(طُلّي وابقي كما عهدتك فاتنة وعلى جبال الحسن  يصفعني الإله.. بجنة لم تعشق العينان فيها بعضها.. بل كلها كانت باوتار الجمال.. تقول.. ادخل فالشوارع آمنه)....نعم هذه هي السليمانية اينما التفت ..وحيثما ذهبت ،فبعد ان جلنا في دوكانها وأزمرها وشوارعها التي تحكي تأريخ المدينة وترسم الصورة الحقيقية لتطورها العمراني،وجلسنا بمقهى الشعب الذي يحتضن  الادباءوالفنانين،ودخلنا جامعها الكبير الذي رافق ولادتها،وذرعنا بلهفة الشوق ممرات الحديقة العامة وسط السليمانية برفقة الصديق ملا حسن صاحب مكتبة الروشن الذي انعمت صحبته علي بكنز معلومات لاينتهي عن تاريخ هذه المدينة التي خرّجت كبار الشعراء والمبدعين الاكراد منهم على سبيل المثال لا الحصر(مولوي الشاعر،ونالي ومحوي وعبدالله كوران وشيركو بيكس ،والمؤرخ والناقد عز الدين مصطفى رسول )وتتعدد الأسماءوالإبداع واحد.

شجرة الجنار وكرسي الحكم

حين تدخل سرجنار سترى كل ما فيه ساحر وسياحي بامتياز، وهو أحد المناطق التابعة لمركز المدينة ويبعد عنها بحوالي 5 كم، ويتميز بالجو المعتدل صيفاً ما جعله محط انظار السياح القادمين إلى المدينة ،شارع سرجنار لايمكن ان تتجاوزه دون ان تلتفت الى الرُّقي العمراني الذي يوصلك الى قمة الانبهار.. فنادق تتعملق بارتفاعاتها ،بيوت تغني بترفها ،مدينة حين تدخلها تحتاج الى الف عين لتستوعب مناظر السحر والفتنة ،المقاهي سكنت الشارع ،مدينة عبارة عن محل لبيع الورد وشجرة الجنار اعتلت كرسي الحكم هناك وفرضت اسمها على المدينة لكثرتها هناك ،

المطاعم تتندر بأطعمتها ،شواء السمك ورائحته التي تفوح بالشارع يحيلك الى شارع ابي نؤاس بجميع تفاصيله ،رائحة الكباب والشاورمة تجعلك تلتفت صوب مطاعم شارع السعدون، محال بيع المشروبات الروحية تذكرك بالمشاهد الاجرامية التي ارتكبت بحق الاخوة من الطائفة الايزيدية.

جنّة السليمانية ومنتجعها السياحي

المطاعم والنوادي فرضت وجودها في الشارع،وكذلك مطاعم الوجبات السريعة التي اصبحت ملاذا لأغلب الشباب هناك ،مشاهد العوائل هناك تجده مألوفا عند المساء ،وهي متجهة صوب منتجع جنّة السليمانية الذي افتتح قبل عامين ونفذ من قبل شركة لبنانية مستثمرة،هذا المشروع السياحي في السليمانية نفذته شركة لبنانية يتراسها مواطن عراقي ، تم تنفيذالمشروع على مساحة واسعة تمتد لاكثر من 45 الف متر مربع ، ويمتاز بكثرة المطاعم والحدائق الغناء اضافة الى الشلالات المائية التي نفذت بطرق حديثة فضلا عن الالعاب المختلفة للاطفال او للكبار ووجود المرافق الترفيهية الاخرى التي تحتاجها العوائل لقضاء اوقات ممتعة ومسلية، ضمن الاجواء الجميلة والطبيعة الساحرة والمناظر الخلابة والمياة الطبيعية التي تمتد عيونها الطبيعية ضمن هذا المشروع السياحيى الكبير , وان هذا المشروع ان شاء الله سيضيف قيمه سياحية اخرى لمنطقة سرجنار ،هذا وقد تم بناء مطعم خاص(في-أي-بي) بالقرب من حديقة نوروز السياحية ويعد من اجمل النوادي الترفيهية وموقعه بعد النادي الصيني مباشرة والذي يعمل فيه عاملات وعاملون من الصين.

سعر الدخولية الف دينار

المنتجع الذي يقصده السياح ومواطنو المدينة كل مساء ، يتزايد التوافدعليهايام الجمع والعطل،والمكان برمته عبارة عن واحة غناء تقدم لك ساعات من السعادة التي لا تغادر ارشيف الذاكرة ابدا وذلك من خلال الاستثمارات وهي الآن غنية بمرافقها وخدماتها السياحية ،ويؤمها الكثير من السياح القادمين من مختلف مناطق العراق والدول المجاورة فضلا عن اهالي السليمانية الذين يقضون امسياتهم ولياليهم في ربوعهاحيثكازينوهات حديقة نوروز الساحرة بطبيعتها واجوائها المنعشة جالبين معهم الطعام ليفترشوا باقي المناطق السياحية ويمضوا نهاراتهم فيها، ويعودون عند المساء الى سرجنار كي يمضوا لياليهم في رباها ومراتعها و فنادقها وموتيلاتها.ان المشروع السياحي جنّة السليمانية وكذلك حديقة نوروز التي تقابلك اثناء الدخول من أرقى المشاريع السياحية التي شهدتها المنطقة ويتضمن أكثر من عشرين كازينو ومطعماً وأن الكادر التشغيلي للمتنزه اغلبه من لبنان وبالتعاون مع عاملين من المنطقة وهو مشروع سياحي يتميز بالجمالية الرائعة والطبيعة الخلابة عن بقية المناطق السياحية الأخرى،فضلا عن توفير الخدمات فإن الاسعار مناسبة جدا وهذا مالاحظناه من سعر الدخولية للحديقة والتي تبلغ الف دينار فقط.

الأطفال يتأرجحون ببراءتهم وألعابهم

عند دخولنا الى حديقة نوروز السياحية تجد مرآب السيارات المجاور لمطعم(في أي بي) قد امتلا بالعوائل والسيارات ،والامتعة الخاصة برحلتهم السياحية المسائية ترافق تلك العوائل،امرأة بزي اوربي مع طفلها وكلبها الذي يتراقص مهرولا امامها وكأنه سعيد بزيارة مكان يفرحه التواجد فيه، دخلنا المكان لتستقبلنا الكازينوهات الفارهة وهي مرتدية نفانيف الورد والشجر يسبقها عطر الطبيعة وعطر الزائرين في تقبيل الانوف،كل شيء يقول هناك كما يردد المصريون(احلامك أوامر يباشا). الاطفال يتأرجحون ببراء تهم وبالعابهم التي وفرتها لهم ادارة الحديقة الواقعة من ضمن منتجع جنة السليمانية،الزائر للحديقة لابد ان يزور مدينة حيواناتها المشهورة بانواعها واصولها المختلفة، للدخول الى مدينة الحيوانات عليك ان تدفع مبلغا قدره (1000)دينار،ويمنع ادخال المأكولات معك باستثناء قناني الماء او العصائر،لان لتلك الحيوانات انظمة غذائية خاصة باشراف مروضيها والطبيب البيطري.

الثعلب زوزو يرفض الصور

استقبلنا في بداية الحديقة الضبع ماكس وهو من اصول افريقية وهوية احواله تشير الىأن تاريخ الميلاد هو عام 2008، ولحجمه الكبير قلت مع نفسي (ماكس مزور عمره)،جاور قفص ما كس قفص القط البري لوسي والذي يشير تاريخ ميلاده في كردستان الى عام 2007، لننتقل الى قفص ملك الاحتيال والمكر الثعلب زوزو وهو من مواليد كردستان العراق عام 2011،ورفض الوقوف طيلة محاولاتي ان التقط له صورة ولم افلح بذلك ابدا ،يجاوره صديقه في المكر ابن آوى واسمه لوني محل ولادته الاقليم عام 2012،العوائل تملأ المكان مع اطفالها لرؤية تلك الحيوانات التي تنظر اليها بحذر، وخاصة عند قفص (ابو خميس) الاسد المولود في جنوب افريقيا اسمه (سفر) ويمتاز بالضخامة التي تجعل من الناظر اليه متهيبا على الرغم من الحواجز الحديدية التي تحيطه،القرد من صنف المكاك واسمه زبريو وموطنه الاصلي جبال الاطلس وتاريخ ولادته عام 2005.

القرد سعدان والكاميرا

غادرنا زبريو الذي كان يتسلق الاشجار الاصطناعية داخل القفص،وتوجهنا صوب القرد سالة وهي من صنف البابون وموطنها افريقيا والجزيرة العربية وشهادة ميلادها تشير الى العام 2008، والطاووس الذي اسمه ايضا طاووس موطنه الاصلي جمهورية الهند وميلاده عام 2006،اخذ الطاووس بمجرد اقتراب العوائل منه بفرش ذيله الخرافي الالوان وكأنها يتباهى بزهو وفتنة ذلك الذيل الذي حباه الله بسحر الالوان، وانا احاولأن اقترب بعدسة التصويربالقرب من القرد سعدان من صنف النسناس التي موطنها المغرب ،فاجأني بحركة يده السريعة محاولا سرقة الكاميرا مني لكنها من حسن الحظ سقطت من يده على الارض ،لتتعالى التعليقات من قبل العوائل الحاضرة،احدهم قال(هوه قرد شتتوقع منه)وامرأة علقت بغضب كلمة (احمق) لانها توقعت ان عدسة التصوير قد كسرت ،ابني حسوني الذي كان يرافقني في الحديقة قال بسخرية(بابا هوه قرد شتريد اسويله).

عطر الورود وعطر النساء

القطط البرية وكذلك قطط الزينة كانت حاضرة في المكان وبأقفاص خاصة بنيت فيها شبه الغرف لايوائها اثناء النوم فالقط شيرازي ايراني الاصل مواليد عام 2009، الذئب الايراني سرحان من مواليد عام 2010 وكان لونه الزاهي جديرا بالاعجاب والتميز،وكان يذرع بقفصه مهرولا ذهابا وايابا،الكلاب الكندية كانت موجودة ومثلها بالحضور الكلب روكي وهو من صنف الآسكا ومواليده تقول عام 2011،واخيرا الدب سلطان الذي كان يمرح مع انثاه داخل القفص وهو من مواليد الاقليم عام 2008،خرجنا من سعدان ومحاولة سرقته للكاميرا واتجهنا صوب الكازينوهات التي تملأ المكان والمطاعم التي توافدت عليها العوائل من كل مكان ،احواض السمك وافران شوائها استقطبت العديد من العوائل،مطاعم الكباب والشاورمة،رائحة التتن المبعوث من آركيلات الكازينوهات امتزجت مع عطر الورود وعطر النساء ،برودة الجو هناك عند المساء جعل من بعض العوائل ان ترتدي ملابس سميكة بعض الشيء ،النوادي لتقديم الخمور في الهواء الطلق داخل المنتجع تحيلك الى حوادث مهاجمة قاعات النوادي من قبل القوات الامنية وكانها وكر ارهابي،برودة الجو تجعلك تلتفت الى درجة حرارة بغداد في شهر حزيران فاضطر ان اصرخ بألف (ياويلي)ونائحا بقولي (هلبت كسرنه بخاطر الله).

والى حكاية اخرى من حكايات هذا وطني.