عندما تأتي أخيرا نهاية الأيام، فكيف يكون شكل ذلك؟ عن طريق نيزك يدور متوجهاً نحو الأرض، او نتيجة دمار نووي؟ أم ان النهاية ستكون عبر مخلوقات غريبة، وهذه لن تكون نهاية حقيقة للعالم، بل بداية لنظام جديد مختلف على الأرض.وهذه الأسئلة قد انتشرت قبل وباء يجذ
عندما تأتي أخيرا نهاية الأيام، فكيف يكون شكل ذلك؟ عن طريق نيزك يدور متوجهاً نحو الأرض، او نتيجة دمار نووي؟ أم ان النهاية ستكون عبر مخلوقات غريبة، وهذه لن تكون نهاية حقيقة للعالم، بل بداية لنظام جديد مختلف على الأرض.
وهذه الأسئلة قد انتشرت قبل وباء يجذب المؤلفين وكتاب السينما، قبل عقود من الزمن.. وهي لاتزال موضوعاً مفضلاً للأفلام ومسلسلات التلفزيون في الولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص.
عندما صاغ جون ستوارت ميل كلمة dystopia عام 1868، لم يكن يدرك حقاً، قيمة الهدية التي يمنحها الى اجيال من كتاب (الخيال العلمي) والمعجبين به وتعني (dystopia)، المستقبل المظلم الذي لن يكن بمقدورنا مقاومته، وهذه القصص تكتب بشكل يتلاءم وينسجم مع مخاوفنا الحالية وخيالاتنا.
و(ديستوبيان)، قد منحت باستمرار فرصة للكتابة عن الحكومات الاستبدادية الديكتاتورية، بدءاً من رواية (عالم شجاع جديد) و(1984)، وصولاً الى فينديتا والقاضي دريد.
ومن القصص الاخرى التي ظهرت من هذا النوع، في مرحلة الحرب الباردة ومنها رواية، (z تعني زكريا)، وهي تتحدث عن قصة آن (فتاة في السادسة عشر، نجت من كارثة نووية، دمرت كافة المخلوقات على الأرض.
وبينما يخبو التهديد النووي، كذلك هي أيضاً الرؤى التي تمليها مخيلة (الديستوبيا) والتي أخذت تخبو.
وبالتأكيد فان هذا الخيال الذي مازال حياً لمواجهة امور غريبة من اجل البقاء، قد أحيا مجدداً الخوف من مواجهة الانسان لمستقبل مظلم، ان المخلوقات المخيفة الغريبة (زومبيز) التي تتحدث عنها الروايات والأفلام، فهي لم تستهلك حتى اليوم، وهي جائعة دائما، ولا ترضى بأي شيء مطلقاً، ان (الزومبيز)، نجحت في تجسيد مخاوفنا، وبالنسبة للمستقبل، فان المؤلفين يفكرون عن وسائل جديدة لتقديمها ورواية أدريان بارنز، فإن بطله يعكس خوفاً يعاني منه الكثيرون: عدم الحصول على كفايته من النوم، وما بدا في البداية ليلة واحدة من عدم النوم، يتحول الى كابوس دائم من اليقظة، يؤدي الى الجنون.
وفي الوقت نفسه، فان المعجبين ينتظرون، (آدم المجنون) الجزء الثالث من رواية مارغريت آتوود، والتي بدأت من (اوركسي وكريك)، وهي ستصدر في شهر آب.
وكانت آتوود قد نشرت عام 1985، إحدى أفضل النصوص (الديستوبية) بروايتها.
(قصة مصنوعة)، وتلت بعد ذلك روايات عديدة من نوع (ديستوبيا) غالباً من تأليف الكاتبات وأبرزها (معاملة جيسي لامب) والتي ستتحول الى مسلسل في الـ بي بي سي.وجيمس لامب يعيش في مستقبل رهيب حيث تتعرض النسوة لمادة ملوثة في الجو تسبب الموت، دون ان يعرفن ان (الحمل) قد يؤدي الى تدمير حياتهن، وكلما ازداد أعداد النساء الراغبات بالحمل والإنجاب، كلما ازددن الى معالجة العامل الذي يؤدي الى وفاتهن.ورواية دان براون (الجحيم)، هناك زيادة ضخمة في النفوس وتناقص المصادر الذي يؤدي الى تدمير المستقبل، وتزايد النفوس يقابله استهلاك كبير في المصادر الطبيعية والمواد الغذائية، يؤدي الى الكارثة في المستقبل.إن هذه الروايات والأفلام والمسلسلات التي تتحدث عن نهاية العالم، قد أصبحت رائجة في هذه الأيام، فلماذا ينجذب غالبية الناس الى هذه الفكرة- عالم الخراب؟ خاصة وانها نصف عالمنا في المستقبل، أسوأ بكثير مما هو عليه الآن.
عن: الأبزرفر