تستعيد الصحافة الإنكليزية هذه الأيام ذكرى وفاة نجمة السينما العالمية آفا غاردنر في لندن عام 1990 التي جاءتها مريضة ، هزيلة ، منكسرة ، فاقدة لمعظم ثروتها ، صحيفة الديلي ميل واسعة الانتشار تناولت تلك الذكرى بالحديث عن كتاب الصحفي الإنكليزي بيتر إيفانز

تستعيد الصحافة الإنكليزية هذه الأيام ذكرى وفاة نجمة السينما العالمية آفا غاردنر في لندن عام 1990 التي جاءتها مريضة ، هزيلة ، منكسرة ، فاقدة لمعظم ثروتها ، صحيفة الديلي ميل واسعة الانتشار تناولت تلك الذكرى بالحديث عن كتاب الصحفي الإنكليزي بيتر إيفانز " آفا غاردنر : المحادثات السرية " الذي جاء شاملا لحياتها في أفراحها وأتراحها حيث تقول في مقدمته :
- كانت خياراتي إما كتابة مذكراتي أو بيع مجوهراتي حتى أتمكن من تسديد فواتير علاجي من أمراضي العديدة ، ومع أني أعشق هذه الجواهر كعشقي للشراب ودخان السكائر فقد اخترت أن أكتب للتاريخ قصة حياتي المليئة بالنجاح والفشل .
وهكذا في يناير / كانون الثاني 1988 دعت أسطورة هوليوود آفا غاردنر ، الصحفي البريطاني بيتر إيفانز الذي توفي في سبتمبر / أيلول الماضي لكتابة مذكراتها من على فراش الموت ، وهي اعترافات لفنانة كبيرة اجتاحتها ولعدة مرات سكتات دماغية كانت تنجو منها الواحدة بعد الأخرى بإعجوبة وذلك نتيجة لإسرافها في الشراب وتدخينها الشره للسكائر أيقنت بعدها أنها لن تنجو منها بسهولة في المرة القادمة ، وإن عليها أن تحصل على الأموال اللازمة لعلاج حالتها تلك بعد فقدانها لثروتها ، غاردنر وهي ممددة على فراش المرض طلبت من إيفانز أن تكون تلك الاعترافات سرية حتى صدورها في الكتاب الذي من المؤمل أن تحصل من وراء نشره على مبلغ كبير بحسب العقد المبرم بينها وبين الناشر، الاعترافات تلك تم الانتهاء منها عام 1988 أي قبل وفاتها بعامين في لندن ولم يكشف عنها إلا في عام 2010 ، ومع أن كلامها يوحي بداية بالكم الهائل من الأحزان التي رافقتها في حياتها فقد راحت تختار صفحات من هنائها وتعاستها ، ضحكتها ودموعها ، صفحات جمعتها بأزواج ثلاثة كان أولهم ميكي روني الذي شكل الحزن الأول في حياتها والذي لم تكن تعلم كم هو فاسق ومخادع حتى صدمت به وهو ينام مع غيرها في سريرها الذي تركته لترقد في إحدى المستشفيات لإجراء عملية استئصال الزائدة الدودية :
- كنت عذراء حينما تزوجني ميكي روني في عام 1942 ولا أدري كيف استولى قصير القامة هذا على قلبي مع أن صديقتي لانا تيرنر التي كانت قد ارتبطت به سابقا نصحتني أن أتخلى عن هذا الزواج بسبب أن روني زير نساء .
بعد فشل زواجها من روني راحت غاردنر لترتبط بويندلدر أرتي شو الملحن الشهير وقائد إحدى الفرق الموسيقية المعروفة آنذاك والتي رأت فيه نوعا آخر من الرجال حيث بادرها بأول لقاء معها بترك زوجته ليتزوجها عام 1945 وصفته بعدئذ أنه لا أمان له ، ما جعلها تكثر من تدخينها للسكائر والإفراط في شرب الخمر غادرها شو بعد ذلك كما توقعت منه إلى امرأة أخرى .
أما أشهر أزواجها والذي أفردت له مساحة كبيرة في اعترافاتها فهو فرانك سيناترا أول حب حقيقي تعيشه مع رجل كما قالت لإيفانز وهو الزوج الثالث بين أزواجها حيث تزوجته عام 1951 وطلقته بعد 6 سنوات ومع ذلك ظلا قريبان لبعضهما البعض حتى وفاتها ، وقد وصفته بأنه حب حياتها مع أنها واجهت معه مشاكل عديدة كان من نتيجتها أن تعرضت للإجهاض لمرتين معه ، وعن أسباب طلاقهما قالت وجدته يقيم علاقة محرمة مع زوجة روبرت ميتشام الذي كان على وشك الدخول معه في معركة قال عنها أنها لن تتوقف إلا إذا مات أحد منا ، إيفانز وهو يسدل الستار عن قصة غاردنر وسيناترا قال انها عندما رفضت استكمال اعترافاتها لي عرفت أن سيناترا قد أعطاها المال اللازم لعلاجها وقد جاء هذا القرار ليشكل مفاجأة كبيرة لي بحسب قوله ، لكنها أرسلت له بعد فترة لاستكمال الكتاب .
ولدت آفا غاردنر عام 1922 وسط عائلة كبيرة مؤلفة من 7 أفراد إضافة إلى الأب والأم في سيمثفيلد وهي قرية زراعية تقع ضمن مقاطعة جونستون بولاية كارولينا الشمالية عشية عيد الميلاد ، ظهرت عليها موهبة التمثيل في سن المراهقة وشقت طريقها إلى هوليوود حيث وقعت عقدا لمدة 7 سنوات مع استوديوهات أم جي أم ، وبالرغم من موهبتها اللافتة للنظر لكنها لم تحصل على الاهتمام الكبير بسبب صغر سنها ومحدودية الأدوار المقدمة لها .
جاءت فرصتها بعد ذلك بسنوات قليلة لتقف أمام الممثل العملاق بيرت لانكستر في أول ظهور له على الشاشة الكبيرة في فيلم " القتلة " عام 1946 الذي فتح أمامها طريق النجومية الذي حلمت به طويلا ، اضطلعت بعد ذلك بعدة أفلام شهيرة منها " الباعة المتجولون " 1947 أمام كلارك غيبل ، و" ثلوج كليمنجارو " أمام غريغوري بيك وسلسلة أخرى من الأفلام التي شهدت نجاحا كبيرا جعل من اسمها عنوانا للنجومية والتألق ، لكنها بعد سنوات من تلك النجاحات سقطت وسط بحر من الهموم والأحزان ذاقت خلالها أقسى ما تذوقه امرأة في حياتها حتى توفيت عام 1990 نتيجة لجلطة دماغية حادة بعد ان سطرت آخر كلماتها لإيفانز التي ودعته على أمل أن ترى ذكرياتها وقد عادت ثانية في ذلك الكتاب ، رحلت غاردنر وقد تركت وراءها عشرات الأفلام الناجحة وقصة لامرأة ذاقت طعم السعادة والهوان على السواء .
عن: صحيفة الديلي ميل اللندنية