الكتاب: سجل فرانكشتاين تأليف: بيتر أكرويد ترجمة: المدى لم يكن فرانشكتاين انسانا حقيقيا، بل شخصية ادبية خلقتها ماري شيلي. لقد خلقت ماري شيلي عالما اعطى لنفسه حق خلق مخلوق، اصبح عبر الاعوام رمزا للرعب ومصدرا للعديد من الاعمال الفنية والثقافية المتعددة، في شتى ارجاء العالم.
والكتاب الجديد عن هذه الشخصية الخيالية هو من تأليف الروائي المعروف بيتر أكرويد، والذي يتابع هنا الشخصيات التي أثارت الرعب في لندن، بدءاً من فرانكشتاين، ماري شيلي وزوجها الشاعر الشهير بيرسي شيلي، المعروف بقصائده الرومانسية، وكذلك الشاعر اللورد باريون، الذي حقق شهرة كبيرة في عصره. وفي مخيلة أكرويد، يبدو فرانكشتاين شخصية تجسيدا لما خطر في مخيلة مؤلفته الاصلية. لقد تضاعفت هذه الشخصية عبر العقود، وغدت جزءاً من طقوس الرعب العالمية. وقد اضاف أكرويد من مخيلته الكثير الى الاحداث التي رافقت عملية خلق ذلك الوحش في المختبر، في حين اضاف الى ماري وبيرسي شيلي واللورد بايرون المزيد من سمات النرجسية. ان هذا العمل الذي سيتلهف القراء عليه، يقص مجريات العطلة التي امضاها ماري وبيرسي شيلي برفقة بايرون في جنيف بسويسرا، وكان معهم ايضا جون ويليام بوليدوري. وفي خلال تلك العطلة الصيفية، كتبت ماري شيلي تلك الرواية عن فرانكشتاين، الذي خلقته من خيالها، دون الاستناد الى واقع ما ففي العمل الاول، لم يكن فرانكشتاين عاملاً حقيقيا ولكن في كتاب أكرويد، نجد ان ماري قد استلهمت الشخصية من وحش حقيقي كان يتجول خلف نافذتها. ومضافا الى ذلك يعطي أكرويد لشيلي مصدرا آخر للالهام، دون ان ينسى القصص التي كانت تدور في القرون الوسطى، او الكوابيس التي قد يشاهدها او يتخيلها الناس. لقد افرج أكرويد تلك الامور ببراعة لاعادة تجسيد شخصية فرانكشتاين فهو يعيد هذه الشخصية الى اصولها التشيكية – اليهودية، كي تتلاءم اكثر مع الاعمال التي سيقترفها. ومع ذلك نقول ان ماري شيلي لم تكن جاهلة بالاقاصيص الفلوكلورية التي كانت سائدة آنذاك عن الامير التشيكي من براغ الذي صنع رجلا من الطين كي يدافع عن اليهود وتعذبيهم. وفي الحقيقة، فعلى العكس من الافلام التي استندت الى القصة الاصلية، فان فرانكشتاين في رواية ماري شيلي ليس جثة ألكترونية، بل قوة تكمن فيها الحياة وقد تعددت الاعمال الادبية عن شخصية فرانكشتاين وتنوعت مع مرور الايام، وتبقى ماري شيلي هي الاصل في خلقها رمزاً للرعب عن لوس انجلس تايمز
فرانكشتاين يتضاعف على مرّ الأعوام
نشر في: 3 نوفمبر, 2009: 03:54 م