تحقيق/ أفراح شوقي تصوير/ مهدي الخالدي نداء استغاثة وجهه عمال السكك بسبب رفضهم عمليات صبغ العربات والمقطورات العاملة الآن من اللون الأخضر الى الأزرق، وعللوا ذلك بأن المبالغ الكبيرة التي تصرف على عمليات الصبغ كان من الأجدى ان تسبقها صيانة ضرورية للعربات وخط السكك المتردي
والذي أهملت عمليات صيانته منذ سنوات، الأمر الذي أدى الى تباطؤ حركة القطارات العاملة بشكل ملحوظ و انحراف القطار عن مساره أو حتى انقلابه في بعض الأحيان!! أسباب كثيرة دعتنا لزيارة مقر الشركة العامة للسكك الحديد العراقية والمعامل التابعة لها في منطقة الشالجية، كشفنا فيها، على لسان منتسبيها، خروقاً إدارية وقانونية، أهمها تفييض الكثير من عمال السكك بأوامر إدارية جديدة بحجة عدم كفاءتهم، وكذلك انعدام توفر مستلزمات السلامة المهنية والصناعية لمن يعملون في أقسام السباكة وصهر الحديد ما جعلهم عرضة لأمراض خطيرة مثل العقم والتسمم والسرطانات بأنواعها، ناهيك عن تردي حال أقدم واهم معامل السكك في العراق وهي معامل الشالجية والتي غدت تعمل بأقل من ربع طاقاتها بسبب قدم الأجهزة وعدم صيانتها وتوقفها عن العمل تماماً في الشتاء لانها تغرق بمياه الأمطار؟ وحكايات أخرى لابد ان نسمعها من أصحابها. أوامر تفييض فريدون أحمد كاظم احد عمال الشركة ومن المشمولين بالتفييض حمل قرار الاستغناء عنه وهو مستغرب من تلك الإجراءات التعسفية التي اتخذتها إدارة الشركة من دون أي إيعاز او تنبيه، قال لنا: انا معتقل في زمن النظام السابق ولدي وثيقة تؤيد ذلك من مؤسسة السجناء السياسيين،عدت لدائرتي بالاستفادة من قرارات المفصولين السياسيين، بصفة مدير فني لكني صدمت بأمر تفييضي المفاجئ من الدائرة بقرار تعسفي شمل معي 50 موظفاً، وتساءل فريدون: كيف يمكن الاستغناء عنا بهذه السهولة، الا يوجد نظام إداري يحدد الموظف المقصر ليتم الاستغناء عنه؟ يقول عبد السلام عبد الكريم/32 عاماً في خدمة الشركة يعمل في قسم الخراطة التابع للهندسة الآلية في الشالجية: عملي صعب جداً، فـ(الكرين) عاطل وهو اهم حلقة في عملنا، ولا احد يستمع لمطالبنا، وقد تعرضت اكثر من مرة للموت بسبب قدم الجهاز وعدم أهليته للعمل، اما زميله وقد امتنع عن ذكر اسمه، فانتقد بشدة العمليات الجارية الان لصبغ عربات المسافرين والمقطورات باللون الأزرق، وعلل ذلك بالقول: بدلا من صباغة العربات وهي مكلفة مالياً كان الأجدى ان تجرى عمليات صيانة عليها أولاً، فكلفة الأصباغ تقدر بـ3-4 ملايين دينار للعربة الواحدة! كما انها تنفذ من قبل شركات أهلية، في حين ان العامل لدينا معطل عن العمل، اما كان يمكن تشغيله هو عوضاً عن منحها لمقاولين؟ وأضاف ان قرار الصبغ اتخذ بشكل شخصي ولم تستشر بشأنه الإدارة احداً من الفنيين او المدراء العاملين هنا منذ سنين. ابو محمد عامل في المعمل علق قائلاً: اللون الأخضر يرمز لخضرة العراق وهو لون السلام والأمان وجزء من ألوان العلم العراقي، وكما قال الشاعر الماء والخضراء والوجه الحسن، ولم يذكر الشاعر العربي اللون الأزرق مطلقاً كما ان اللون الأخضر هو لون موحد بالنسبة للخطوط العاملة بضمنها شركات الطيران والقطارات ولا نعرف سبباً مقنعاً للتغيير، وهل ستصبغ طائراتنا باللون الأزرق قريباً؟ إهمال أقدم شركة في العراق تقول المصادر ان الشركة العامة للسكك الحديد العراقية تعد من أقدم الشركات، تأسست في العراق سنة 1916 وتم وضع الحجر الأساس لبناية المحطة العالمية الكبرى في الكرخ ثم وضعت تحت الادارة البريطانية، وفي 16 نيسان عام 1936 انتقلت ملكية السكك الى الحكومة العراقية ويعتبر هذا التأريخ عيداً وطنياً للسكك، وقد انطلقت منها العديد من التظاهرات وظهر منها المناضلون والعديد من حركات التحرر. رئيس مهندسين أقدم في الشركة اخبرنا قائلاً: منذ قيام الحرب العراقية الإيرانية وحتى الآن لم نتسلم أي مادة احتياطية لصيانة العربات وما نقوم به ليس سوى المناقلة بين العربات والتصنيع الذاتي بمواصفات محلية وما يحصل الآن هو كثرة توقفات القطار وعطلاته و بطء حركته. حوادث مميتة سائق القطار(.......) قال لي: لدي خدمة أمدها 28 سنة، وما أستطيع قوله ان خط السكة رديء جداً وبطيء خصوصاً خط بغداد- بصرة وبصرة موصل وهو يمشي بسرعة 5-10 كم في الساعة والمفروض ان تكون سرعته 100كم في الساعة، وغالبا ً ما تحصل حوادث بسبب عطلات القطار المفاجئة وعدم أهلية خط السكة، وإهمال صيانتها منذ سنوات، وذات مرة بلغت المعنيين في الإدارة بعطل في القطار بسبب عدم فاعلية (البريك) فيه، ولكن إدارة الشركة فرضت علي الانطلاق رغم ذلك! كما نعاني من المعابر غير النظامية والتي تسبب عرقلة سير القطار ومخاطر أخرى للأسباب السالفة، وعن رأيه بعمليات الصبغ الجارية الآن قال: بصراحة لا احبذها لان أي نظام دولي لابد من ان يحدد لوناً موحداً لقاطراته وطائراته واعتقد ان اللون الأخضر مناسب لكنها مزاجيات المدير العام! وقبل ان يودعنا تساءل عن إمكانية إعادة تأهيل معامل الشالجية التي كانت تتولى صيانة القطارات وخط السكة. تهريب الحديد السكراب!! أبو سلام/ احد منتسبي الشركة ولديه 43 عاماً في الخدمة طرح موضوعا آخر قائلاً: لابد من البدء في إعادة ال
في الشركةالعامة للسكك الحديد العراقية..صبغ قطاراتنا بالأزرق هل يمنحها السرعةوالمتانة؟
نشر في: 3 نوفمبر, 2009: 04:22 م