في محاضرة شيقة قدمها د. خليل محمد ابراهيم استاذ الادب الاندلسي والاسلامي في جامعة الاكاديميين العرب ، في اتحاد الادباء والكتاب في العراق ، كشف عن ان الموشحات الاندلسية اصلها عراقي وقدم شهادة واقعية من خلال نماذج للموشح كتبت من شعراء بغداديين قبل ان يظهر الموشح الاندلسي بقرون .

قدمت للمحاضرة الشاعرة غرام الربيعي فقالت :ـ

- محاضرة اليوم مهمة جدا لانها تكشف عن قضية مازلنا نجهلها عن الموشح واصوله ومرجعيته من خلال وثائق ومراجع . واكد فيها ان الموشح اصوله عراقية قبل ان تكون اندلسية . والمحاضرة غنية بمعلومات اخرى سيكشف عنها د. خليل ابراهيم الذي تعودنا منه المبادرات الادبية في شتى الموضوعات. ويشير د. خليل الى ان اصول الموشح بغدادية وقام زرياب بتوثيق الموشح نفسه بطريقة اخرى ونقله الى الخارج . والقضية مطروحة للنقاش والدراسة من قبل الاخرين لتفعيل هذه الحقيقة الجديدة .

ثم تحدث الدكتور خليل ابراهيم فقال:ـ

- هو موشح او موشحة او توشيح ، والجمع موشحات او تواشيح من وشح بمعنى زين اوحسن او رصع ، وهوفن شعري مستحدث يختلف عن ضروب الشعر العربي في امورعدة كالتزامه بقواعد معينة في التقنية ، وبأتصاله القوي بالغناء . ويعرفه ابن سناء الملك ( الموشح كلام منظوم على وزن مخصوص ) ومن ابرز شعرائه في الاندلس الحصيري صاحب ( ياليل الصب ) وفي بغداد الحبوبي صاحب ( ياغزال الكرخ واويلي عليك ) .

ويضيف د. خليل :ـ

ان هناك مؤشرات كثيرة تؤكد ان الموشح عرف في بغداد قبل ان يعرف في الاندلس, لذا نستطيع ان نقول ان الموشح اصله عراقي بغدادي ثم انتقل الى الاندلس . والذي حصل ان الموشح في الاندلس اكتسب صفة الاستمرارية في كتابته من قبل شعراء الاندلس ثم ارتباطه بالغناء جعله مشهورا اكثرمن الموشح في بغداد . وقرأ د. خليل العديد من الموشحات البغدادية كدليل على كلامه . كما اكد ان هناك قصائد للحبوبي وابي نؤاس والمتنبي تنتمي الى الموشح وقيلت قبل الاندلسيين بفترة طويلة . واشتهرت اشعارهم بالغزل والخمريات .

واشار الى ان زرياب نقل الموشح البغدادي وشعر البغادة الى الاندلس . وحين ذهب الى هناك ادى الموشح ايضا باشعار الاندلسيين . علما ان الموشح في بغداد بعصر العباسيين ومابعدهم كانوا يطلقون عليه الشعر المخمس او المربع والمسدس وهكذا . وكان موشح او مخمس أبي نؤاس اقرب جدا الى موشح ايها الساقي لابن المعتز، او ربما هو لغيره لاسيما ان هناك اكثر من رأي حول ذلك يؤكد ان هناك شعراء كثيرين كتبوا قبله في الموشح .

السيد فاروق بابان عقب على المحاضر بتساؤل مفاده هل سنقلب الطاولة بأن نعيد النظر في مناهج الدراسة التي تؤكد على ان الموشح يعود للاندلس ؟ فعاد المحاضر ليجيب بقوله :ـ

- انا قدمت انموذجين يقولان ان الموشح عراقي المرجعية كما قال الناقد صفاء خلوصي وكذلك شوقي ضيف الذي ذكر مخمس ابي نؤاس انه اقرب للموشحات مما يدلل على مرجعية بغداد في هذا المجال قبل الاندلس . هذه المعلومة ذكرتها حتى نزيد من البحث والدراسة لتاكيد اكبر لمرجعية الموشح.

في حين تساءل السيد رائد محمد بأن الموشح إذا كان بغداديا فماذا تبقى للاندلس ؟ 

فأجابه د. خليل قائلا :ـ

- الشيء الاول ان معظم الكتاب يقولون بعائدية ومرجعية الموشح هو اندلسي . في حين من يقول انه عراقي هم قلة . لكننا نحتاج الى ان نعرف ونصوب الامور ونعيد الامور الى نصابها. ويبقى للاندلس اهميتها الثقافية والحضارية بدون الموشح او به وهم قد اثروا في الاسبان واوربا وليس العكس .

وتساءل الناقد رزاق ابراهيم حسن عن سبب وجود شعراء اندلسيين تخصصوا بالموشح وعرفوا به كما ابن المعتز في حين لم نجد ذلك في شعراء بغداد . كذلك وجود اغان وموشحات في بغداد تنعت بالاندلسية فما صحة ذلك .

فأجاب المحاضر :ـ

- الشعراء العراقيون لم يعنوا بالموشحات هي مقولة غير صحيحة لانهم لم يكونوا يسمونه موشحا بل مخمساً ومربعاً ومثلثاً. وهناك الكثير من الشعراء كتبوا في هذا المجال مثل ابو نؤاس . والمعضلة اننا لانبحث جيداً في الكتب حتى نعرف من كتب, والحبوبي واحد من اهم الشعراء الذين اعادوا ديباجة العباسيين في هذا المجال لاسيما في الفترة المظلمة .