قبل 40 عاماً، كان مارك شاغال احد الكبار الذين لا يمكن منافستهم في مجال الفن الحديث، مفضل الكوت دازور مكاناً للعيش متأملاً حياته وذكرياته (الواقعية السحرية) في روسيا، وبدا شاغال، موازياً، بل واحياناً مساوياً لجيرانه من الفنانين الكبار ومنهم بيكاسو وما
قبل 40 عاماً، كان مارك شاغال احد الكبار الذين لا يمكن منافستهم في مجال الفن الحديث، مفضل الكوت دازور مكاناً للعيش متأملاً حياته وذكرياته (الواقعية السحرية) في روسيا، وبدا شاغال، موازياً، بل واحياناً مساوياً لجيرانه من الفنانين الكبار ومنهم بيكاسو وماتيس.
ومنذ ذلك الوقت، بدأ سحره يتضاءل وقيمته الفنية كذلك، وأخذ النقاد ينظرون الى أعماله الفنية الشهيرة من (سعاة البريد الطائرون) و(العشاق الحالمون) و(عازفوا الفايلينت)، كلوحات فنية يمكن مناقشة جودتها، في مدى صدقها وقيمتها الفنية.
ومن أجل شاغال، أقيم معرض يعتبر الأضخم في بريطانيا منذ 15 سنة انكلترا، يضم الكثير من أعماله التي استعيرت من المتاحف المختلفة، وهذا المعرض منح فرصة لاعادة النظر في شخوصه وألوانه، والحكم عليه فيما إن كان واحداً من كبار الفنانين في القرن العشرين أم يترك بهدوء في ركنه.
ولد شاغال (اليهودي) في مدينة فيتيبسك- روسيا- عام1887، درس في بيترسبورغ، وأطلع على التطورات الفنية في الغرب، قبل مغادرته الى باريس عام 1910، وكان آنذاك قد انتهى من رسم لوحته (الولادة)، والتي تميزت باسلوبه الذي اشتهر به فيما بعد.
وفي باريس، عاش شاغال، وفيتيبسك في ذهنه: الألوان الصارخة: الأحمر والأصفر والأخضر، هي المفضلة لديه، ولكن شاغال أكد انه حاول خلق صور لا دور فيها للمنطق ولا مجال.
وهذا المعرض في ليفربول، يعبر عن كيفية تطور شاغال مع ما يدور حوله، سواء في باريس أو روسيا الثورية، وهناك توقف عن العمل لعدة أسباب، أولها نشوب الحرب العالمية الأولى، وثانياً بسبب الثورة الروسية.
وفي اعادة النظر الى لوحاته عبر مراحلها المتعددة، يكتشف النقاد ان اعماله الأولى كانت جيدة والأخيرة سيئة، ولكنه يبقى فناناً صادقاً لرؤيته الداخلية.
عن: الديلي وتليغراف