TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أحفادُ "حَرمَلـة"

أحفادُ "حَرمَلـة"

نشر في: 7 يوليو, 2013: 10:01 م

كنت اظن، ان التشابيه الحسينية، التي فتّحنا عليها عيوننا في  كل صباح عاشوراء مذ كنا أطفالا، ستعلمنا نصرة المظلوم على الظالم. وعندما يحاول احدنا الاشتراك فيها يحزن ويرتعد حين يطرح أو يفرض عليه "المموِّل" ان يمثل دورا مع أصحاب يزيد أو عبيد الله بن زياد. أقل الأدوار إغراء كان دور حرملة بن كاهل ثم يليه شمر ابن ذي الجوشن. فمن يقع عليه دور حرملة كان يشترط على من فرض عليه الدور ان يوفر له حماية من غضب الناس. ما زلت اتذكر صديقي حسن ازغيّر يوم مثل الدور واللحظة التي هوت بها امرأة على ظهره "بچدمة" كادت تكسره وهي تصيح باكية: ولك گضيت ربع الحسين گضيان! آخر ما كان يمر ببالي ان هناك من ستستهويهم شخصية حرملة المكروهة فيتقمصونها ويتحلون بأخلاقها. أتعرفونهم؟
المقتل الحسيني يقول ان حرملة كان يجيد رمي السهام ليسددها بمهارة ودقة عاليتين صوب أنصار الحسين. فهو من ذبح الطفل الرضيع من الوريد الى الوريد بين يدي أبيه. وهو، أيضا، من اطفأ عيني الإمام العباس بسهامه ليسهّل على أصحاب يزيد قتله. مع ذلك يندر ان نجد حرملة، الذي في التشابيه، يستعمل السهم او القوس والنشّاب. جرت العادة ان يحمل حرملة عمودا ويختبئ في حفرة ككمين لأصحاب الحسين. في الحفرة ذاتها كان صديقي حسن الذي مثّل حرملة مختبئا يوم وافته "الچدمة" كالسهم.
قوات "سوات" المالكي لم تتعلم درسا من الحسين ولا العباس ولا القاسم ولا علي الأكبر أو حبيب بن مظاهر أو مسلم ابن عوسجة أو زهير ابن القين أو وهب النصراني، بل تعلمته من حرملة بن كاهل. حملت "اعمدتها" فانهالت بها، وعلى أرض كربلاء ذاتها، على رؤوس الرياضيين مستفردة بالمدرب محمد عباس، وكأنه قاتل الحسين، حتى قتلوه.
المدافعون عن الحكومة ورئيسها، بدوافع طائفية محضة، برروا الفعلة بانها حادثة وليست ظاهرة، واتهمونا بتهويل الأمر. كنا نتصور انهم، ولأجل مصلحة من يدافعون عنه على الأقل، ان يستحوا أو أن يحذروا من تكرار تلك الفعلة الشنيعة. فما الذي حدث؟
ها هو دم محمد عباس لم يجف بعد وصوت أنينه ما زال بيننا، وها هو جيش المالكي يعيد الكرة مرة أخرى ليكسر "خشم" رياضي آخر في كربلاء ويطرحه أرضا. انه عصام مهدي جاسم نائب رئيس نادي الحسينية الكربلائي لكرة القدم. ضحية أخرى من ضحايا جيشنا "الباسل" في كربلاء. الفاعل هذه المرة عقيد في الجيش اسمه سمير هاشم حريب. حرملة آخر وضحية أخرى. العقيد (حرملة) لم يكتف بتهشيم انف الرياضي وشتمه واهانته بل صاح بأعلى صوته: "نحن ضباط وزارة الدفاع ومن يتكلم معنا نسحق رأسه بأحذيتنا". طييييييييييييط .. اي والله ... طييييييييييط.
أضع رابط صورة الضحية الجديدة في كربلاء مع رابط صورة شهيد كربلاء محمد عباس واقول له: ان كان هذا يرضيك يا "دولة" فخذ حتى ترضى.
http://www.almadapress.com/ar/NewsDetails.aspx?NewsID=14704
http://watneon.com/wp-content/uploads/2013/06/IMG_73371.jpg
يا رب العالمين: كم "چدمة" نحتاج اليوم لإنقاذ الرياضيين والرياضة من شر أحفاد حرملة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram