اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > رمى جده في الشارع.. بعد ان استولى على ثروته

رمى جده في الشارع.. بعد ان استولى على ثروته

نشر في: 30 يونيو, 2013: 10:01 م

شاهدته يدخل الى محكمة الأحوال الشخصية في الاعظمية والحزن ينحت ملامح وجهه الذي غزته التجاعيد ولسان حاله يقول كيف فعلت هذا في نفسي ؟ وكيف وصل بي الحال الى هذا الحد ؟ وهل استحق ما يحدث معي بعد كل هذه السنين بصوت مبحوح امتزجت به دموع الحسرة ... بدأ الرجل

شاهدته يدخل الى محكمة الأحوال الشخصية في الاعظمية والحزن ينحت ملامح وجهه الذي غزته التجاعيد ولسان حاله يقول كيف فعلت هذا في نفسي ؟ وكيف وصل بي الحال الى هذا الحد ؟ وهل استحق ما يحدث معي بعد كل هذه السنين بصوت مبحوح امتزجت به دموع الحسرة ... بدأ الرجل المسن في سرد مأساته لي وقال : بعد ان مسح دموعه .. تزوجت منذ اكثر من خمسين عاما ... كنت في ذلك الوقت اشتغل موظفا في البلدية .. ورزقت بولدين وبنت وبعد حوالي عشر سنوات توفيت زوجتي بعد صراع طويل مع مرض عضال وتركتهم في عنقي والحقيقة انني دللت ولديّ كثيرا على حساب شقيقتهم الكبرى التي تحملت مسؤولية البيت بأكمله بعد قراري بعدم الزواج حتى لا احضر لهم زوجة اب تنغص عليهم حياتهم وتقلبها جحيما .. مرت السنوات سريعا وكنت أعامل ابنتي وكأنها حمل ثقيل وعندما تقدم بطلب يدها اول شاب وافقت عليه بالرغم من اعتراضها لان مؤهله كان متوسطا واقل منها في كل شيء ومع ذلك ارتضت بالوضع وسافرت مع زوجها لاحدى المحافظات الشمالية بعد ان وجد عملا جيدا وتيسرت حالة ابنتي ولم تنقطع في السؤال عني بالرغم من نسياني لها فبطبيعتي لم اكن احب البنات وكان الأولاد بالنسبة لي زينة الحياة وهم الذين سيخلدون اسمي بعد وفاتي لذا اعطيتهم كل اهتمامي حتى تخرج ابني من الكلية وبعد عدة اشهر رفض التعيين بالدوائر الحكومية واصر بالذهاب خارج العراق للعمل وتكوين حياته في اوروبا وفعلا قدم اوراقه الرسمية لاحدى الشركات الأوروبية وسافر ابني رغم اني لم اوافق على سفره ... ظل ابني على اتصال بي حتى انهى شقيقه الصغير الكلية ايضا وطلب منه الانضمام اليه ليحقق احلامه في بلاد الغربة الا ان ابني البار رفض فكيف يتركني بمفردي ... بعدها تزوج ابني الكبير من احدى الأجنبيات ... ورويدا رويدا قلت اتصالاته حتى انقطعت تماما وتناسيته حتى لا اشعر بالحزن والألم ... وبعد سنين من كل هذه الأحداث ابتسمت لي الدنيا عندما ورثت عن ابي قطعة ارض وعقارات وتحولت من شخص متوسط الحال الى رجل ثري بعد ان بعت الأرض بمبلغ خيالي من المال واشتغلت بعدها ببيع وشراء العقارات وعمل معي ابني الذي تزوج بعدها من احدى الفتيات بعد قصة حب طويلة ... وعشت عدة اشهر معه بحياة تملؤها السعادة والبهجة التي زادت بعد تأكيد خبر حمل زوجته ... وتناسيت ابنتي التي لم تزرني الا في المناسبات والاعياد ولم أعطها شيئا بحجة ان زوجها ثري ايضا ويملك اموالا طائلة ... الا ان الاقدار ابت ان اعيش سعيدا فبعد ولادة حفيدي بشهرين ذهب ابني وزوجته للشمال للراحة والاستجمام ولن انسى ذلك اليوم الذي رن فيه هاتفي في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل يخبرني احد الاشخاص بان ابني وعائلته تعرضوا لحادث مروع على احدى الطرق الجبلية ! عندما وصلت الى مستشفى شقلاوه ... كان كل شيء قد انتهى ... فقد مات ابني وزوجته وتركا لي حفيدي بين الحياة والموت وتضرعت لله كثيرا حتى ينقذه لي واستجابت لي السماء وعدت به سالما وربيته حتى صار شابا وعلمته احسن تعليم وادخلته افضل المدارس والكليات حتى تخرج وحمل عني هموم الدنيا ... في ذلك الوقت كنت اشعر انه الوحيد الذي انجبته فابني الكبير انقطعت اخباره عني بعد ان انسته الغربة والده وضقت به ذرعا ... ولم اكن اعتبر ان ابنتي للاسف لها اي حق في اموالي فقد تعبت فيها وشاركني ابني الذي توفي والان نجله الذي احبه بشدة وهو ايضا يحبني ... هكذا كان قبل ان يعميه الطمع ... فاخذت قرارا بكتابة كل اموالي واملاكي لحفيدي فحرمت بذلك الآخرين من ورثي عندما أموت... خاصة بعد ان أصبت بأمراض القلب والسكر المزمنة ! بعدها تزوج حفيدي من فتاة معروفة وسكنت معي في بيتي ... ومنذ ان دخلت البيت وعاشت معنا انقلبت حياتي جحيما فقد كانت تعاملني بقسوة شديدة وتعتبرني رجلا مخرفا وعاله عليها واوحشت قلب حفيدي علي وبعد مشاجرة بيني وبينها عاد هو من الخارج وقام بطردي بكل بساطة من البيت .. لم اصدق ما حدث واعتبرته نزوة سيفيق منها بعد ان يهدأ ... وذهبت للعيش في دار قديمة تعود لي ... الا انه لم يأت مطلقا وتناساني هو الاخر ... فذهبت له وطالبته بإعادة أملاكي ... الا انه رفض وبدأ يمن كل شهر براتب ضئيل لا يسد الرمق ... الى ان انقطع ليتركني أعاني وحدي امراضي وفقري ... وعندما علمت ابنتي بما حدث عادت من الشمال واخذتني للعيش معها ومع ما تبقى من اولادها ... وعاشت لي كخادمة في مرضي ... الا انني بدأت اشعر اني اصبحت ( عالة) عليها فمهما تيسر حال زوجها فليس كافيا لينفق علي وعليها وعلى أولاده وعلى مصاريف علاجي الباهظة .. وان من حقي ان اخذ نفقة من حفيدي تعينني على عيش هذه الحياة الصعبة فتقدمت برفع دعوى ضد حفيدي حتى استطيع التكفل بنفسي !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram