جلال حسن لا شعارواحد في جميع سيطرات بغداد، والمحافظات يبعث السرور والامل، او يواكب التغيير في البلد، او يرسم صورة فيها نفحة من روح المستقبل. شعارات تفترسها حروف الولاءات ،والسلطة، والشكوى، والطاعة، والدعاء، والحزن احيانا، وجميعها تعطي معنى واحدا من دون أي تأمل، او اشارة للزمن القادم. شعارات تستفز القارئ بوخزة تأكيد المشكلة ووجودها..
(احترم تحترم ) شعار مكتوب في جميع سيطرات البلاد، ومرسوم بخط رديء وباللون الاسود الكالح وعلى الجدران الكونكريتية. ويؤكد بكل وضوح ان الجندي الذي يقوم بعملية التفتيش اعتاد الشكوى من عدم الاحترام. بجانبه شعار اخر (القانون فوق الجميع) الذي لا يلتزم فيه الا القليل من المارة عبر نقاط التفتيش، اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان القانون يعني الالتزام والتقيد باحترام الاخر والطاعة والوطنية. قال لي احد ضباط نقطة تفتيش على صدر القناة وهو يتكئ على لوحة كبيرة مكتوبة بخط انيق تذكّر ( ان هذه السيطرة بأمر معالي رئيس الوزراء نوري المالكي القائد العام للقوات المسلحة) وخلفه عبارة مكتوبة على الحائط (اللهم احفظ العراق)، ان" (الولاء للوطن) بمعنى للسلطة التي تحمينا من الارهاب فما نفع كلمات الحرية والديمقراطية! نعم (العراق للجميع)" والجملة الاخيرة قالها بإصرار عجيب . شعار (لا طائفية بعد اليوم) اطاره العام يثير الطائفية بل ينقل قارئه الى نبش مأساة الطائفية ومشاكلها الدموية.( يدٌ تبني و يدٌ تحارب ) شعار مأخوذ من النظام السابق. (شوكة في عيون الارهاب) شعار ناقص المعنى الا اذا كان متشفيا بالارهابيين. (العراق للعراقيين) و(نعم للوحدة الوطنية) و(الموت لاعداء العراق)،( العراق بيتنا لا تدع ريح الفساد والارهاب تعبث به). شعارات كثيرة تصادفنا، ونحن نسير في الاحياء الشعبية، وهذه الاحياء مرآة عاكسة لنبض الشارع وطريقة تفكيره، تبدأ من هموم الحياة اليومية وازمات الكهرباء والبطالة والسكن والدعوات الى زيادة الحصص التموينية (نطالب بإقالة وزير الكهرباء) و( قالوا مواد الحصة التموينية 44 مادة صارت 4) والقائمة تطول، الى اتهامات للاحزاب السياسية ،حتى تصل الى الشعار الديني وقدسيته. ثم تعرج الى الجانب السياسي العام، الذي يواكب الحدث اليومي (نريد القائمة المفتوحة) و(نؤيد النزاهة باستجواب المفسدين) وغيرها كثير. شعارت تندد وتحرض وتلعن وتسب وتطالب وتهيج وتقلب رماد التاريخ بروح عدائية وتمتاز باليأس والانتقام والوعيد. هذه الشعارات بحاجة ماسة وملحة الى دراستها بكل موضوعية وشفافية وفهمها بوعي مستقبلي وتشكيل لجان خاصة فيها خبراء نفسيون وسياسيون واقتصاديون ورجال دين وشباب ومنظمات انسانية لمعرفه نوازعها واتجاهاتها، ووضع الحلول الصحيحة والناجعة. الشعار مثل المعلم وعود الثقاب لايمكن ان يستهان به، لانه يحرق مدنا بأكملها. jalalhasaan@yahoo.com
كلام ابيض : شعــــارات
نشر في: 2 نوفمبر, 2009: 05:53 م