TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > متى تستقيلُ حكومتنا أو تُقال؟

متى تستقيلُ حكومتنا أو تُقال؟

نشر في: 26 يونيو, 2013: 10:01 م

في أحدث تقرير لها ( أُعلن عنه أمس الأول) تزفً إلينا هيئة النزاهة "بشرى" تسرّ القلوب المكلومة من جراء الإعصار الإرهابي الذي لا يتوقف، وتشرح الأنفس المهمومة بمصير الناس والبلاد مع طبقة سياسية نافذة لا جفن لها يرفّ ولا قلب ينعصر حيال ما يجري على أيديها وبسببها لهؤلاء الناس ولهذه البلاد.
"بشرى" النزاهة تقول ان معدلات دفع الرشوة في دوائر الدولة سجلت خلال الشهر المنصرم (مايس) ارتفاعاً كبيراً عما بلغته في نيسان. وفي التفاصيل ان نتائج آخر استبيان شهري تجريه الهيئة "كشفت عن ارتفاع مؤشر الرشوة خلال مايس الى (3.41) بالمئة بعدما بلغ في نيسان (2.51) بالمئة، وهو المؤشر الذي ظل مستقراً تحت (3) بالمئة طيلة خمسة اشهر". ونستنتج من التفاصيل أيضاً ان الرشوة نظام جارٍ ومستقر في كل دوائر الحكومة وأجهزة الدولة من الموصل في الشمال الى البصرة في الجنوب من دون استثناء.
من معطياته، واضح ان عملية الاستبيان اقتصرت على الرشا الصغيرة التي يقدمها مراجعو الدوائر الحكومية الى الموظفين إما لا نجاز معاملاتهم المتأخرة (عمداً في الغالب للحصول على الرشا) أو لتمشية معاملات غير أصولية، كما أوضح التقرير. أما الرشا الكبيرة (البالغة قيمة الواحدة منها ما بين ملايين ومئات ملايين الدولارات) المتعلقة بالصفقات التجارية والعقود والمقاولات مع جهات أجنبية في الغالب، فلم يشملها الاستبيان، والسبب معروف هو ان موظفي الهيئة المساكين ليس في مقدورهم الاقتراب من أعشاش الدبابير (كبار الفاسدين والمفسدين في الدولة المتمتعون بالحصانة والحماية من أية مساءلة حتى أمام مجلس النواب).
على أهمية ما استنتجته هيئة النزاهة من استبيانها، فان الأهم هو الاستنتاج الذي يتعين أن نخرج به مع هذا التفاقم المتواصل للفساد المالي والإداري في الدولة ولأعمال الإرهاب وانتهاك الأمن.. الحكومة هي الهيئة المكلفة من المجتمع – عبر ممثليه في البرلمان- بحفظ الأمن وتأمين مصالح الناس، ولدينا حكومة تسجل الفشل تلو الفشل على هذا الصعيد وكل صعيد. ما مبرر وجودها واستمرارها في السلطة إذن؟ أليس من المنطقي أن تقرّ بفشلها وتستقيل؟ أليس من المنطقي أيضاً أن يحاسبها البرلمان عن تقصيرها في مكافحة الفساد المالي والاداري وفشلها في مواجهة الإرهاب وحفظ الأمن؟ الى أية درجة يتعين أن يصل مؤشر الفساد والى أي حد من الحدود يمكن أن يبلغه الانهيار الأمني وإزهاق الارواح وسفك الدماء، لكي تقرّ الحكومة بفشلها وتستقيل أو يحاسبها البرلمان ليقيلها؟
هل من مجيب؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. أبو هبة

    صح قلمك أستاذ عدنان ، تحية وتقدير للافكارك الوطنية للأسف ليس من مجيب لهذا الفساد الذي عم البلاد وفاحة رائحته بين البلدان ، والسادة السلاطين نائمين على الأرائك ويتفرجون على ذبح العراقيين ، وبعدها تظهر ابواقهم الداعمة للعملية السياسية ويصرخون أننا منصورون ع

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram