اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > دول (نـايمــة)

دول (نـايمــة)

نشر في: 8 يوليو, 2013: 10:01 م

بالتدريج، وبعد كل ما مرَّ بنا من ازمات خلال سنوات تمثل بالنسبة لبعضنا كل عمره وللبعض الاخر نصفه ولآخرين ماضيهم ولغيرهم حاضرهم الذي يستمر حتى هذه اللحظة، وبعد ان بلغت الازمات ذروتها بأزمة حلم بناء بلد ديمقراطي، صار يمكن لنا ان نسمع من العديد من المثقفين كما نسمع من الناس البسطاء ذلك المثل العراقي الشهير الذي يدل على يأس حقيقي: "اللي ياخذ أمي.. " فلم يعد الشعب يهتم بأمر من يحكمه؟ وكيف سيحكمه بل كيف سيعيش خلال فترة حكمه وهل سيحقق ولو جزءاً من متطلباته الضرورية ولا أقول احلامه فالحلم ذاته يحتاج من المرء ان يضع رأسه على وسادة في لحظة راحة ليرسم في غفوته ما يساعده على احتمال واقعه او ان يجد فرصة مريحة ايضاً لاطلاق خيالاته، ورسم احلام يقظة يواجه بها واقعه بسلاح امضى فالصحوة اشد مضاءً من السبات، لكن تلك اللحظة المريحة قد لا يوفرها النوم ولا "الصفنة" لان احداث الواقع المتسارعة تدق على رؤوسنا كمطارق عنيفة يرافقها ضغط المعيشة وأساليب مواجهة الحياة ووسائل الافلات من قبضة المصائر المرعبة المتوقعة في كل زمان ومكان من بلدنا الذي أرهقه الحنين الى الامان والسلام.. نحن نعيش مخاضاً عسيراً كما يقول السياسيون ويالها من لحظة اليمة تلك التي تدفع الإنسان الى التخلي عن حريته وقدرته على الاختيار مقابل بقائه، إذ كما يمكن للحاكم الطاغي ان يوهم الناس بانهم آمنون نظير امتلاكه مصائرهم وحرياتهم، فولادة حكومة ديمقراطية بعد مخاض عسير وطويل قد يجدد لنا الوهم بتحقيق السلام والامان نظير قبولنا بكل ما تفرزه العملية السياسية من تبعات ونتائج قد تقود بالتالي ايضاً الى استلاب حرياتنا ومصادرة آرائنا وقبل كل شيء وضع متطلباتنا على الرف حتى اشعار آخر.
فالطريق الى تنفيذها مازال شائكاً والانتظار يجلدنا بسوطه وتحاصرنا مسلسلات القتل المنظم لفئات مختلفة من الشعب كالطيارين والضباط السابقين واللاحقين والصحفيين والقضاة والاطباء واخيرا وليس آخرا اللاعبين لدرجة ان سائق مركبة يقترب من سائق مركبة اخرى في الشارع ليدله عن مكان ما يفاجأ به يسأله بسخرية اقرب الى الجدية.."اخاف شايل كاتم؟" بينما ترفض وزارة الداخلية فكرة وجود مسلسل قتل للاطباء على سبيل المثال وتعتبر قتل احد اهم مفاصلهم مسألة شخصية!!....(عادي)... فذرائع الحكومة كثيرة لتبرير قتل الابرياء ودائما مايدان فيها الابرياء انفسهم فلماذا يجعلون انفسهم عرضة للقتل؟!!!
في مثل هذا البلد الذي تحطمت فيه اهم فقرة في عمود بنائه الفقري وهي (الامان) قد تتحول دولة القانون التي حلمنا بها الى دولة (بلطجة) ولاتخجل الحكومة من الاعتراف باخطائها في قيادة العملية الديمقراطية بنجاح وتحاول تخدير الشعب بوعود الاستثمار وفرص العمل المقبلة بعد ان حولتنا سياستها (الفوضوية) والتابعة لجهات تتحكم فيها وتسيرها الى دول (نايمة) وليست (نامية).. ومازلنا ننتظر - نحن من لابديل لنا سوى الانتظار –الاستمتاع بالسلام والامان في بلدنا الغافي على وعود الحكومة!!
وإذن فالبديل فيما أظن هو الاستمتاع قدر الامكان بما لدينا من كهرباء وطنية حالياً فقد توفرت ربما بسبب اعتدال المناخ وستمكننا من كسب ساعات أكثر من الاسترخاء النفسي وبالتالي القدرة على النوم والتأمل عسى ان نتمكن من نسج احلام مستقبلنا  بانفسنا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram