حذر مزارعون وصيادون في محافظة البصرة من خطورة المد الملحي نحو الأراضي الزراعية المحاذية لشط العرب ، مشيرين إلى إن ذلك يتسبب بإتلاف المحاصيل الزراعية ويحول الأراضي إلى صحارى جرداء.كما يؤثر سلباً على واقع الثروة السمكية في المحافظة ، فيما اتهم النائب ع

حذر مزارعون وصيادون في محافظة البصرة من خطورة المد الملحي نحو الأراضي الزراعية المحاذية لشط العرب ، مشيرين إلى إن ذلك يتسبب بإتلاف المحاصيل الزراعية ويحول الأراضي إلى صحارى جرداء.كما يؤثر سلباً على واقع الثروة السمكية في المحافظة ، فيما اتهم النائب عن محافظة البصرة صالح الأسدي الحكومة الاتحادية بعدم الجدية في معالجة مشكلة التملح في المحافظة 

وذكر احد المزارعين في ناحية الهارثة باسم فاضل للمدى ان "ارتفاع التراكيز الملحية في المياه ادى الى توقف نمو المزروعات وتحول مساحات من الأراضي الزراعية الى (صبخه)" مبينا ان "اكثر من 20 رأسا من مواشيه تعرضت الى الهلاك جراء ذلك".
من جانبه، قال الصياد عيسى حسن "انا اعمل في صيد الأسماك منذ سنوات طوال واليوم كما ترى ليست لدي فرصة عمل ،بسبب ملوحة المياه العالية جدا واضطر للذهاب الى مناطق في الشاطئ بحيث لا توجد نسبة عالية من الملوحة"،
وأضاف في حديثه للمدى ان "نسبة الملوحة تتفاوت بين الارتفاع والانخفاض من حين لآخر"
بدوره اوضح نقيب المهندسين الزراعيين في البصرة علاء البدران ان" المحافظة تعاني في الوقت الحاضر من احتضار الزراعة فيها بالكامل بسبب تداعيات ملوحة المياه و تجريف الأراضي من قبل الشركات النفطية، وبعض ضعاف النفوس.
واضاف في حديثه للمدى" أن كل المحاولات لإنعاش الزراعة من جديد غير مجدية لعدم وجود إدارة خاصة مستقلة للزراعة وإلا كيف تغرق السوق العراقية والبصرية بالمنتجات الزراعية المستوردة ونحن قادرون على إنتاجها كلها تقريبا.
الى ذلك انتقد النائب عن محافظة البصرة صالح الأسدي امس الحكومة الاتحادية متهما إياها بعدم الجدية في معالجة مشكلة التملح في المحافظة.
وطالب الأسدي وزارة الموارد المائية بزيادة الإطلاقات المائية للمحافظة بحيث لا تقل عن 100 متر مكعب بالثانية من أجل إيقاف زحف المد الملحي.
وقال الأسدي في مؤتمر صحفي إن "هذه المطالبة تأتي بعد ان اجتاح المد الملحي ومنذ يومين نهر شط العرب مما أدى الى ارتفاع نسبة الملوحة في قضائي ابي الخصيب والفاو وناحية السيبة ومن المؤكد انه سيصل الى قضاء شط العرب ومركز المدينة".
وأضاف الأسدي ان "هذا الأمر متوقع لدى أبناء المحافظة و طالما حذرنا من تبعات هذا المد الذي فتك بالانسان والارض والزرع والثروة الحيوانية والسمكية اضافة لما عانوه من امراض باطنية وحساسية وجلدية".
وتابع "يئسنا من تعامل الحكومة بجدية لحل المشكلة"، مطالبا مجلس محافظة البصرة والمحافظ بـ"تبني حل ستراتيجي للمشكلة من خلال اموال البترودولار لخدمة ابناء المحافظة ولكافة القطاعات".
كما طالب وزارة الكهرباء بـ"الغاء القطع المبرمج عن قضائي الفاو وابي الخصيب لارتفاع درجات الحرارة والرطوبة فيهما اضافة لمشكلة المياه المالحة تخفيفاً لمعاناة المواطنين".
وكانت البصرة الواقعة على بعد 550 كم جنوب بغداد قد تعرضت الى ارتفاع غير مسبوق في نسبة الملوحة نتيجة تغلغل اللسان الملحي الى جميع مناطق محافظة البصرة تقريباً في العام 2009.
وتسبب التملح بإتلاف مئات الدونمات من الاراضي الزراعية والبساتين وهلاك الثروة السمكية والأحياء المائية واعلنت الحكومة المحلية في البصرة في ذلك الوقت قضاء الفاو منطقة منكوبة.
وعوضت الحكومة المتضررين بـ29 مليار دينار تم توزيعها العام الماضي
وزحفت الرمال على عشرات آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية خلال العقود الأخيرة نتيجة غياب المعالجات الحكومية والحروب المتتالية.
ولدى الحكومة مشاريع لوقف زحف التصحر على الأراضي الزراعية وإعادة الحياة إلى جزء من تلك الأراضي لكنها مساع ضئيلة أمام توسع التصحر عاما بعد آخر.
وساهم انخفاض معدل الامطار خلال السنوات العقد الأخير من تفاقم هذه المشكلة في العراق.