سلطة مرسي كانت تتداعى قبل أن يعلن الجيش عزلهقالت صحيفة التايمز، إن حصيلة محمد مرسي بعد عام من تولي الرئاسة كانت "كارثية"، فقد تفاقم الوضع الاقتصادي بدرجة كبيرة، وأثار غضب شرائح واسعة من المجتمع، وأدت المواجهات بين المؤيدين للرئيس ومعارضيه إلى عشرات ا
سلطة مرسي كانت تتداعى قبل أن يعلن الجيش عزله
قالت صحيفة التايمز، إن حصيلة محمد مرسي بعد عام من تولي الرئاسة كانت "كارثية"، فقد تفاقم الوضع الاقتصادي بدرجة كبيرة، وأثار غضب شرائح واسعة من المجتمع، وأدت المواجهات بين المؤيدين للرئيس ومعارضيه إلى عشرات القتلى.
وأشارت أنه قبل أن يعلن الجيش عزل الرئيس، كانت سلطة مرسي تتداعى، فقد أعلن عدد من الوزراء والمساعدين له استقالاتهم تباعا، وعندما سربت تفاصيل عن "خارطة المستقبل" التي أعدها الجيش للمرحلة الانتقالية فى البلاد، تنفس الناس الصعداء، لأنهم كانوا يخشون أن تتحول مصر بأهميتها فى المنطقة إلى دكتاتورية عسكرية.
وتتضمن خارطة الطريق كتابة دستور جديد، وتنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية، تشرف عليها حكومة تكنوقراط وموظفون ذوو مستوى رفيع فى الدولة، وتأمل الصحيفة ألا يكونوا عسكريين.
وتشير إلى أن التيار الليبرالي فى مصر يرى أن هذا المسار لا تشوبه شائبة، ولكن الإخوان المسلمين، وأحزابا إسلامية أخرى تناصر محمد مرسي، تراه انقلابا على إرادة الشعب.
سعادة العرب بالإطاحة بمرسي تؤكد فشله في كسب أصدقاء
قالت الصحيفة، إن القادة العرب من السعودية وحتى سوريا سعداء بالإطاحة بالرئيس محمد مرسي، وسارعوا أول من امس الخميس إلى تهنئة مصر للإطاحة برئيسها الإخواني، فيما يمثل لحظة نادرة من الوحدة في منطقة منقسمة ولا تزال غير ديمقراطية إلى حد كبير. ورأت الصحيفة، أن الاستجابة السعيدة ردا على إطاحة الجيش بمرسي تؤكد مدى فشله الأخير فى كسب حلفاء فى الخارج، مثلما فشل فى أن يفعل فى الداخل، وقام بتنفير أصدقاء مصر التقليدين، وأعدائها أيضا على حد السواء بعد أن انتهج سياسة خارجية غير منظمة. كما أنه يذكّر أيضا بأن أغلب قادة الشرق الأوسط لا يزالوا غير منتخبين رغم الاضطرابات فى عام 2011 التي خلقت ديمقراطيات جديدة فى ثلاث دول عربية. وفى اغلب الدول العربية لا يزال الحكم فى يد حكام مستبدين ويمثل الإخوان المسلمين التحدي الأقوى أمامهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن الملكيات السنية فى المنطقة لم تحاول إخفاء ارتياحها للإطاحة بمرسي. وأثنت السعودية التى طالما كان لديها علاقات تاريخية مع مصر، ولكن ليس مرسي، بحكمة واعتدال الجيش المصري من أجل تحركه للإطاحة به. ورصدت الصحيفة ردود الفعل فى السعودية والأردن والإمارات، وقالت إن حتى قطر، التى أغضبت جيرانها ببناء علاقات مع الإخوان فى المنطقة، قدمت تهاني حارة للجيش المصري فيما يعد قطيعة مع الماضي من قبل أميرها الجديد الشيخ تميم بين حمد الذى تنازل له والده عن الحكم قبل أسبوعين فقط.
سقوط الإخوان المسلمين ضربة لقطر
قالت صحيفة الفايننشيال تايمز، إن إطاحة الجيش المصري بالرئيس محمد مرسي، استجابة للضغط الشعبي، أثار الفرح في بعض عواصم الخليج بينما التزمت قطر الصمت، مما يسلط الضوء على الانقسامات العميقة عبر شبة الجزيرة العربية، بشأن سقوط الرئيس الذي ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين.
وقد رحبت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة بسقوط مرسي، مرددين عدائهم المتزايد لجماعة الإخوان المسلمين التي برزت في أنحاء المنطقة فى أعقاب الربيع العربي.
وتشير الصحيفة البريطانية، إلى أن سقوط مرسي يمثل ضربة لقطر التي اعتمدت سياساتها على ضخ مليارات الدولارات من المساعدات إلى القاهرة كجزء من سياسة أوسع لدعم الإسلاميين في أنحاء المنطقة.
وتضيف أن الدوحة، التي ضخت حوالى 8 مليارات دولار كدعم مالي لحكومة الإخوان، تلقت أنباء سيئة، مساء الأربعاء، مع إعلان الجيش المصري عزل مرسي، وقد ألقى المعارضون باللوم على قطر لبعض مشاكل البلاد.
وتخلص الصحيفة مشيرة إلى أن اختلاف وجهات النظر فى الخليج يعد جزءا من معركة أوسع، وأكثر تعقيدا فى المنطقة بشأن الأيديولوجية الإسلامية.
فنفور السعودية من جماعة الإخوان المسلمين، لم يمنعها من الانضمام لقطر فى تسليح المتمردين السوريين الذين تخترقهم حركات إسلامية جهادية وأخرى على صلة بتنظيم القاعدة، هذا بينما ركزت الإمارات أموالها على مساعدة اللاجئين، مبتعدة عن السياسة.