"الّلهُمّ أنقذنا من سانت ليغو" شعارٌ يرفعة ائتلاف دولة القانون بعد ان وضعهم المدعو " ليغو " في مِحنةٍ حقيقية، وتسبب في ان يتراجع المالكي وصحبه عن مشروع الانتخابات المبكرة، ويغلقون الباب بوجه حكومة الاغلبية.. المدعو " ليغو " تسبب في ضياع اصوات كثيرة من دولة القانون حسب ما اخبرنا النائب حيدرالعبادي.. طبعا لم يخبرنا السيد النائب ان ضياع هذه الاصوات لاعلاقة له بالمجرم " ليغو "، وانما بالفاشلين الذين صدرهم لنا ائتلاف المالكي ليتحكموا في رقاب العباد، فلو ان الله هدى القائمين على الائتلاف الى اختيار محافظين ورؤساء مجالس محافظات تتوافر فيهم صفات النزاهة والكفاءة والسمعة الطيبة، يدافعون عن الناس، وليس عن مصالحهم الخاصة، ويحتمون بالحصانة الوظيفية ضد الفساد،لا أن يستثمروها في الرقص مع الفساد.. لكان ائتلاف المالكي انتصر على " ليغو " بالانتخابات الاخيرة و بالضربة القاضية.. ولا نجد حالة الرعب والخطر التي يعيشها مقربو رئيس مجلس الوزراء بسبب تغيير طريقة الانتخابات، ولا ان يصر البعض على انه تعرض لظلم كبير بسبب هذا القانون على حد قول النائبة حنان الفتلاوي.
للاسف " شطّار " دولة القانون يفهمون السلطة على انها مكافاة أو غنيمة دونها الموت أو خراب البلاد.. ونراهم يحشدون اتباعهم بمشاعر طائفية من عيّنة: " ان غادرنا السلطة.. سيغدرون بالمذهب والعقيدة "...
حكاية الظلم الذي يتوهمه قادة دولة القانون ذكرتني بالصورة الشهيرة لحسني مبارك لحظة قراءة حكم المحكمة عليه، فقد صرخ بوجه حرّاسه: ” ظلموني.. حسبي الله ونعم الوكيل”. اكتشف سيادة المشير أن الشعب ظلمه حين خلعه من الحكم، الرئيس الذي تربع لثلاثين عاما على كرسي الرئاسة، ظل يؤمن حتى الساعات الأخيرة ان حكمه باقٍ ومزدهر.
في عراق اليوم يصر المالكي ومعه مقربوه على المضي قدما في إعادة إنتاج نظام " المظلومية "، إنها نفس الرحلة التي قطعها قادة الجمهوريات العربية الحديثة، حين أصبح كل واحد منهم يعتقد نفسه قد ظُلم بسبب حالة نكران الجميل التي تتمتع بها الشعوب.
للاسف في السنوات الاربع الماضية واجه ائتلاف المالكي جميع شركائه في الحكم، بمشاعر الاستعلاء التي اعتقدوا انها ستعوض الفشل في إدارة البلاد.. وهذا الفشل المتواصل لم يدفعهم إلى التفكير في أسبابه.. ولكن إلى الاستسلام لشهوة الاستيلاء على السلطة.. فنجدهم يخترعون أعداءً وهميين ومؤامرات خارجية.. ويتعاملون بمنطق "الهيمنة" فيتخيلون أن الاستيلاء على مؤسسات الدولة وهيئاتها المستقلة سيصب فى صالحهم.. أو أنهم بهذه الهيمنة المنظمة،، سيحتلون الدولة.
بالتاكيد نحن امام نكسة تعرض لها ائتلاف دولة القانون، كانت نتائجها الانتخابات الاخيرة لمجالس المحافظات.. هزيمة لسياسيين تصوروا ان الله معهم والقوة ملك اوامرهم.. طالما هددوا بقطع أصابع المتآمرين وأيديهم.. وطالما ردَّدوا على مسامعنا من أن هناك مؤامرة خارجية وتدخلا اجنبياً ودساً صهيونياً وخبثاً امبريالياً،، لكن كل ذلك لم يغير في قناعات الناس من ان ثمة فشل أمني يذهب ضحيته العشرات كل يوم، و فشل سياسي تعيش البلاد بسببه مأساة العنف الطائفي.. وهذه لا يحلها شتم قانون "سانت ليغو" ولا بتخوين الجميع، وانما تحل باختيار مسؤولين أكفاء يقودون البلاد الى بَرّ الامان والازدهار.
هل سنجد أنفسنا محتارين في الوصف، ونحن نرى رئيس مجلس الوزراء منفعلاً لأن ائتلافه خسر الكثير من المقاعد.. ومقربوه يتحدثون عن المؤامرات الخفية، فيما تنفلت البلاد الى مصير مجهول وغامض، إلا في العنف والخراب والفساد، وشهوة السلطة التي يريد البعض من خلالها أن يحوِّل العراق إلى مستعمرة للقمع والقهر والإذلال.
السادة اعضاء دولة القانون، الناس تريد مسؤولين اكفاء، لاوجوهاً تلفزيونية.. الناس تريد مسؤولين وسياسيين يخرجون العراق من عثراته ويصححون مسار العملية السياسية.. ويسعون الى بناء أسس متينة للأمن والاقتصاد والخدمات.
الخطأ القاتل لائتلافكم، بعيدًا عن الكذب والخداع والجهل والاتنهازية، أن قادته.. سعوا الى اقصاء الجميع.. وقدموا اهل الثقة على اهل الكفاءة.. وتوسعوا في توحشهم ضد مؤسسات الدولة.
هذه هي اسباب الفشل ايها السادة، وليس المسكين "سانت ليغو"!
أرتباك دولة القانون
[post-views]
نشر في: 9 يوليو, 2013: 10:01 م
انضم الى المحادثة
يحدث الآن
الأكثر قراءة
الرأي
مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض
د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...
جميع التعليقات 1
souadhindi سعاد
كالعاده مقال اكثر من رائع, جراتك تستحق الاحترام والاعجاب. وهنا اتساْل الا تثير جراْتك والشجاعه التي تتميز بها كتاباتك, غيره الكتاب والمثقفين الصامتين !!ومن غير (مستفيدي وانتهازي الكراسي)وهم كثر!!..الم يكن الدرس المصري كافيالايقاظهم من نومهم البليد.. لماذا