كتب/ زيدان الربيعي هناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم يتركون أثرا طيبا خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر الذي كافأهم بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي.
في زاوية ( نجوم في الذاكرة ) سنحاول الغور في مسيرة أحد نجوم المنتخبات العراقية السابقين الذين ترفض ذاكرة جمهورنا مغادرتهم لها، حيث صمدوا في البقاء فيها برغم مرورعقود عدة على اعتزالهم اللعب وحتى قسم منهم ابتعدوا عن الرياضة برمتها أو غادروا العراق إلى بلدان أخرى. نتحدث في الحلقة الثانية والثلاثين عن مسيرة نجم المنتخبات العراقية ونادي الزوراء ثامر يوسف الذي ولد في عام 1953 حيث لعب سبع وثلاثين مباراة دولية الذي يتواجد الآن في الولايات المتحدة الأمريكية.إذ سيجد فيها القارئ الكثير من المحطات والمواقف المهمة والطريفة. بداياته: بدأ اللاعب ثامر يوسف حياته الكروية في الملاعب الشعبية وفرق المدارس وبعد إن أيقن أن لديه موهبة كروية تستطيع اللعب مع الفرق الكبيرة التي كانت موجودة على خارطة الكرة العراقية في عام 1967 قرر وبتشجيع من أصدقائه في المنطقة أن يطرق أبواب فريق السكك الذي يعد فريق الزوراء الحالي امتدادا له برغم اختلاف المؤرخين بشأن التسميتين. وبالفعل ذهب الشاب المليء بالطموحات والأحلام ليقف أمام بوابة ملعب السكك وبين التردد والإسراع في خوض الاختبار، وجد الشاب ثامر يوسف أشارة من مؤسس المدرسة الزورائية وصانع رعيلها الأول الراحل جرجيس الياس تشير إليه بضرورة الدخول إلى ساحة الاختبار لكي يثبت جدارته من عدمها. وبالفعل تقدم ثامر يوسف وخضع لاختبار صعب جداً مارس فيه المدرب جرجيس الياس كل فنون الكرة مع لاعب شاب يمتلك طموحات كبيرة جدا، حيث قادته هذه الطموحات الى النجاح في الاختبار والانضمام إلى الرعيل الأول لفريق السكك. وبعد سنوات مع فريق السكك بدأ ثامر يوسف بفرض نفسه على المدرب الذي وجد فيه مواصفات جيدة وخصوصا داخل منطقة الجزاء، حيث يستطيع التعامل بذكاء كبير جداً مع الفرص التي تأتيه ليحولها إلى داخل الشباك بكل هدوء وحرفية. وقد خاض ثامر يوسف أول مباراة في دوري المؤسسات عام1969 وكانت بين فريقي السكك وقوة السيارة. وفي عام 1973 انطلق مشوار ثامر يوسف مع المنتخبات الوطنية حيث تم اختياره لمنتخب الشباب الذي مثّل العراق في بطولة كأس فلسطين الثانية التي جرت في ليبيا ويومها خاض مباراته الدولية الأولى. مساهماته: أسهم ثامر يوسف في حصول فريق الزوراء على بطولة الدوري ثلاث مرات وبطولة الكأس خمس مرات وفاز بلقب هداف الدوري ثلاث مرات وحصل على المركز السادس عشر بين هدافي العالم حسب الإحصائيات التي أعدها الاتحاد الدولي في عام 1976. أما مع المنتخبات الوطنية فقد أسهم في فوز المنتخب الوطني بالمركز الثاني في خليجي 4 في الدوحة عام 1977، كما أسهم في إحراز المنتخب العسكري بطولة العالم العسكرية في دمشق عام 1977، وكان من بين اللاعبين الذين أحرزوا لقب دورة الخليج لأول مرة في تاريخ العراق وذلك في البطولة الخامسة التي جرت في بغداد عام 1979 وكذلك تواجد مع لاعبي المنتخب العسكري الفائز في بطولة العالم العسكرية التي جرت في الكويت عام 1979 أيضا. مشاركاته: شارك ثامر يوسف في العديد من البطولات الخارجية منها بطولة كأس فلسطين الثانية في ليبيا عام 1973 ودورة الألعاب الآسيوية في طهران عام 1974 وتصفيات كأس العالم العسكرية عام 1975 ونهائيات دورة موسكو الاولمبية عام 1980ويومها خاض آخر مبارياته الدولية وكانت ضد يوغسلافيا وانتهت بالتعادل الايجابي(1ـ1) سجل هدف المنتخب فلاح حسن ليتأهل منتخبنا الاولمبي إلى دور الثمانية في أول تواجد له بنهائيات الدورات الاولمبية. مميزاته: برغم أن اللاعب ثامر يوسف لم يكن قد تأثر بلاعب معين من الذين سبقوه وبرغم إعجابه الكبير باللاعب والهداف هشام عطا عجاج كما يقول، حيث كان ثامر يوسف يعتمد على فلسفة معينة تؤكد أن كل لاعب هو ملك لنفسه ولجمهوره يستطيع حمل هوية خاصة به تدلك على مستواه. وقد تمكن من خلال هذه الفلسفة أن يؤسس له أسلوبا خاصا به يتمثل بالهدوء التام أمام المرمى وأمام قسوة بعض المدافعين الذين يتعاملون معه بخشونة لإبعاد خطورته عن مرماهم، كما انه يتحرك بهدوء داخل منطقة الجزاء وهذا التحرك له وظيفتان. الوظيفة الأولى تتمثل بالضغط على المدافعين حتى لا يسلموا الكرة بارتياح تام إلى زملائهم في وسط الميدان أو يلعبوا الكرة بالعمق وبالتالي تشكل خطرا على مرمى فريقه. في حين تتمثل الوظيفة الثانية بمحاولته خطف الكرة من المدافعين لإيداعها في المرمى أو تمريرها لزميل له. فضلا عن ذلك انه يسهل مهمة من يلعب إلى جانبه من المهاجمين، لان المدافعين دائما يضغطون عليه بتوصية من مدربهم، لأنه هداف ماكر يستطيع هز الشباك من دون أي تعقيد. كما يجيد ثامر يوسف المراوغة والعاب الهواء والتسجيل من ركلات الجزاء. وقد شكل في فريق الزوراء مع زملائه حازم جسام، فلاح حسن، علي كاظم، رباعيا تاريخيا قد لا يتكرر وكان هؤلاء هم السبب الرئيس في الشهرة الواسعة جدا التي حصل عليها فريق الزوراء في سبعينيات القرن الماض
ملحق المدى الرياضياحتل المركز 16 بين هدّافي العالم .. ثامر يوسف.. المهاجم القنّاص ظلمته زحمة المهاجمين
احتل المركز 16 بين هدّافي العالم .. ثامر يوسف.. المهاجم القنّاص ظلمته زحمة المهاجمين
نشر في: 3 نوفمبر, 2009: 03:26 م