إياد الصالحي هناك اكثر من داعٍ لتحميل الملاك التدريبي لمنتخب الشباب المسؤولية للخروج بنتائج مشرفة في تصفيات شباب آسيا التي ستنطلق في اربيل يوم غد لاسيما ان شبابنا هم ابناء لاعبي الجيل الذهبي الذي احتفت بهم الكرة العراقية ايما احتفال بانجازات باهرة في بطولات الشباب الآسيوية.
فالمدير الفني للمنتخب حسن احمد لديه تصورات كثيرة عن لاعبيه وقضى سنوات طوال معهم ، وكأنه يحصي انفاسهم واحدا تلو الاخر ويصقل مواهبهم من دون كلل ، وشهد متغيرات جمّة في حياتهم منذ ان تسنم مهمته القارية ضمن مشروع الهدف قبل خمس سنوات بحيث لم يعد خافيا عليه اسرار نجاحهم في بلوغ شاطىء النهائيات لانه استودع فيهم الثقة على تحقيق تلك الأمنية . ربما ينبري احد المعنيين بمصير هذا المنتخب ويشكو عدم اهتمام اتحاد الكرة او الاولمبية او أي جهة اخرى يتعالى صوتها اليوم تضامنا مع ابناء حسن احمد ، نعم ذلك ليس خافيا علينا فقد سبق ان تذمر المدرب واللاعبون من شحة المباريات الخارجية وتباين اوجه الدعم المادي وضعف برنامج التغذية ان لم يكن معدوما أصلا ، لكن اللغة المشتركة التي اشتق قواعدها حسن من قاموس التحدي في منهاج تثقيف اللاعبين الشباب اثناء منهاجه التدريبي ارقى وانجع من جميع مستلزمات التحضير الاساسية المفترضة في اجندة المنتخبات الوطنية ، والتحدي هنا ليس شعاراً للتغطية على عجز الآخرين في مساندة المنتخب ، بل كلمة السر التي تمنح اللاعبين الشباب مفاتيح الدخول الى مدارات اوسع وارحب في مشاريع بناء الكرة العراقية مستقبلا او تعيدهم الى بيوتهم خائبين شاردي الذهن يبحثون عن مرسى لآمالهم الضائعة ! لا نريد ان نستبق واقع منافسات البطولة ونقرأ حظوظ منتخبنا قبل ان تكشف المباريات الاولى النقاب عن الفرق القوية سيما ان مشاركة السعودية وسلطنة عمان تبعث اشارات التحذير من خطورة الاستهانة من عناصرهما وافكار مدربيهما خاصة وان هذين المنتخبين لديهما تاريخ مشرف مع الفئات العمرية وطرقا ابواب العالم وهددا فرقا اوروبية لم تخطر في بالها يوما ان تتعرض للفضيحة امامهما ، وعليه يجب ان يحسب الملاك التدريبي حسابا خاصا لهما عند لقائهما . بالتأكيد سيكون الجمهور الوفي عامل تحفيز اساسي للشباب لاسيما ان البطولة تقام في اجواء مستقرة تسودها الحفاوة الرائعة من اهلنا في اقليم كردستان المشهود لهم بالكرم الاصيل مع الصديق قبل الشقيق ، وهناك تفاعل صميمي من قبل مسؤولي الرياضة في الاقليم على تشريف الكرة العراقية وإنجاح أي تجمع محلي او دولي يعيد للعراق عافيته الرياضية التي بددتها الحروب والقطيعة وقرارات التجميد الدولية في العقود الغابرة الماضية. كما ان احتضان اربيل ملتقى التصفيات القاري يعزز القناعة بضرورة انهاء الاتحاد الآسيوي مسألة التشكيك بعدم قدرة العراق على استضافة بطولات كبيرة وضرورة رفع وتيرة التفاؤل بان العراقيين لا يألون جهداً ولا يتقاعسون عن انجاز المهمات الدولية التي يكلفهم بها الاتحاد الدولي لكرة القدم وكذلك الاتحاد الاسيوي ، ستكون التصفيات المحطة الرسمية الاولى للانطلاق بثقة وقوة من اجل ترسيخ هذه القناعة بعد ان نجح لقاء العراق وفلسطين التجريبي وكذلك مباراة اربيل والكويت الكويتي في رسم خريطة التنظيم السليم لهكذا بطولات مهمة يجب تضافر جميع الجهود للاستئثار بمزيد من ملفات الضيافة لمسابقات عربية ودولية . لا يسعنا الا تذكير اللاعبين الشباب بان لا يضيعوا الوقت والفرص اثناء المنافسة لانهما مهمان لصناعة التفوق وانتزاع بطاقة التأهل عن جدارة ، فعيون العراقيين ترنو الى اقدامكم الواثقة وهي تهز الشباك وتفجر الافراح في جميع مدن الوطن المنتظر لعرس كروي ثانٍ بعد عرس الكبارفي جاكارتا قبل ثلاث سنوات . فاسود الرافدين مهما كبروا او صغروا باعمارهم يبقون اسوداً لن ينال ظرف الاعداد الهزيل من عزيمتهم ولن يشوب خطاهم القلق وصولا الى هدف المشاركة في النهائيات المقبلة لضم الكأس السادسة التي طال انتظارنا لها منذ عام 2000.
كلمة سر الشباب
نشر في: 3 نوفمبر, 2009: 03:41 م