TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > ضريحان في مدينتين سوريتين: عالمان متباعدان اتحدا في معركة

ضريحان في مدينتين سوريتين: عالمان متباعدان اتحدا في معركة

نشر في: 8 يوليو, 2013: 10:01 م

 ترجمة المدى كتب الصحفي باترك ماكدونل تقريرا مطولا من مدينة صدنايا السورية قائلا ان حي السيدة زينب المسلم الشيعي وحي صدنايا المسيحي يتحدان كلاهما في المخاوف من تهديدات المجموعات الاسلامية السنية المسلحة ويرون ان عليهم الدفاع عن انفسهم الان قبل

 ترجمة المدى

 كتب الصحفي باترك ماكدونل تقريرا مطولا من مدينة صدنايا السورية قائلا ان حي السيدة زينب المسلم الشيعي وحي صدنايا المسيحي يتحدان كلاهما في المخاوف من تهديدات المجموعات الاسلامية السنية المسلحة ويرون ان عليهم الدفاع عن انفسهم الان قبل "فنائهم" أو "جلائهم".  
وقال ماكدونيل ان صدنايا مسيحية والسيدة زينب مسلمة شيعية، وكلاهما معروفتان بأضرحتهما. واهل كلا الحيين يقولون انهم يواجهون تهديدا دائما من جانب المسلحين السنة الذين يسعون الى طرد اهل الحيين او قتلهم.
يقول ماكدونيل ان هذه المدينة المزدهرة في شمال دمشق تظهر مكانا عالميا بعيدا عن حي اخر في العاصمة السورية، حي السيدة زينب، البقعة الحضرية المضطربة، التي يخيم عليها الخوف، على الطريق الى مطار دمشق الدولي. وصدنايا قلعة جبلية مسيحية تطوقها اديرة؛ والسيدة زينب جزيرة مسلمة شيعية على ارض منخفضة وسط بلد معظمه من المسلمين السنة. لكن في سورية التي خربتها الحرب، تجد هاتان المنطقتان نفسيهما في وضع واحد: كلاهما مدن مزارات مشهورة يقول ساكنوها انهم يعيشون في ظل تهديد دائم بالهجوم عليهم ـ لا بل حتى افنائهم ـ من جانب المسلحين الاسلاميين السنة الناشطين على ضواحي كلا الحيين.
هنا في صدنايا، هناك قوة من ميليشيات مسيحية مسلحة ببنادق AK-47 واسلحة اخرى في نقاط تفتيش تتفحص بدقة كل من يأتي او يذهب، ليلا او نهارا، وبتنسيق وثيق مع الجيش السوري. وقائد هذه الميليشيا صاحب محل بيتزا ضخم البنية يلقبونه بـ"الحوت".
وعلى بعد حوالي 12 ميلا من هذا الحي، جنوب شرقي العاصمة، هناك ميليشيا شيعية، من بينها كتيبة مقاتلين من حركة حزب الله اللبناني، تتولى الدفاع عن المرقد ذي القبة الذهبية، مرقد حفيدة النبي محمد.
يقول متطوع يرتدي الزي العسكري النظامي يحرس في نقطة تفتيش تؤدي الى المزار، الذي يعد واحدا من من اكثر المزارات قداسة في العالم الشيعي، "سنبذل دمائنا وأرواحنا للسيدة زينب". لكن ممثلين عن تحالف المعارضة المدعوم من الولايات المتحدة يزعمون من قواعدهم في تركيا ومصر ان المسلحين السنة يقاتلون من اجل الاطاحة بالرئيس بشار الاسد ولا يستهدفون الأقليات الشيعية او المسيحية او رموزهم الدينية.
الا ان التقارير عن هجمات طائفية ينفذها مسلحون في تزايد. وطبقا لتقارير صادرة عن انصار المعارضة السورية وعن الحكومة السورية، فان المتمردين استهدفوا في الشهر الماضي مجتمعا شيعيا منعزلا في مدينة بشرق سورية وذبحوا عشرات المدنيين منهم، وحرقوا بيوتهم وهدموا مزارا شيعيا.
وبالقرب من صدنايا، في معقل التمرد السوري، عدرا، اقدم المسلحون على نبش رفاة مرقد حجر بن عدي، صاحب النبي، وتدمير مرقده، وقد كان مزارا على مدى زمن طويل. واطلق هذا التدنيس عنان غضب الشيعة في مجتمعات في انحاء العالم.
وفي القصير، تعرضت كنيسة القديس الياس الرومانية الكاثوليكية الى التشويه طوال ما يزيد عن عام من احتلال المتمردين المسلحين للمدينة قرب الحدود اللبنانية. وخلال زيارة قام بها مؤخرا، رأى احد المراسلين صورا للسيد المسيح وقديسين مخربة وكتابات على جدران الكنيسة تصفهم بـ"الكفار".
ابناء الاقليات، من قبيل مسيحيي صدنايا، يتوقعون ان مصيرهم سيكون الجلاء او القتل اذا لم يقاوموا الان. فهم لا يشترون الكلام عن ديمقراطية قادمة من واشنطن وعواصم اجنبية اخرى تدعم المسلحين.
اذ يؤكد حسام عزار، "الحوت"، "اذا جاء الإرهابيون هنا، لن يبقوا منا أحداً حيا"، ويضيف "سيقتلوننا كلنا".
وبالفعل، فان وباء الاختطاف يروع المجتمع المسيحي السوري، الذي يقدر باقل من 10 بالمائة من سكان سورية. وما زال اثنين من الأساقفة مفقودان منذ اختطافهما في نيسان الماضي عندما كانا يمران بمنطقة تحت سيطرة المتمردين بالقرب من حلب. وفي الاسبوع الماضي، ذبح الكاهن الكاثوليكي، فرانسوا مراد، بشمال سورية عندما هاجم مسلحون إسلاميون الدير حيث يقيم، طبقا لما ذكرت وكالة انباء الفاتيكان.
ومع ان المعارضة الاسد تصور بوصفه قاتلا، الا ان سكان صدنايا وغيرها من الاقليات غالبا ما يرون الرئيس وجيشه ـ الذي يتزايد دعمه بقوات من الموالين له ـ بوصفه اخر حصن لهم يحول دون ما يصفونه بالتطهير الطائفي.
 عن نيويورك تايمز

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال خلال زيارتي العراق

صحيفة عبرية: نتنياهو لا يريد انهاء الحرب في غزة لاستمرار نظامه الديكتاتوري

قراءة أمريكية لتداعيات سقوط الأسد على العراق

الحوثي يعلن الحرب على إسرائيل ويهدد "بن غوريون"

مقتل زعيم "داعش" بضربة أميركية في سوريا

مقالات ذات صلة

وفود عربية تزور دمشق.. ودعوات لبناء سوريا الجديدة

وفود عربية تزور دمشق.. ودعوات لبناء سوريا الجديدة

 متابعة / المدى التقى القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع أمس دبلوماسيين عرب قدموا تباعا دعما للشعب السوري وناقش معهم الجهود المركزة في الفترة المقبلة.وانتهى حكم الأسد فجر الثامن من كانون...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram