لم أجد ائتلافا أدمن السّدَّ والغلق مثل دولة القانون. فعلا يستحق هذا الائتلاف براءة اختراع فيه او ميدالية ذهبية ان شئتم. انهم لا يتقنون السّدَّ، وحسب، بل ويضبطون فن "التسدسد" أيضا. ولمن لا يميز بين "السّدّ" و"التسدسد" فان الاولى تعني غلق الأشياء كالأبواب ومصادر الخير والنور، كقولنا "سد الضوه" و "سدّ الباب" و "سدها يمعود سدها". أما "التسِدسِد"، بكسر السينين، فهو "التطمطم". وبهذه يشهد عليَّ ربي اني اعترف لجماعة دولة القانون بأنهم لو "طمطموا" قضية يضيّعون أثرها حتى على زرقاء اليمامة. ومما يسجل لهم تاريخيا فوزهم الساحق في "طمطمة" قضية فلاح السوداني وآخر في وزارة الصحة وعشرات غيرهم. المهم لا أظن ان أحداً أتى قبلهم أو سيأتي بعدهم للحكم "طمطمها" للمفسدين مثلهم.
في زمن قائده ذي الولايتين، نجح الائتلاف في سدّ الشوارع بالصبات والسيطرات وطمّ المجاري، وإغلاق فرص العمل بوجه الشباب وسد الكهرباء والماء، وفي إغلاق كثير من النوادي الثقافية والاجتماعية. باختصار سدسدوا ابواب الخير بوجوه الناس بذكاء، مرة، وبغباء شديد مرة أخرى. لم يتركوا غير باب ريح الإرهاب مفتوحاً. ليش؟ حتى لا يسدونه ونستريح. عراقية قالتها مرة انه حتى أبواب السماء أغلقت بالغبار والعواصف الترابية في زمنهم، فما عادت الشمس ولا القمر ولا النجوم مثلما كنا نراها قبل مجيئهم. ولو أردت عدّ وحساب ما أغلقه دولة القانون من أبواب الحياة بوجوه العراقيين لضاع العد.
من يكون ديدنه السدّ والإغلاق، مثلهم، تجده يتقوقع حتى يغلق نفسه على نفسه. فبعد ان جعلوا الخضراء منطقة مغلقة لهم وسدوا أبوابها عليهم تغيرت حتى ألوان وجوههم وحركات شفاههم وأيديهم. لاحظوا الطيور الحرة في الطبيعة وقارنوها بوجوه أقرانها المحبوسة في أقفاص وانتبهوا للفرق الكبير بينهما بدءا من طريقة الطيران الى التغريد و حتى كيفية سحب النفس.
يبدو لي أن الإدمان على السّدّ والغلق قد تمكن منهم فنسوا حتى انفسهم. كلنا سمعنا في هذا الأيام أنهم مستقتلون حد فقد الأعصاب، مثل أي مدمن، من أجل ان يغيروا القائمة الانتخابية من مفتوحة الى مغلقة. ولو لم يكونوا مدمنين على السد لتذكروا، على الأقل، تصريح مالكيهم لقناة الحرة في الشهر العاشر من العام 2009 يوم قال " إن إقرار القائمة المغلقة سيشكّل كارثة للعراق وربما يعيد تدهور الأوضاع الأمنية". فاذا كانت كارثة، كما قال الحاج ، جا ليش تردونها يا بعد شيبي؟
ما عاد يهمهم، إذن، حتى لو حلت بالعراق كارثة وازداد الوضع الأمني تدهورا، المهم ان الأسماء التي يرتبها المالكي حسب هواه تظل كما هي في المغلقة لكنها تتغير في المفتوحة، ما يعني ان الكثير من مقربيه، او بالأحرى مقرباته قد يصبحون أو يصبحن من أخوات كان في الانتخابات البرلمانية القادمة. الرجل فكر بالقائمة المغلقة حتى وان صبت على رأس العراق كارثة، بحسب قوله. كل هذا لا يهمه، لأن المهم عنده هو ان يضمن مقربوه البقاء مع "إنّ" وأخواتها في الانتخابات القادمة ليتأكد بنفسه انها ما زالت تنصب الأول وترفع الثاني!
والله العظيم أرى الشغلة بيها "إنّ"، فما الذي ترونه أنتم؟
"السّدُّ" و "الغلق" عند دولة القانون
[post-views]
نشر في: 26 يونيو, 2013: 10:01 م
جميع التعليقات 2
حسين النجم
تعودنا ان نسمع عبارة خرب بأنه لا ادري ان لها علاقة بالموضوع :)
حسين النجم
تعودنا ان نسمع عبارة خرب بأنه لا ادري ان لها علاقة بالموضوع :)