TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أكدع حكومة

أكدع حكومة

نشر في: 8 يوليو, 2013: 10:01 م

في الثامن عشر من الشهر الماضي اعلن مجلس الوزراء قراره القاضي بمنح جميع الفقراء قطع أراض سكنية مساحة الواحدة  150 متراً مربعاً ستوزع في بغداد  والمحافظات على شكل دفعات ، طبقاً لضوابط  سيتم الإعلان عنها لاحقا ، لمنع حالات  الاحتيال والالتفاف على القانون على حد تصريح  المستشار الإعلامي  لرئيس الحكومة علي الموسوي :" اعتمدنا آليات لا نريد الحديث عنها ،  من اجل حصر عدد الفقراء لشمولهم بقرار مجلس الوزراء القاضي بمنحهم أراضي سكنية  لجعل عمليات الاحتيال والالتفاف علي القانون  في اقل ما يمكن ،   لمنع غير المشمولين من الاستفادة منه ،  بالرجوع إلى بيانات وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ، ووزارات أخرى ، وكذلك من يتسلم مساعدات من الدولة ،  وحصل تدقيق بهذا الأمر قبل إصدار القرار ، وقريبا سيتم تنفيذه بشكل عملي على الأرض"
أعداد كبيرة  من العراقيين يسكنون في العشوائيات ، وفي ظروف معيشية  صعبة ، اغلبهم لا يمتلك الدخل الثابت ، وهؤلاء في عداد المنسيين ،  يعانون  انعدام الخدمات وانتشار الأمراض     ولكنهم يحتلون الواجهة في مواسم الدعاية الانتخابية ، وسبق لمنظمات دولية ان  التقت بتلك الأُسر،  ووثقت معاناتها بأشرطة مصورة اخذت طريقها الى وسائل الإعلام ، وبعض المسؤولين شكك بتلك التقارير،  وقال ان هذا الوضع من المستحيل ان يكون في العراق ،  وماعرض من مشاهد مجرد  صور حالات في مدن أفريقية ، مازالت  تعيش  في مرحلة العصور الحجرية  ، وليس في  انقاض معسكر الرشيد ،  وأحياء أخرى تقع بالقرب من منطقة معامل الطابوق في اطراف الرصافة من العاصمة  بغداد .
 الخشية من حصول احتيال والتفاف على القانون ،  بحسب تصريح المستشار الموسوي أمر وارد جدا ، والجهات المعنية هي الوحيدة القادرة على منع حصول تلك الحالات ، وحرصها في تنفيذ القرار غير خاضع للتأجيل ، انطلاقا من إعلان رئيس الحكومة سعيه على توفير اكثر من مليوني قطعة ارض سكنية لمن يستحقها لكي يشهد العراق وحلال مدة زمنية قصيرة القضاء نهائيا على أزمة السكن  .
أمانة بغداد  هي الأخرى تمتلك البيانات الدقيقة  عن أعداد الساكنين في العشوائيات  والمتجاوزين على أراضي الدولة ، ولطالما أعلنت تعطيل تنفيذ مشاريعها ، وعزت الأسباب إلى ضعف الإجراءات الحكومية في حل هذه المشكلة ، فضلا عن استخدام مشكلة المتجاوزين ورقة سياسية من قبل بعض القوى ، وبدورها طالبت الأمانة بشمول المتجاوزين بقرار مجلس الوزراء  لكي تباشر بتنفيذ مشاريعها المعطلة ، على حد قول مدير الدائرة الإعلامية حكيم عبد الزهرة :"   
"نحن جهة خدمية نلاحظ ان بعض التجاوزات سببت لنا مشاكل ، نريد تقديم افضل الخدمات وتواجهنا مشكلة تجاوز المواطنين  ولابد من معالجتها من خلال  منحهم أراضي سكنية ، وتسهيل عملية الحصول على قرض من المصرف العقاري ، وهذا حق طبيعي لأي مواطن عراقي "
"مكرمة الحكومة " تواجه مشكلة الاحتيال ، وعندما يعلن نهائيا القضاء على الفساد المالي والإداري ، سيصل المسؤول الى العشوائيات ليسلم  سكانها سندات تمليك الأراضي ، وحينذاك  سيلمس العراقي  ولأول مرة في حياته اهتمام المسؤولين به ، وسيقول باللهجة المصرية  "أكدع حكومة وسلام مربع للكدعان ".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram