اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > فرح وعزاء العراقيين يخترقان القانون..القتل بالخطأ عنوان ثابت لمراسيم التشييع والزفاف

فرح وعزاء العراقيين يخترقان القانون..القتل بالخطأ عنوان ثابت لمراسيم التشييع والزفاف

نشر في: 5 يوليو, 2013: 10:01 م

الصدفة وحدها قادتنا للذهاب إلى مستشفى اليرموك قسم الطوارئ الساعة الحادية عشر مساء المصادف 29/6/2013 بسبب حادث تعرض له احد أفراد العائلة وكان بحاجه إلى العلاج وإجراء عملية صغرى في وجه بعد ان شق حنكه لسقوطه من  دراجة نارية ،وفي الطريق إلى المستشفى

الصدفة وحدها قادتنا للذهاب إلى مستشفى اليرموك قسم الطوارئ الساعة الحادية عشر مساء المصادف 29/6/2013 بسبب حادث تعرض له احد أفراد العائلة وكان بحاجه إلى العلاج وإجراء عملية صغرى في وجه بعد ان شق حنكه لسقوطه من  دراجة نارية ،وفي الطريق إلى المستشفى الخوف كان رفيقا دائما جعلنا نفقد السيطرة على سياقة السيارة بسبب كثرة الإطلاقات النارية العشوائية التي كانت تسقط على الأرض ،والمحتفلون من الشباب بالشارع يرقصون فرحا بفوز منتخبنا الوطني .
القصة سوف نسردها  كالاتي ،قسم الطوارئ لايمكن الولوج منه من كثرة المصابين بالكسور وحالات إغماء مختلفة والدماء تسيل في الأرض من أشخاص أصيبوا بعيارات نارية عشوائية اطلقت بعد مباراة منتخبنا الوطني وانتهت بفوزه ، رجل كبير كان غاطا في نوم عميق على سطح داره الواقع في منطقة اليرموك، واذا برصاصة ساقطة تخدش سطح رأسه وتجرحه بجرح عميق يفقده الحياة لان ارتجاج بالدماغ حدث وعائلته تثور وتستنكر هذا العمل على الممرضين والأطباء وكأنهم هم السبب في اطلاق العيارات النارية ، وطفلة صغيرة كانت واقفة  مع والدها وأخوتها في منطقة حي العامل  ترتطم الرصاصة بالرصيف ومن ثم تستقر في صدر الطفلة البالغة من العمر خمس سنوات ، الممرضون في قسم الطوارئ كانوا خائفين من عوائل المصابين الذين فقدوا الحياة وهم ليسوا سببا في ذلك وإنما لعبة كرة القدم وما تلاها من تصرفات الاستعراض بالإطلاقات النارية،.
يقول أستاذ علم الاجتماع عبد الزهرة في اتصال هاتفي مع المدى: انها ظاهرة دخيلة ومتخلفة على المجتمع العراقي برزت في السنوات الأخيرة بسبب الفوضى التي عمت البلاد منذ عام 2003 وبدأ التعبير عن الفرح دون وعي بينما نتائجه السلبية والجسيمة تكون في اصابة وفقدان الكثير من الأشخاص الأبرياء، يجب بذل الكثير من الجهود لتوعية المواطن للابتعاد عن اطلاق تلك العيارات النارية لأنها تجلب مأساة تولد حزنا ودماءً.

الفرح والحزن
والفصل العشائري
يمكن القول ان مئات القصص بسبب تلك الإطلاقات الطائشة راح ضحيتها العشرات من العراقيين ويتحول الفرح الى حزن والحزن الى ثار وفصل عشائري ، يقول محمد صلاح أستاذ في كلية العلوم السياسية اتصلنا به عبر الهاتف واخبرنا : كيف يمكن تطبيق قانون ونظام عدم إطلاق العيارات النارية ومن يقوم بذلك أولا  هم رجال الأمن والجميع يعرف ذلك ويشاهدهم وما ان تنتهي مباراة حتى يقومون بإطلاقها. ففي اغلب المناسبات هم من يطلقون العيارات النارية ونقاط الحراسات وكذلك اغلب الأرتال العسكرية بمجرد دخولها في الازدحام يبدأون بإطلاق العيارات النارية لفتح الطريق لهم ، وما أكثرها فكيف لايقوم المواطن بإطلاق النار ويعبر عن فرحه بعفوية ،ولايبقى سوى الضحايا المصابين يعانون من الجروح الخطيرة ان لم يفقدوا حياتهم وهذا ما يحدث نادرا لان الإطلاقات تسقط على الرأس مباشرة ،متى تنتهي هذه السلوكيات الطائشة التي تودي بحياة الأبرياء والقانون يجب ان يطبق على الجاني لكن كيف وهو مجهول الهوية متى يمكن  تعليم ثقافة التعبير السلمي باستخدام الوسائل المعبرة والمتحضرة عن الفرح كنثر الورود وتوزيع الحلويات والكثير من الممارسات الجميلة السلمية لكن مع الأسف اصبح المواطن اكثر عدوانية من السلمية بطبيعته جراء كثرة الحروب والانفجارات التي يعيشها يومياً.

أهل المصاب واطلاق الشتائم
فيما علق الدكتور منتظر حسن طبيب جراح على موضوع اطلاق العيارات النارية بقوله : ظاهرة غير حضارية ويجب محاربتها بشتى الوسائل وعدم إعطائها اي غطاء شرعي او قانوني لانها اصلا محرمة شرعا وقانونا ،ومع الاسف تعبر عن تخلف المجتمع لان المستشفيات تستقبل حالات كثيرة من الإصابات نتيجة الإطلاقات العشوائية والأمر يؤدي الى إرباك في واجب الكوادر الطبية لان أهل المصاب يطلبون إنقاذه وهو فاقدا الحياة ويبدأون بالسب والشتم داخل المستشفى الذي يتحول الى هرج ومرج بسبب اطلاق عيار ناري مجهول المصدر والمصاب كان احيانا هو ايضا يطلق النار او يقف متفرجا ولايخاف ان يصاب لكن القدر يسرق حياته . والخسائر التي تنتج عن هذه الرصاصات العمياء أصبحت كبيرة برغم التحذيرات والتعليمات الأمنية الصادرة بهذا الشأن، لكن من دون جدوى.
حقيقة يكثر اطلاق النار في المناطق الشعبية وخصوصا في احتفالات الأعراس ومواكب العزاء واليكم هذه الحكاية التي حدثت في شهر حزيران من عام 1913 المكان منطقة الشيشان الواقعة في حي الجهاد شاب يبلغ من العمر 23 عاما يأتي من السفر بعد أداء فروض معينة ،وما ان وصل الى بيتهم مع والديه يفقد حياته جراء إصابته بسكته قلبية وهذا ما أثبتته التقارير الطبية التي حددت سبب الوفاة ،الذي حدث ان موكب عزاه يتحول الى جبهة جراء اطلاق النار حيث قام أخوته وأصدقاؤه باطلاق النار من مسدسات واسلحة رشاشة كلاشنكوف بشكل عشوائي في السماء واستمر هذا لمدة 15 دقيقة ويسيرون من أمام سيطرات التفتيش المنتشرة بالشارع التجاري لحي منطقة الجهاد وصولا الى شارع المطار وكأن الأمر لايدخل ضمن عمل وواجبات القوات الأمنية وما يحصل خارج نطاق التغطية الأمنية .
ساحة حرب
يقول الضابط  محمد من شرطة اللواء الخامس :هناك اتهامات لبعض رجال القوات الأمنية بإطلاق العيارات النارية أثناء فوز المنتخب الوطني في مبارياته وحدثت يمكن حالة او حالتين وتم محاسبة المقصرين  وهناك تعليمات تحمل اوامر بتعرض كل من يقوم بإطلاق النار بدون سبب الى التحقيق والعقوبة والحبس ،وبكل صراحة عندما يطلق المواطنون النار في عدة مناطق لاتعد ولاتحصى ومن جهات مختلفة كيف يمكن للقوات الأمنية السيطرة والإمساك بهؤلاء ، وحاليا وبكل جدية هناك أوامر بتفتيش المناطق التي تطلق النار في المناسبات لمصادرة السلاح وكل عملية دهم وتفتيش تصادر كميات من السلاح ويتكرر اطلاق النار بعدها حتى الكبار في السن ، يمارسون اطلاق النار في الافراح وكذلك في مواكب العزاء والتشييع لاسيما بين شيوخ العشائر، فما ان يموت شيخ عشيرة معروف حتى تتحول الشوارع التي تمر بها مواكب التشييع الى أشبه بساحة حرب لكثرة ما يطلق من رصاص في الهواء. ماذا تفعل القوات الأمنية تمنعهم دون فائدة واذا يتطور الأمر تصبح مواجهة آنذاك.
النص القانوني يمنع ذلك
ويشترط  القانون العراقي الحصول على موافقة رسمية لاقتناء الأسلحة، وحسب ما تنص المادة 3 من قانون الأسلحة رقم 13 الصادر عام 1992  والمعمول به الى الآن ، انه (لا يجوز استيراد او تصدير الأسلحة الحربية وأجزائها وعتادها او حيازتها او إحرازها او حملها او صنعها او إصلاحها او نقلها او تسليمها او تسلمها او الاتجار فيها) يقول المحامي بشار حسن هذا القانون واضح وصريح حتى ان البندقية الاعتيادية والصيد يجب الحصول على تصريح لاقتنائها ،كما ان  الظاهرة  تعكس تناقضا واضحا بين ما يجهر به المواطن من رغبة في نبذ التسلح ومظاهر القوة والعنف وبين ممارسات تناقض هذه الرغبة. مطالبا الأجهزة الأمنية بتكثيف جهودها للحد من هذه الظاهرة داعيا الى تدخل شيوخ العشائر ووجهاء المناطق لتوعية الشباب لكي يتوقفوا عن إطلاق العيارات عشوائيا لانهم يسببون الضرر لهم ولانفسهم وفي المحاكم الان قضية بين عائلتين جارتين في منطقة بغداد الجديدة بسبب احد الشباب كان يروم الاحتفال مع صديقة بنجاحه الى الصف السادس الإعدادي واذا بإحدى الإطلاقات تسقط على قدم الشاب وتجعله مقعدا والاخر يهرب الى جهة مجهولة وعائلته تترك الدار ويكتب على حائط منزلهم مطلوب عشائريا والقانون يطلب من الشاب تسليم نفسه الى السلطات الامنية وهذه حادثة من عشرات الحوادث التي تحدث بعد الاحتفال بالنجاح او وفاة يضاف اليها فوز منتخبنا الوطني الذي ينتظر المواطن الدقائق الأخيرة بسحب اخمس مسدسه ويقف قرب باب منزله الداخلي ويطلق النار الذي يسقط في حديقته او حديقة جاره وحادثة الطفلة التي توفيت في منطقة البياع السنة الماضية نتيجة حفلة عرس التي تحولت الى معركة وثار وضحايا وجرحى من قبل أصحاب العرس واهل الطفلة التي اخترقت الرصاصة صدرها . حين بدأ أحد أصدقاء العريس برمي العيارات النارية تعبيرا عن الفرح وأثناء ما كان يطلقها  بالبندقية غيّر السلاح مساره نحو الأسفل لتستقر في صدرها ،لذلك  مشهد إطلاق العيارات النارية من البنادق أو المسدسات في سماء مدن العراق اصبح مألوفا .
الناس والإطلاقات والخوف
بينما عبر المواطنون عن هذه الظاهرة بالرفض حيث قالت مينا احمد :أصبحت مباريات المنتخب الوطني العراقي تتحول الى خوف وقلق من ان يفوز لتنهي الفرحة بفقدان احد الأحباب وحقيقة اصبحنا نخاف عندما يلعب المنتخب ونتسأل هل سوف نفوز ويطلق النار، لانريد حدوث ذلك لماذا الاحتفال دائما يتحول الى حزن والم وخوف وتخوف من استغلال الإرهابيين أجواء الفرح ليقوموا باستهداف المواطنين والأجهزة الأمنية. ولا أريد ان اقول اننا اصبحنا نتمنى خسارة منتخبنا كي لانسمع أصوات الرصاص .بينما قالت بتول عمار وتعمل موظفة : لا تنم هذه التصرفات عن تطور وحضارة كوننا شعبا صاحب حضارة عريقة فعلينا أن نطلق عبارة السلام بدلا من إطلاق العيارات النارية، تعبيرا عن الفرح بالطرق الحضارية بعيدا عن صور العنف والدماء, لماذا يطلق النار في النجاح والعرس والموت هل هذا معناه ان اصحاب المناسبة ذوو جاه وهم اقوياء ويملكون السلاح لماذا لانستخدم رشاشات الماء اذا كنا لانستطيع الاستغناء عن  حمل السلاح هناك رشاشات بشكل سلاح لكنها سلمية ، العالم يحتفل بكل سلمية وبهدوء ونحن نحتفل بالنار وازهاق أرواح الأبرياء لا ادرى الا توجد وسيلة تعبير عن الفرح غير اطلاق الرصاص.
حوادث مختلفة
وتعتبر هذه ظاهرة متخلفة وغير حضارية تمارسها الشعوب المتخلفة التي تقبع خلف التاريخ فاطلاق عيارات نارية  راح ضحيتها أناس ابرياء، ففي وسط الفلوجة ( 60 كيلو مترا شمال غرب بغداد) أصيبت عروس بجروح نتيجة اطلاقات نارية اثناء مرور موكب عرسها وسط الفلوجة. ابو عمران من المحاويل أصيب في قدمه من جراء طلق ناري طائش وهو جالس في مزرعته مؤكدا ان مصدر الاطلاقة كان عرسا قريبا من المزرعة. كما اصيب الفتى سعد جبار (14 عاماً)، بطلق ناري في يده أثناء وجوده في موكب تشييع احد أقربائه في اللطيفية.
وزارة الداخلية
وزارة الداخلية أعلنت في اكثر من مناسبة على عدم اطلاق العيارات النارية وسوف تقوم بمحاسبة الذين يقومون بذلك  وهددت باعتقال مطلقيها ومصادرة الأسلحة سواء كانت مرخصة او غير مرخصة عبر مفارزها المنتشرة لكن المواطنين لا يلتزمون بكل البيانات والقوانين ويستمرون بهذا العمل .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram