 في شيكاغو وتوفي في 1966، من أب إيرلندي ـ كندي وأم المانية ـ انكليزية.
وكان والت يجيد رسم شخصيات هزلية على الورق ولكنه كان أقل موهبة من أوب إوبركز أول شخص استخدمه عام 1919، والذي ابتدع شخصية (ميكي)، ولكنه ترك العمل عام 1930، لأن ديزني كان ينسب كل شيء الى نفسه فقط.
وتكمن عبقرية والت ديزني في وضع أساس صناعة الرسوم المتحركة، بعد اختراع السينما بطبيعة الحال. ولكن الأفلام السينمائية كانت تتحدث عن الحياة، ويبدو من السهل الاستنتاج ان ديزني كان صانع الفيلم الاول الذي ابتكر خلال العمل.
انه ليس من الضرورة أن تتطابق الحياة مع الأفلام. ومن الممكن، كما تخيل، ان يكن أي شيء نتصوره في خيالنا. فهي الفكرة التي تحدثنا عنها مسبقا، البحث عن السعادة.
ووالدت ديزني انغمس في العمل الى حد الارهاق التام. فهو لم يكن على ما يرام مع اليهود او السود أو العمل المنظم. وكان يفضل الإحساس العاطفي والقيم المحافظة والنهايات السعيدة، وشخصيات سطحية التفكير، كي تصبح مقربة من الاطفال. وأدرك ديزني بعد افلام الكرتون القصيرة، أن سلسلة من الرسومات ستؤدي الى عمل أفضل، وكانت النتيجة "بيضاء كالثلج "– 1937، "فانتازيا"، "دونبو" 1941 و"بامبي" -1942. ومشاهد المطر في الغابة وحياة النيران في "بامبي"، تبدو اليوم أشد رقة من الرسوم المتحركة الحالية التي يتم صنعها بأجهزة متطورة للغاية.
وأبتكر ديزني ميكي ماوس ودونالد دك، واصبحنا شخصيتين عزيزتين مثل لوريل وهاردي أو الاخوة ماركس. وكلما رأيت تلك الافلام، تدرك ان هاردي أو غروشو ماركس، لم يكونا سعيدين، مع أن المتفرج كان يضحك عليهما.
أما ميكي ودونالد، فقد مزجا القلق مع الحيوية، والطبيعة في أفلامهما تبدو جميلة ورقيقة مع الانسان. في حين أن مشكلة الأمريكي حاليا هي عدم تطابق حالة الطبيعة كما قدما ديزني، مع قسوتها حاليا، والتي يعاني منها الفرد!
هل ان هذه التساؤلات تشير الى نظرة حادة جدا نحو ديزني؟ ربما! لقد توفي والت ديزني مبكرا: كان مسرفا في التدخين ومات بسرطان الرئة. و بعد وفاته تواصل عمل مؤسسته لتقدم أنجح الافلام التلفازية في أمريكا "عالم ديزني الساحر"، كان أشبه بالسحر في الأمسيات التي كانت فيها، عبر أعوام الستينات والسبعينات. و بعد ذلك بدأت شركات أخرى مثل بيكسار، تقدم افلاما افضل من الرسوم المتحركة، واتفقت مع شركة ديزني لتوزيعها.
وشركة ديزني لم تعد قوية كما كانت، مع أن كل صبي او طفل يعرف ديزني، حتى دون أن يعرف بالتفصيل عما فعل، مكتفيا بمعرفته أنه الشخص الذي حوّل الحقيقة الى فيلم مسلّي يجذب الاطفال في كل مكان الى شاشة. ويقدم لهم قصصا خيالية، تضم شخصيات محبوبة تدعى ميكي أو بامبي أو بالو.
وديزني لم يكن يعرف التكنولوجيا التي ترمز الى الطبيعة البشرية، فاستعاض عن ذلك بأشياء سهلة: ميكي ماوس مثلا. فهل كان ديزني يدرك نتيجة ما يقوم به؟
 عن: الأندبندنت

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

 ترجمة / المدى في الوقت الذي ما تزال فيه أوضاع واحتياجات النازحين والمهجرين في العراق مقلقة وغير ثابتة عقب حالات العودة التي بدأت في العام 2018، فإن خطة برنامج الأغذية العالمي (FAO )...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram