TOP

جريدة المدى > عام > ماذا تريد "جسور" من المثقف العراقي؟

ماذا تريد "جسور" من المثقف العراقي؟

نشر في: 2 يوليو, 2013: 10:01 م

في تيارات التنافس الإلكتروني، والتراكم الورقي، ما الذي تضيفه مجلة جديدة، ان لم تكن لها وجهة نقدية ، أو تيار، أو محاولة لخلق حالة وعي، أو تساؤل، وفي الأقل كلام مختلف؟  في قراءة متأنية لعدد مجلة "جسور" نكتشف انه لا يقول شيئا، رغم حجم الادعاء والو

في تيارات التنافس الإلكتروني، والتراكم الورقي، ما الذي تضيفه مجلة جديدة، ان لم تكن لها وجهة نقدية ، أو تيار، أو محاولة لخلق حالة وعي، أو تساؤل، وفي الأقل كلام مختلف؟ 
في قراءة متأنية لعدد مجلة "جسور" نكتشف انه لا يقول شيئا، رغم حجم الادعاء والولع الفارغ بالتميز، والاستعراضية. وان كان شعار المجلة الرئيس " جوهر وجودها الإبداع" فاننا لا نجد ما يعزز هذا الادعاء، بسبب الركاكة اللغوية المريعة التي لا تناسب سوى المبتدئين، والموضوعات القديمة التي أعيد نشرها، رغم مضي سنوات على نشرها، والأخطاء الإملائية لـ"كتاب" المجلة من هيئة تحريرها، هذا عدا الانفلات في تصدير الأحكام المطلقة، فيما يخص واجب المثقف العراقي.
رئيس التحرير زعيم نصار يقدم لملف العدد عن المثقف العراقي بأقل من نصف صفحة مليئة بالاقتباسات بكل من نيتشه: مجلتنا كمن يبحث عن رجل يساعده في استيلاد أفكاره وآخر يبحث عن رجل ليقدم له المساعدة. من هنا يتولد حوار مثمر على حد قول نيتشه. 
و.."الثقافة طريقة حياة كما يقول تا يلور وهي رؤية للعالم، فالثقافة سلوك يومي. 
و.. جان جينيه: كما قال جان جينيه: انك تدخل الحياة السياسية لحظة نشرك مقالات في مجتمع ما، وبالتالي اذا أردت أن تبتعد عن السياسة فلا تكتب مقالات ولا تجهر بقول. 
وأيضا: في سنة 1964صرح جان بول سارتر بوضوح مرير، ان الأدب لا ينقذنا أكثر مما تنقذنا السياسة.
كل تلك الاقتباسات وبعضها مطول، ليصل بنا الى استنتاج مطلق: 
" ولهذا على المثقف والمثقف العراقي خصوصا ان يكون مثقفا واقعيا- مجتمعيا-سياسيا"! بهذا المعنى التعسفي يريد رئيس التحرير منا ان نعمل في السياسة، كيف؟ يجيب هو في تصديره للملف: "نحن اليوم نوّلد أجوبة عميقة لنخبة من مثقفي العراق عن سؤالنا من هو المثقف وماذا يريد، منهم طاهر ناصر الحمود..." 
المجلة وببساطة صدرت بدعم مالي كبير من وكيل وزارة الثقافة السيد طاهر ناصر الحمود، وعن دار الروسم التي يديرها زعيم نصار مع هيئة تحرير مكونة من عشرة أسماء ضمنها السيدة هنادي جليل الموظفة في مكتب السيد الوكيل، إضافة الى المدير الإداري للمجلة السيد حيدر الشوكي، الذي يعمل مديرا لمكتب السيد الوكيل. 
بعد هذا أين هي دعوة المثقف الواقعي المجتمعي السياسي، اذا كانت تعني التبعية للمسؤول، والولاء ؟
في العدد ما يشبه الملف عن الشاعر السكندري كافافي من إعداد وترجمة عضو هيئة التحرير أحمد هاشم. السؤال: ما الجديد الذي يضاف الى كافافي وكل مكتبات العالم تستضيف بكل لغاتها رفوفا كاملة عنه وعن شعره من دراسات وآثار؟ أما في العربية فقد حفظنا قصائده" بانتظار البرابرة وقسم وايثاكا" لكثرة ترجماتها من لغته اليونانية حتى لغات وسيطة، منذ الستينيات مع ترجمة سعد صائب وليس انتهاء بترجمة الصديق الشاعر سعدي يوسف.
المفجع ان هذه القصائد المترجمة عشرات المرات يقدمها لنا عضو هيئة التحرير السيد هاشم بمثل هذه اللغة:
" خلال الفترة التي أقامة بها العائلة" الصحيح" أقامت" و"أحد أصدقاءه" أصدقائه الأرئك- الأرائك ولم أتمم غير نصا واحدا- غير نص واحد ولكن لا توجد هناك نوافذ لأعثر عليهن: لأعثر عليها انا الذي لااستطيع ايجادهن: ايجادها ومن الأفضل ان لا اجدهن : أجدها و.." أيضا جائني بذكريات" الصح جاءني هذا ينطبق على العديد من الموضوعات، فنص بعنوان" المتطور" لفلادا بولوفيتش تترجمه هدى علي التميمي هكذا: للثورة أبناؤها الثوريون، ولكن المتطورون. "المترجمة" لاتعرف ان لكن ناصبة، وبعد سطر آخر: الأوائل حمر ونشيدهم" أنترنتسنال" وهي تعني انترناشينال، أي عالمي. 
في موضوع" مخطوطة معثور عليها في القنينة" نقرأ: أدكار الن بترجبمة بودلير، والنص بالعربية دون ذكر اسم المترجم العربي، حيث حفل بأخطاء من العيار الثقيل:
" لقد جعلتني صروف الدهر وتراكم غريبا عن الواحد والأخرى كانت ملفتة للنظر بلونها كما لأنها كانت الأولى فأتى وهو يترنح ليلاقي في المؤخرة فقد أمر بطيئ القلوع الا ان هذه التخوف السليم لم يكن يبدو لقريب ولم يكن بوسعنا تكوين لأي فكرة كل موجة لضخمة كانت هذه أقل الأمثلة عدا النصوص التي لم تذكر مصادرها عن بغداد، فأية أمثولة تقدمها لنا هذه المجلة سوى إضافة خواء الى الخواء السياسي الذي يريد لنا السيد زعيم الانضواء اليه طالما يصدر عن المقولة القديمة عن المثقف التابع وعن الولاء؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مدخل لدراسة الوعي

موسيقى الاحد: الدرّ النقيّ في الفنّ الموسيقي

شخصيات أغنت عصرنا .. المعمار الدنماركي أوتسن

في مديح الكُتب المملة

د. صبيح كلش: لوحاتي تجسّد آلام الإنسان العراقي وتستحضر قضاياه

مقالات ذات صلة

جنون الحب في هوليوود مارلين مونرو وآرثر ميلر أسرار الحب والصراع
عام

جنون الحب في هوليوود مارلين مونرو وآرثر ميلر أسرار الحب والصراع

علي بدركانت مارلين مونرو، رمزاَ أبدياً لجمال غريب وأنوثة لا تقهر، لكن حياتها الشخصية قصة مختلفة تمامًا. في العام 1956، قررت مارلين أن تبتعد عن عالم هوليوود قليلاً، وتتزوج من آرثر ميلر، الكاتب المسرحي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram