خليل جليل تشير الاحصاءات التي رافقت مشاركات منتخباتنا الشبابية في التصفيات والنهائيات الاسيوية الى الثقل الواضح الذي شكله منتخب شباب العراق على امتداد حقبة زمنية صال فيها وجال في تلك النهائيات وتوج بلقبها لمرات عدة وبلغ خلالها مونديال الشباب ثلاث مرات وسط اشادة الاسرة الكروية القارية بانجازات منتخب الشباب
وما حصده في رحلاته الاسيوية اخرها حصوله على لقب النسخة التي خطف فيها لقب البطولة عام 2000 ووصوله مونديال عام 2001 بقيادة المدرب عدنان حمد. ولا احد ينكر ان ما قدمته بطولات ونهائيات الشباب من نجوم كرة قدم عرفتها ملاعبنا فيما بعد وكانت تلك النجوم مشاريع كروية في المنتخبات العراقية الى الان نستذكر اهم وابرز حلقات تلك الاسماء التي عرفت طريقها الى الاحتراف من جهة والى تشكيلات المنتخبات العراقية من جهة اخرى. وندرك جيدا ان محطات الانجازات لمنتخب شباب العراق قد تعددت في اكثر من مناسبة مشرفة للكرة العراقية، لكن لاننسى ان ما واجهه منتخب الشباب عبر مشاركاته في النهائيات منذ نهائيات ماليزيا عام 2004 وتعثره ايضا في النهائيات القارية التي استضافتها الهند واخرها مشاركته المتواضعة في نهائيات السعودية عام 2008 عندما ترك منتخب الشباب بصمات باهتة وحضورا لا ينسجم مع مسيرته التي عرفتها نهائيات اسيا للشباب. ونحن نتوقف عند هذه المحطات في الوقت الذي تستعد اوساطنا الكروية في العراق لكي تعيش حدثا قاريا باستضافة تصفيات اسيا للشباب للمجموعة الثالثة التي تنطلق غدا الخميس على ملعب فرانسوا حريري في مدينة اربيل في واحدة من اهم المناسبات الكروية. وعندما تتاكد لنا اهمية هذه المنافسة فمن الطبيعي أنها تمثل الايذان الرسمي لتستعيد الملاعب العراقية عافيتها باحتضان الاستحقاقات ومنها القارية بعد سنوات من الحرمان والحظر الذي فرض على فرقنا ومنتخباتنا. وتكمن اهمية هذا الحدث ايضا كونه سيمثل فرصة حقيقة لمنتخب الشباب ليستعيد توازنه ومكانته على خارطة النهائيات الاسيوية وهو يخوض استحقاقه بين جمهوره وانصاره ليعود الى مسلسل الانجازات المنتظرة منه للفترة المقبلة. ولا احد يستطيع ان يتنصل من الظروف والعوامل غير المشجعة التي رافقت المنتخبات خلال الفترة الماضية وكان منتخب الشباب واحداً من المنتخبات التي القت فيها ظروف كرة القدم في البلاد في الفترة القريبة الماضية من خلال تاثر برنامجه التدريبي من جهة وعدم كفاية فترة تحضيراته على نحو مناسب مثلما استكملت فيه باقي المنتخبات من خلال معسكرات خارجية برامجها الاعدادية ،تبقى اوساطنا الكروية تراهن على روحية الشباب واسرار الاندفاع والعطاء للاعبين العراقيين الشباب في اصعب المهام. ونعتقد ان العديد من المناسبات عكست حجم الاندفاع العراقي في انتزاع اية نتيجة مهما احيطت بها من مصاعب وعراقيل وعوائق،بيد ان مهمة منتخبنا هذه المرة وان كانت لا تقل صعوبة عن بقية المشاركات لكننا نامل ان تكون هذه المشاركة في متناوله لخطف احدى بطاقتي التاهل الى النهائيات الاسيوية . اذاً لم يتبق على انطلاق تصفيات تجمع المجموعة الاسيوية الثالثة للشباب سوى ساعات حيث ينطلق هذا الحدث الكروي الذي تتجه اليه الانظار من كل مكان ليس لترقب ما ستتمخض عنه منافسات المجموعة بل لمعرفة مدى حجم التحدي الذي ستواجهه اسرة كرة القدم في العراق ودورها في انجاح هذه التصفيات وتحديها سيكون في الدرجة الاساس للاتحاد العراقي لكرة القدم ليبرهن على قدرته على استضافة هذا الحدث في هذه الايام على الاقل على الرغم مما تحمله الايام المقبلة من اسرار وغموض ستتكشف عنه الكثير من التحديات الاخرى التي سيواجهها الاتحاد العراقي وخصوصا ما يتعلق بانتخاباته التي نالت هذه الافضلية من الدوري المحلي ونخشى الان ان تنال من مهمة الشباب الاسيوية.
الشباب على موعد جديد
نشر في: 3 نوفمبر, 2009: 03:35 م