شكا عدد من المزارعين في محافظة كربلاء تراجع المحاصيل الزراعية خلال هذا الموسم  نتيجة لانتشار حشرة الدوباس، وبدون تدخل مجد من قبل الحكومة المحلية، مشيرين الى ان الزراعة في الوقت الحاضر  تعاني من عدم الدعم الحكومي من جهة والآفات الزراعية التي

شكا عدد من المزارعين في محافظة كربلاء تراجع المحاصيل الزراعية خلال هذا الموسم  نتيجة لانتشار حشرة الدوباس، وبدون تدخل مجد من قبل الحكومة المحلية، مشيرين الى ان الزراعة في الوقت الحاضر  تعاني من عدم الدعم الحكومي من جهة والآفات الزراعية التي تنخر في جسد الزراعة من جهة أخرى.
ويقول حسين عبد علي احد الفلاحين في منطقة الحسينية بالمحافظة "إن الحشرات الزراعية طالت النخيل بالدرجة الأولى وقد تقضي على الثمار، لاسيما ان التمور هي الأكثر رواجاً في البلاد على اعتبار أنها ليست بحاجة الى اهتمام مستمر.
ويضيف حسين أن "موضوع الحشرات ليس بالجديدة وإنما منذ اكثر من عام بدأت تظهر بقوة إلا أن الإهمال وعدم الجدية في معالجة المشكلة جعل منها تستفحل لتصنع مشكلة كبيرة تعيق زراعة المحافظة".
ويتابع "اذا لم تسارع الجهات المسؤولة سيترك معظم الفلاحين أراضيهم، وبالنهاية ترك العمل في الزراعة أفضل من العمل بلا جدوى".
من جهته يوضح المزارع صبار الكريطي، انه من غير الممكن أن يقوم الفلاحون بالتخلص من تلك الحشرات لكون ذلك مكلفاً مادياً فمن الضروري أن يكون هنالك تدخل حكومي.
ويقول الكريطي في حديثه للمدى "إن هذه الحشرة تأتي حين نضوج المحصول وتبقى تنهش بالثمار لحين تلفها، مشيراً إلى أنها اخطر آفة زراعية على الثمار كونها تتكاثر بسرعة وتسكن في داخل الثمار.  إلى ذلك يوضح المختص في الشؤون الزراعية عبد الحسين الحكيم ان "هناك حملة سنوية من قبل وزارة الزراعة لمكافحة حشرة الدوباس الا ان دورة حياة هذه الافة بحاجة الى مكافحة ثانية في العام الواحد.
ويوضح في اتصال هاتفي مع المدى، أن "حشرة الدوباس ومن خلال دورة حياتها بحاجة الى دورة اخرى وفي فصل الخريف تحديداً ألا ان المكافحة في فصل الخريف تكون صعبة".
ويبين "أن وزارة الزراعة استخدمت السنة الماضية المبيد الإحيائي لمكافحة الحشرة ومن المؤمل ان يكون هناك قضاء تام هذا العام على الحشرة، مضيفاً: يجب أن لا تنسى انه خلال السنوات الماضية أصيبت الطائرات الخاصة للمكافحة بالضرر.
في حين رجح عضو لجنة الزراعة والمياه النائب عن محافظة كربلاء المقدسة فؤاد الدوركي، تراجع إنتاج محصول التمور خلال الموسم الحالي نتيجة لانتشار حشرة الدوباس في حقول أشجار النخيل في المحافظات الجنوبية.
وقال الدوركي في تصريح صحفي ان إجراءات وزارة الزراعة الخاصة بمكافحة حشرة الدوباس التي بدأت تنتشر وبشكل واسع في حقول أشجار النخيل لم تكن بالدرجة المطلوبة كون المبيدات المستعملة غير فعالة وليست مؤثرة.
وكانت قد بدأت الهيئة العامة لوقاية المزروعات في اذار الماضي حملة موسعة لمكافحة حشرة الدوباس على النخيل بانطلاق فرقها الفنية إلى بساتين النخيل لغرض التحري ومسح لبيوض الحشرة في المحافظات المشمولة بالحملة.
واوضحت الهيئة في بيان ان المحافظات المشمولة بالحملة هي (بغداد – كربلاء المقدسة – النجف الأشرف – ديالى – بابل – واسط – الديوانية – المثنى – ذي قار - الأنبار– صلاح الدين)، مبينا أن "تلك الفرق تعمل لتحديد بؤر الحشرة بالاعتماد على كثافة البيض الموضوع على النخيل وباستخدام استمارة خاصة أعدت لهذا الغرض من قبل خبراء مختصين في هذا المجال.
وتابعت، "بعد إكمال مسوحات الحشرة سوف ترسم الخارطة الوبائية للإصابة وتستمر المتابعة الحقلية لحين فقس البيض وتعد الإصابة خفيفة إذا كان عدد الحوريات يتراوح من 1- 5 حورية /خوصة ومتوسطة اذا  كانت بين 5 – 10 حوريات/خوصة فيما عدت الإصابة شديدة إذا كانت فوق10 حوريات/خوصة".
وتعد حشرة الدوباس التي تصيب أشجار النخيل إحدى أهم الآفات الزراعية التي تسببت بإضرار كبيرة داخل محافظة كربلاء في السنوات الماضية، بسبب عدم القدرة على إجراء المكافحة الجوية في ظل الأوضاع الأمنية غير المستقرة، ما أدى إلى انخفاض كبير في إنتاجية التمور في البلاد.