TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > اجتثاث "أبناء الآفة "

اجتثاث "أبناء الآفة "

نشر في: 29 يونيو, 2013: 10:01 م

في العراق عشرات الأحزاب الدينية ، وبعضها يشغل مقاعد في مجلس النواب ، ومنها من يعد طرفا رئيسيا في الحكومة الحالية ، فضلا عن امتلاكها قاعدة شعبية ، واستنادا إلى حقيقة أن الحزب الديني وانطلاقا من عقائده يمتلك القدرة على كشف الحرام والحلال ، والتفريق بين الحق والباطل ، فضلا عن تسخير كل جهوده وإمكانياته لنصرة المظلومين ، والدفاع عن
حقوقهم كجزء من رسالته ، فالأمر يعني أن العراق خال من الفساد وتلك الأحزاب اقتصر دورها على الإرشاد ، وحث الاتباع على التمسك بدينهم ، والتخلي عن ملذات الدنيا فهي دار بلاء وفناء، فيما يعاني العراقيون منذ سنوات مشاكل مستعصية من ابرزها ما يتعلق بالملف الأمني ، وتراجع الأداء الحكومي في تقديم الخدمات ، وانشغال ممثلي الشعب في البرلمان بسجال لم ينقطع ، حول مشاريع قوانين معطلة .
وجود عشرات الأحزاب الدينية في الساحة السياسية في العراق ، يعني أن البلد خال من الفساد المالي والإداري ، وجهازه التنفيذي نزيه ، لان اغلب الموظفين الحكوميين أن لم يكونوا منتمين لقوى دينية فهم من اتباعها ، أو مؤيديها ، الأمر الذي يعني أن العراق لم يرد في قائمة الدول الأكثر فسادا في العالم .
يوم الثلاثاء الماضي أقام الوقف السني بالتعاون مع هيئة النزاهة مؤتمره السنوي الثالث لمكافحة الفساد لبحث دور رجال الدين في القضاء على آفة الفساد المالي والإداري ، بعدما أعلنت وزارة التخطيط أن نسب الفساد في الدوائر الخدمية في العاصمة بغداد "متقدمة جدا" بمعنى أن "الآفة" انتقلت من الأساطير وحكايات العجائز ، وأفلام الكارتون إلى الدوائر المعنية بتقديم الخدمات ، وأثناء كلمة القاها في المؤتمر عضو لجنة الأوقاف الدينية في مجلس النواب العراقي وليد المحمدي، انتقد كثرة الجهات الرقابية من دوائر المفتش العام في الوزارات وديوان الرقابة المالية وهيئة النزاهة، معربا عن، استغرابه الشديد من كثرة الفساد المالي والإداري كلما زادت المؤسسات الرقابية داعيا رجال الدين ، إلى اعتماد التوعية الجماهيرية بمخاطر الفساد بوصفه الإرهاب الأول في العراق .
اكثر ما يثير الاستغراب في التعاطي مع ملف الفساد في العراق بحسب المعنيين بهذا الشأن أن الجهات المعنية تكبلها تشريعات قديمة في التعامل مع المسؤولين المتهمين بملفات فساد ، وإجراءاتها تطال الموظفين الصغار ، في حين تخشى الاقتراب من "أبناء الآفة " فاستطاعوا مغادرة العراق بجوازات سفرهم الأجنبية والإقامة في عواصم خارجية ، على الرغم مما يعلن في بعض الأحيان بإمكانية الاستعانة بالإنتربول لملاحقة المتهمين وتقديمهم للقضاء .
"أبناء الآفة " المتورطون بالفساد ، معظمهم كان يدعي انه قيادي في حزب ديني ، وعودته إلى العراق بعد العام 2003 لغرض تحقيق العدالة وإرساء قاعدة بناء دولة المؤسسات ، ورفع المظلومية عن الشعب العراقي وإنقاذه من معاناة استمرت عشرات السنين ، وعندما تولى المنصب وتشرف بحمل حقيبة وزارية ، جعل العراق ينافس الصومال في تصدر قائمة الدول الأكثر فسادا في العالم ، ولذلك الأحزاب الدينية قبل غيرها مطالبة اليوم باجتثاث "أبناء الآفة " لتوكد على ارض الواقع أنها جادة فعلا في مكافحة الفساد .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram