مع تدهور الحياة في سوريا وتصاعد القتال، اخذ الرسامون بتهريب أعمالهم إلى الخارج، وهم شخصيا يعانون المخاطر المالية والشخصية ايضا.ومن أولئك الفنانين فادي حداد ، من مجموعة(موزاييك سوريا) لدعم اللاجئين والذي اعلن ان تهريب الأعمال الفنية الى معرض لندن الجد
مع تدهور الحياة في سوريا وتصاعد القتال، اخذ الرسامون بتهريب أعمالهم إلى الخارج، وهم شخصيا يعانون المخاطر المالية والشخصية ايضا.
ومن أولئك الفنانين فادي حداد ، من مجموعة(موزاييك سوريا) لدعم اللاجئين والذي اعلن ان تهريب الأعمال الفنية الى معرض لندن الجديد قد كلف حوالي 30,000 دولار.
ويضم المعرض المذكور أعمال رسامين خارج البلاد وآخرين ما زالوا في البلاد، بالرغم من معاناتهم والتهديدات التي يتلقونها من النظام السوري ، وقد عانى بعضهم من مقتل عدد من معارفهم في خضم الحرب الأهلية ، حيث تشير التقارير الى إن ضحاياها قد بلغت حوالي 93,000 شخص.
وقال حداد: لقد سافرت الى لبنان والأردن مرتين من اجل تهريب اللوحات عبر الحدود. إن الفنانين يخافون من إلقاء القبض عليهم عند نقاط التفتيش، كما ان البعض منهم رفضوا التوقيع على لوحاتهم، بل ان احدى الرسامات ذهبت الى لبنان لإتمام لوحتها تفاديا للمشاكل مع السلطات.
ان هذا المعرض ينقل صورة مخيفة وبشعة لحياة السوريين بشكل عام وربما تعتبر لوحة طارق توما عن حمزة بكّور في مقدمتها، وحمزة (13) سنة قتل في حمص.
وعائلة توما نفسه قد هربت من الدوما ثم عادت اليها مرات عدة منذ بدء القتال. وهذا الفنان الذي يعيش حاليا في لندن، هو القائم على تنظيم المعرض. وقال توما ان : الرسم هو جزء من التعبير عن دواخل النفس، وكأنه بذلك يعبر عن ألمه لتركه البلاد وهي تعاني. ويقول ايضا إن: المنفى هو بمثابة جسد بلا رأس ، جسدي هنا وروحي هناك.
اما الرسامة هزار هينريوت من حلب فتعيش في فرنسا حاليا. وكانت قد ذهبت الى انطاكيا في تركيا لتساعد نسوة في ثلاثة مخيمات للاجئين على تسجيل قصصهن عبر النقش على الأقمشة.
واحدى تلك القطع تعرض في لندن والزخرفة فيها تشير الى امرأه واقفة بين القبور.
ان وحشة الحرب، هي الطاغية على الأعمال الفنية المعروضة وخاصة لوحات حامد سليمان من الزبيداني، على الحدود اللبنانية، والذي هرب عام 2011 ،بعد اعتقاله عدة مرات ، بسبب مشاركته في المسيرات السلمية. اما علي فرزات فهو رسام كاريكاتير معروف وقد كسرت قوات النظام ذراعيه، كي لا ينتقد النظام السوري.ويعيش سليمان في فرنسا حاليا، ويقول إن: الأمل هو الدافع الأساس في حياة السوريين ولقد خسر العديد من أصدقائه تحت التعذيب.
ويقول مالو هلسا، الذي يشارك في تنظيم المعرض: بالنسبة لجيل من الفنانين في سوريا، فان الانتفاضة قد أعطتهم زخما للعمل بعيدا عن الرقابة الدكتاتورية التي فرضت عليهم منذ 40 سنة. الرسامون يلونون بالأحمر إشارة إلى الدم.