اختار عمر القطان (منتج ورئيس مهرجان شباك للثقافة المعاصرة) افضل عشرة أفلام عربية خلال الخمسين عاماً الأخيرة. وهذه الأفلام بدون ترتيب الأفضلية هي: (الليل) (تأثير تاركوفسكي واضح عليه) إخراج محمد ملص – 1993.وهذا الفيلم سوري المنشأ، وهو عن مدينة ا

اختار عمر القطان (منتج ورئيس مهرجان شباك للثقافة المعاصرة) افضل عشرة أفلام عربية خلال الخمسين عاماً الأخيرة.

وهذه الأفلام بدون ترتيب الأفضلية هي: (الليل) (تأثير تاركوفسكي واضح عليه) إخراج محمد ملص – 1993.
وهذا الفيلم سوري المنشأ، وهو عن مدينة القنيطرة (التي نشأ فيها المخرج) والتي تقع على حدود مرتفعات الجولان، وقد دمرها الجيش الإسرائيلي تقريباً بعد حرب عام 1967، وبقيت حتى الآن على حالها.
الفيلم تأريخي تقريباً، ويتناول سيرة حياة ثلاثة أجيال ويبدأ من الكفاح السوري للاستقلال ضد القوات الفرنسية، متنقلاً بعدئذ الى حرب 1948 مع إسرائيل، منتقلا الى المرحلة الزمنية الأخيرة، ويعتبر ملص من افضل المخرجين السوريين حالياً، وهو لا يزال في دمشق، ويبدو في هذا الفيلم تأثره واضحا بالمخرج تاركوفسكي، عبر استخدام الحلم ومقاطع من الذاكرة حيث الزمن يبدو مهماً وعنصرا معبراً مثل الفضاء، او الحوار او الحركة.

(المومياء)
إخراج: شادي عبد السلام- 1969
يعتبر هذا الفيلم من انجح الأفلام السينمائية لشادي عبد السلام الذي بدأ حياته كمساعد لروسيليني ومانكيفيج (كليوباترا)، وتوفي وهو لايزال شاباً.
تدور أحداث الفيلم في مصر (القرن التاسع عشر) ويتحدث عن عائلة قروية تمارس تجارة غير قانونية بالآثار الفرعونية. الموضوع الأساسي في الفيلم هو الاستمرارية ما بين القديم والحديث في مصر، وأهمية الحفاظ على الثقافة الفرعونية والتواصل معها.
وشادي عبد السلام ايضاً، مصمم أزياء بارز إضافة الى تميزه في تصميم مشاهد أفلامه، انه موهبة كبيرة، فقدتها مصر.
خلّي بالك من زوزو
إخراج حسن الإمام- 1927.
هذا الفيلم يقدم أغنيات خفيفة وجميلة كتبها الكاتب الساخر الشهير صلاح جاهين انه فيلم كوميدي عن الصراع الطبقي- وزوزو (سعاد حسني) من احياء القاهرة المزدحمة، ولكنها تتمكن من دخول الجامعة وعالمها الليبرالي، والفيلم ساخر وحيوي ومثير عاطفيا.
وان شاهد احدنا هذا الفيلم اليوم، ثم ينتقل الى جامعة القاهرة اليوم فسيجد بدلا من ذلك الوسط المنفتح، فتيات محجبات وشبان بلحى، وسيجد الفرق كبيرا بين المجتمع آنذاك واليوم.
(بس يا بحر)
إخراج: خالد الصديق- 1972
انه دخول أول فيلم روائي طويل انتج في الكويت ومن إخراج الكويتي خالد الصديق، وصوّر بالأبيض والأسود، انه يتحدث عن الأيام التي سبقت اكتشاف النفط، وحيث كان الكويتيون يعتمدون تماماً على البحر، إمّا لتجار اللؤلؤ، او عبر رحلات يقوم بها الرجال وتستغرق عدة أشهر، تاركين النساء والأطفال والكبار بالسن، لوحدهم والبحر هو العامل الأكثر أهمية في الفيلم، وهو مصدر كافة الأشياء: جميل ولكنه وحشي ايضاً، يدمر الحياة، والفيلم اشبه بتراجيديا يونانية، بالرغم من بساطته، يمتاز بتقنيته العالية وجمال مشاهده وتمثيله ايضاً.
(الذاكرة الخصبة)
إخراج: ميشيل خليفة، عام 1980
يعتبر الفيلم الأول في تناول قضية المرأة، ويعتبر الفلسطيني ميشيل خليفة، افضل مخرج من جيله، وانا معجب بكافة أفلامه واشهرها، (عرس في الجليل) ولكن أفلامه الوثائقية اكثر تأثيراً وهي التي صنعت اسمه.
و(الذاكرة الخصبة) تتحدث عن امرأتين في الأراضي المحتلة) الأولى شابة وروائية فلسطينية راديكالية، ومطلقة، تعيش مع بناتها في الأراضي المحتلة، اما الأخرى فلهي عمة خليفة، الاميّة، التي فقدت ابنها بعد حرب 1948 بقليل.
(المخدوعون)
إخراج توفيق صالح 1973
تدور أحداث الفيلم في العراق وتم تصويره في سوريا، ويعتمد أساسا على رواية الكاتب الفلسطيني الشهير غسان كنفاني (تم اغتياله من قبل إسرائيل عام 1972) وقد اخرج الفيلم توفيق صالح، وهذا الفيلم الفظيع والمؤلم عن مجموعة من العمال الفلسطينيين في الخمسينات من القرن الماضي، يحاولون اجتياز الحدود من العراق الى الكويت- بشكل غير قانوني، من اجل العمل في حقول النفط التي تفجرت هناك، وينتقل هؤلاء عبر الاختفاء في داخل صهريج شاحنة تنقل المياه، ويبقون هناك، لان سائق الشاحنة يتم احتجازه من قبل رجال الكمارك في الكويت، والحدث المهم، يدور في داخل الصهريج، حيث يعاني الرجال من حرارة الجو في تلك الصحراء، ويبدأ كل واحد منهم في تذكر منزله وأفراد عائلته الذين تركهم، انه فيلم كلاسيكي عن فلسطين.
(ريح السد)
إخراج: نوري بوزيد 1986
وهذا الفيلم القوي عن صبيان الطبقة العاملة والذين يكبرون مع الأيام وقد أثار الفيلم ضجة في تونس لتناوله موضوع الجنس والشذوذ الجنسي، ويدور حول صبي نجار على وشك الزواج ولكنه وصديقه الحميم كانا ضحايا اعتداء جنسي، من قبل صاحب محل النجارة، وهذا السر على وشك الانفضاح قبل عرس الشاب، وقد أثارت بعض الأفلام العربية في منتصف الثمانينات موضوع الاضطهاد الجنسي والاضطهاد السياسي والاجتماعي، عبر وسائل شتى: الرجعية في المجتمعات العربية أو الاحتلال السياسي.
(دعاء الكروان)
إخراج: هنري بركات عام 1960
انه فيلم إنساني، يتميز بجماله في التقديم، والصنع.
ويعتبر بركات، سيّد الأفلام الكلاسيكية في مصر، وهذا الفيلم يعتمد على رواية للكاتب الكبير طه حسين، موضوع، (دعاء الكروان) إنساني، فالبطلة فلاحة تقرر الأخذ بثأر أختها، والتي اعتدى عليها مهندس وسيم، وقتلها بعدئذ خالها، ومن اجل الانتقام، تعمل الفتاة في منزل المهندس، وسرعان ما تجد نفسها واقعة في حبّه.
والفيلم بطولة فاتن حمامة (أيام شبابها) والتي أصبحت نجمة كبيرة، تؤدي أدوارا مختلفة بسحر ورقة وبساطة تامة.
(12 عربي غاضب)
إخراج: زينا دكّاشي
لقد فاز الفيلم بجائزة التحكيم الأولى للأفلام الوثائقية في دبي عام 2004، و المخرج لبنانية شابة، اختارت التصوير في اكثر السجون اللبنانية شغباً، وكانت غايتها محاولة إصلاح حالة السجون والقوانين وطريقة معاملة السجناء، والفيلم يثير المشاعر الإنسانية لموضوعه الإنساني العميق، وهو يبيّن عملية تغيير الإنسان وانتشاله من حالة اليأس الى حالة أخرى من الرغبة للتغير والحلم بالمستقبل.
(ثرثرة على النيل)
إخراج حسين كمال، عام 1971
يعتمد الفيلم على رواية نجيب محفوظ، (ثرثرة على النيل)، وقد تم تصوير مشاهد في عوّامة على النيل، حيث يسهر رجال الحكومة هناك للعربدة وتناول الشراب و الحشيشة.
وقد انتج الفيلم بعد وفاة جمال عبد الناصر بقليل، وهو ينتقد البيروقراطية الاشتراكية، ويشير إلى نهاية النظام وقدوم آخر لا يختلف عنه بشيء.