يرتبط الشكل الموسيقي المعروف باسم التانغو بالأرجنتين، رغم جذوره الأوروبية الايطالية والاسبانية والتأثيرات المختلفة التي أسهمت في تطوره، مثل موسيقى الجاز وموسيقى الزنوج وإيقاعاتها المعقدة. بدأ تبلور هذا الشكل الراقص في منتصف القرن التاسع عشر، ألا أن صعوده جاء في القرن العشرين في بوينس آيرس بشكل خاص، وفي عموم الأرجنتين واوروغواي وبعض الدول اللاتينية الاخرى. وتحولت الرقصة المليئة بالايحاءات الحسية شيئاً فشيئاً إلى رقصة أساسية لما يسمى رقص الصالة، حيث تقام اليوم مسابقات عالمية إذ أصبح هذا الفن الراقص أشبه برياضة تقام لها دورات دولية للألعاب.

تقدم موسيقى التانغو فرقة تتكون تقليدياً من ستة عازفين، أدواتها كمانان وبيانو وباص وأداتا باندونيون، وهي أداة من عائلة الأكورديون والهارمونيكا. واستعمال الغيتار والفلوت والكلارينيت وغيرها من الأدوات منتشر كذلك. بين أوائل أعمال التانغو التي ذاع صيتها ذلك المسمى لا كومباريستا من تأليف الموسيقي الاورغواياني اليافع خيراردو ماتوس رودريغيس سنة 1916، وأصبح هذا العمل من أشهر الأمثلة على التانغو.

ألا أن شهرة التانغو تضاعفت بسبب نشاط الموسيقي الأرجنتيني العبقري آستور بيازولا (1921- 1992) الذي درس الموسيقى الكلاسيكية واستعملها لتطوير التانغو إلى شكل موسيقي أرقى ذي قيمة فنية أعمق. وكان تانغو أديوس نونينو من أول أعماله التي ذاع صيتها. واشترك بيازولا في تقديم أعماله بالعزف على أداة الباندونيون. درس الموسيقى الكلاسيكية وأقام علاقات مع ألمع العازفين في وقته، مثل عازف البيانو الفذ أرتور روبنشتاين، ثم درس عند الموسيقية الفرنسية الكبيرة ناديا بولانجيه التي درّست عشرات من الطلاب بينهم موسيقيون أشتهروا مثل المؤلف الأمريكي آرون كوبلاند وقائد الاوركسترا الانكليزي جون اليوت غاردنر والعالم الموسيقي والعازف الأمريكي رالف كيركباترك.

وبفضل نشاط بيازولا، ظهر اسلوب جديد من التانغو يسمى تانغو نويبو (التانغو الجديد). أول التجديدات التي أدخلها هو توسيع الفرقة التقليدية السداسية، وتحريرها من هذا التقليد عبر استعمال اوركسترا أكبر. وأدخل كذلك الكثير من عناصر وتقنيات موسيقى الجاز، وأستعمل عناصر أساسية من الموسيقى الكلاسيكية وتوسع في استعمال الهارموني المعقد والتجانس والتنافر الصوتي، واستعمل تقنيات موسيقية من عصر الباروك. ألف الموسيقى لعشرات من الأفلام.