كان باراك أوباما عضواً في مجلس الشيوخ للولايات المتحدة الأمريكية في الأسابيع الأولى من انتخابه عام 2005، عندما عرضت أوبرا وينيفري ان تحمل رسالة منه الى مانديلا، القائد الرمز لجنوب أفريقيا. واختفى أوباما في غرفة خلفية في ستوديو السيدة وينيفري للكتابة
كان باراك أوباما عضواً في مجلس الشيوخ للولايات المتحدة الأمريكية في الأسابيع الأولى من انتخابه عام 2005، عندما عرضت أوبرا وينيفري ان تحمل رسالة منه الى مانديلا، القائد الرمز لجنوب أفريقيا.
واختفى أوباما في غرفة خلفية في ستوديو السيدة وينيفري للكتابة، ولكن الوقت مضى وأوباما لا يظهر، حتى ان المتحدث باسمه روبرت غينيز، مدّ رأسه الى الغرفة متسائلاً بعد نصف ساعة.
وقال له أوباما، والقلم في يده، (عليك ان تعطيني بعض الوقت هنا، لأنني لا استطيع بغمضة عين الكتابة لمانديلا).
وكان باراك أوباما يأمل ان يكون لقاؤه وجهاً لوجه مع نيلسون مانديلا، وهو رئيس جمهورية الولايات المتحدة في خلال جولته في أفريقيا والتي تستغرق ثلاثة أسابيع، والتي بدأت في العشرين من شهر حزيران، ولكن مانديلا نقل الى المستشفى لالتهاب في الرئة، ثم أصبحت حالته المرضية حرجة.
ولا بد أن ذلك اللقاء بين الشخصين، كان سيكون مهماً بالنسبة للناس في الولايات المتحدة وأفريقيا- فالاثنان يعتبران أول رئيسين من السود، في دولتين كانتا تمارسان التمييز العنصري، والاثنان ايضاً انتهجا سياسة عملية في محاولتهما لخلق مجتمع لا يعاني من العنصرية العرقية.
كان مانديلا منارة بالنسبة لأوباما، وبالرغم من بعد المسافة بينهما، فان تأثير مانديلا عليه واضحاً، ويقول أصدقاء أوباما ان الكفاح ضد التمييز العنصري بالنسبة له وللعديد من معاصريه أمر معادل لحركة الحقوق المدنية التي قادها مارثن لوثر كينغ في الجيل الأسبق.
وأعلن أوباما في داكار مؤخراً، ان أول عمل سياسي لي كان وانا طالب في كلية أوكسيدينتال، وكان اهتمامي بدأ بحركة المساواة العنصرية، يعود الى الفترة الزمنية ما بين 1979-1980، وبسبب تأثري بما كان يحدث آنذاك في جنوب أفريقيا.
ومتذكراً، الفترة الزمنية الطويلة التي أمضاها أوباما في السجن، قائلاً: (ولم أكن افكر بالضرورة، بإطلاق سراح نيلسون مانديلا).
ولم يقارن أوباما يوماً بحياة مانديلا، الذي سجن 27 سنة، وجزءا من تلك المدة في زنزانة بجزيرة روبن، وذلك قبل ان يضع نهاية للتمييز العنصري ويصبح أول رئيس اسود لجنوب أفريقيا.
ولكن المقربين من أوباما يقولون ان الناس لا تعرف الكثير عن مدى تأثر أوباما بمانديلا والاستلهام من تجربته الطويلة، في خلال بعض اللحظات التي كانت الأصعب في مسيرة أوباما.
وعودة الى ما كتبه أوباما في مقدمة كتابه عام 1010 بعنوان (حديث مع نفسي عن مانديلا ويصف تأثير كفاح مانديلا عليه ودخوله الميدان السياسي: (ان تضحيته كانت كبيرة، مما دفع ذلك الناس في كل مكان الى القيام بأي شيء في إمكانهم من اجل التقدم الإنساني).
وكتب أوباما ايضاً: (لقد كنت واحداً من أولئك الناس الذين لبوّا النداء).
ويشير أوباما ان اهم درس تعلمه من ذلك الكفاح الطويل هو (ان يكون المرء عنيداً في مواجهة العوائق).
وفي عام 2006، زار أوباما الزنزانة التي سجن فيها مانديلا، خلال زيارة قام بها مع وفد أمريكي لجنوب أفريقيا.
و خلال تلك الزيارة لم يلتق أوباما بمانديلا الذي كان في زيارة خارج جنوب أفريقيا، وقد التقى الرجلين مرة واحدة، في لقاء تم بالصدفة في واشنطن عام 2005، وطلب منه بعض المرافقين، مقابلة عضو صاعد لمجلس الشيوخ عدة دقائق، يدعى باراك أوباما.
وكان أوباما آنذاك في سيارته متوجهاً نحو اجتماع ما، ولكنه استدار بسيارته الى فندق(الفور سيزين)، حيث كان يقيم مانديلا والمحادثة بينهما تركت أثرا دائماً وهي صورة أوباما واقفاً بالقرب من مانديلا، وهذه الصورة أخذت مكانها بعدئذ في مكتب أوباما، ثم نسخة أخرى منها في المكتب البيضوي.
كان أوباما فخوراً بلقائه نيلسون مانديلا لتلك الدقائق الخمس، وفي الوقت ذاته تقول حفيدة مانديلا، ان جدها وصف أوباما بالذكي وانه أعجب به جداً.
وقد أشاد أوباما مراراً، في عدد من المناسبات الى تأثير مانديلا عليه، وعندما استلم جائزة نوبل للسلام عام 2009، قال في كلمته: مقارنة مع عدد من العمالقة في التاريخ والذين نالوا هذه الجائزة، مارتن لوثر كينك، مارشال ومانديلا، فان ما فعلته وقدمته يبدو أمراً متواضعاً).
عن: الأوبزرفر