هل كانت صدفة محضة أن يضرم (البو عزيزي) النار بثيابه في شارع فرعي بتونس لتندلع النيران المشبوبة تتخطى الحدود وتتجاوز نقاط التفتيش وتعبر دون جواز سفر إلى كل الدول التي اطلق عليها (دول الربيع العربي).
الصدفة لا تعود صدفة أن تكررت مرتين أو حدثت بتوقيت مشبوه أو بفعل فاعل.
من يؤجج الصراع! سؤال ساذج دون شك, فأمام معطيات ودلالات الأخبار لا يعود السؤال منطقيا.:
اعلن عن زيادة قدرها عشرة مليارات جنيه إسترليني في ميزانية الدفاع البريطانية. قبلها اعلن عن زيادة قدرها مائة مليار دولار في بنود ميزانية الدفاع الأمريكية الجديدة.
كلما اعلن عن زيادة في ميزانية الدفاع العسكري للدول الكبرى تحسس المواطن في دول العالم الثالث قلبه بيديه توجسا وخيفة.
بعدما بات في حكم اليقين ان كل زيادة في ميزانية الدفاع في تلك الدول تعني خططا متطورة لتحديث نوعية السلاح وجعله اكثر مضاءا وفاعلية.
وكل تحديث يعني خطة محكمة للتخلص من الأسلحة الموجودة والمكدسة في المشاجب والمخازن , التخلص منها لا يعني التطويح بها بالبحر او دفنها في الصحاري بل بتصريفها , (يعني بيعها) وبثمن عالي حتى لو كان الثمن انهارا من الدم وبحارا من الدموع , ولما كانت السويد او فرنسا او النرويج او الدانيمارك او المانيا او اية دولة من دول العالم المتقدم،التي لا تطاردها أشباح حروب محتملة، ولا نزاع او صراع على فرسخ حدودي , اذن ,فعبئ تصريف البضاعة الشريرة لابد ان تقع على عاتق شعوب العالم الثالث.
عندما تجدُ الحاجة لإحداث حريق هنا وإضرام نار هناك، تغدو الحاجة للسلاح كالحاجة للرغيف , ولا يعود التمييز فارقا بين قاتل وقتيل ,فالكل في نهاية اللعبة قتلى.
في محطات التلفزة العالمية لا يستحي المصدرون وتجار السلاح والوسطاء من عرض أكداس الأسلحة في البؤر الساخنة والمشترات بدماء الشعوب وعرقهم ودموعهم ورهان مستقبلهم.
فمن قاذفات صواريخ الى راجمات لهب الى لواصق متفجرات،الى شباب تتخاطف عيونهم البروق الخلَب , شباب عاطل يائس لا يصنع ولا يزرع , لا يبتكر لا يتعلم لا يتعدى تفكيره اخمص بندقية او فتيل صاعق.وإن زاد فالحلم بحورية....
تخيلوا ماذا سيحدث لدول البؤر التي تسخن فيها الأحداث , كرها او طوعا , بوعي او بغيابه؟.
ماذا يحدث لوتدارك العقلاء الأمر ولجأوا للغة أخرى غير لغة التهديد , ولعلعة الرصاص؟ وجابهوا سماسرة السلاح بالكلمة المقدسة (لا) لا نريد سلاحا، شكرا
الجواب: تقشعر له أبدان سدنة مصانع الأسلحة في العالم ,وتسخم وجوه السماسرة والمتاجرين بالدم المسفوح.وتكشف سوءات ربابنة السفن العائمة على بحار الذهب الأسود.
إ.. إش ش ش شِ ش.......