TOP

جريدة المدى > عام > جون غلبرت.. آخر نجوم الأفلام الصامتة

جون غلبرت.. آخر نجوم الأفلام الصامتة

نشر في: 10 يوليو, 2013: 10:01 م

أحدى فضائل سيرة ايف غولدن الجميلة و الهزلية هي انها لا تظهرها مثيرة للشفقة . المعروف عن غلبرت هو ان مستقبله المهني قد اختصر بثلاثة أشياء : الخمر ، صوت رقيق يغطي على صورته  ، و عداءه لفيلم لويس بي ماير . ولد غلبرت في  برينغل قرب سالت ليك عام

أحدى فضائل سيرة ايف غولدن الجميلة و الهزلية هي انها لا تظهرها مثيرة للشفقة . المعروف عن غلبرت هو ان مستقبله المهني قد اختصر بثلاثة أشياء : الخمر ، صوت رقيق يغطي على صورته  ، و عداءه لفيلم لويس بي ماير .
ولد غلبرت في  برينغل قرب سالت ليك عام 1897 ، لأبوين ممثلين في شركة جوالة ، كان اسمه الأخير غلبرت على اسم  زوج امه الثاني . في محاولة لهجر تقليد القصص الخرافية، كان زوج امه اكثر عطفا عليه من امه التي كانت تحبسه في حجرة صغيرة بينما كانت تستمتع مع  عشاقها . كتبت غولدن تقول " نشأ   حساسا يتأذى بكل سهولة ، شاب رقيق البشرة بحاجة ماسة الى ان يكون محبوبا و مقبولا" ، كما انها شخّصت اضطرابه ثنائي القطب .
اندفع غلبرت في الأفلام كممثل مراهق . فيلمه الأول الذي استمر لفترة كان يحمل عنوان  " طائرة القاعدة الذهبية " ، لكن شخصية غلبرت كانت هناك لتكسر القواعد . شخصية أخرى تقول عنه انه " كان فتى طيبا عندما لا يحتسي الخمر ".
في عام 1918 ، حصل على أدوار البطولة ؛ حيث انضم الى فريق المخرج المثقف الضليع  الفرنسي المولد موريس تورنير ، كان عليهما العمل معا في أول ستة أفلام  . حاول غلبرت الكتابة للشاشة و الإخراج ، الا ان صبغته كانت التمثيل . كان زواجه الثاني من ملكة هوليوود نجمة الأفلام الصامتة ليتريس جوي( انتهى زواجه الأول بالطلاق)  . تزوج بأربع نساء ؛ تقول ايف ان سلوكه الزوجي " كان يتبع نمطا ثابتا  خلال حياته  يقع بجنون في الحب و يتزوج على عجل ، ثم خلال اشهر يصبح العيش معه لا يطاق ".
تحول غلبرت الى رجل وسيم بعد ان قام بتربية شاربيه التي جعلت ملامحه ملفتة للنظر. في قمة تألقه قام بضربة – في حينها – حيث بلغت قيمة الصورة الواحدة له 250 دولارا . كما وقّع عقدا طويل الأمد مع شركة جي أم جي التي جعلت منه نجما صاعدا لكنها في النهاية ساعدت على إغراقه . خلال وجوده هناك، عمل مع كبار المخرجين – مثل ايريك فون ستروهيم في فيلم " الأرملة الطروب " و مع كينك فيدور في " الاستعراض الكبير " – و شارك في التمثيل مع نورما شيرر و ليليان كيش و زوجته غريتا غاربو  .
ليس من السهل ان نفهم لماذا قام ماير – رئيس عمليات ستوديو ام جي ام و رئيس عمل غلبرت و غاربو – بالتقاط احدى تذاكر وجبته الغذائية .
قد لا يكون ماير قد قام بتدمير غلبرت من خلال دس الأدوار الرديئة عليه في بداية الثلاثينات ، لكن الأدوار كانت رديئة و هناك أدلة كثيرة على ان ماير قد فرح و ابتهج بانهيار غلبرت . حلل غلبرت  المشكلة كما يلي ( هنا تأتي رقة بشرته ) : " أخبرت ماير انه سيسهل الأمر عليّ اذا ما قبلني هناك ؛ و اذا ما أظهر ثقته و ايمانه  بي. كنت بحاجة الى الثقة و الايمان ".
ان مأخذ ايف على قصور صوت غلبرت هو ان اعتراض الجمهور لم يكن على جرس صوته و انما التفاوت بين ما كانوا يريدونه من عاشق عظيم و بين ما كانوا يسمعونه فعلا . الدليل على صوابها يمكن ان نجده في " الملكة كريستينا (1933 ) " ، المشاركة الأخيرة لغلبرت و غاربو . صوته ليس صاخبا او حادا، لكنه في نفس الوقت ليس مسيطرا ايضا . مع ذلك، فالمشكلة الأكثر لعنة  ربما كانت معيار الخطوط الذي كان يقدمه في أول كتاب  له و الذي اطلق عليه بتهكم " ليلته المجيدة (1929 ) " .
بالرغم من المنافسة الجمة، فان من اكثر الأقوال البلاغية التي قالها ربما هي : " ان جواهرك هي التي جذبتني – آه ، لا أقصد اللؤلؤ الموجود في قلادتك ، و إنما الماستين اللتين في عينيك " .
اما بالنسبة لأحتساء الخمر ، فان المقالة التي قدمتها  ايف تحكي كل شيء : يعقد غلبرت محكمة في غرفة صالته أمام  الموقد ، مع قنينة سكوتش و أخرى للصودا على احدى حافات رف الموقد و قنينة أخرى على الحافة الأخرى لكي يستطيع ان يخطو و يتحدث و يرتشف من القنينة الأولى ثم يخطو و يتحدث و يرتشف من القنينة الثانية .
ازداد احتساؤه للخمر حتى بدأ يعاني من تقرحات نازفة ، و ازدادت مرات دخوله و خروجه من المستشفى بسبب قلبه التالف . توفي عام 1936 و هو في سن الثامنة و الثلاثين، اي بعد عامين من اطلاق آخر أفلامه .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

بروتريه: فيصل السامر.. قامة شامخة علماً ووطنيةً

الحكّاء والسَّارد بين "مرآة العالم" و"حديث عيسى بن هشام"

موسيقى الاحد: 250 عاماً على ولادة كروسيل

الكاتب يقاوم الغوغائية والشعبوية والرقابة

في مجموعة (بُدْراب) القصصية.. سرد يعيد الاعتبار للإنسان ودهشة التفاصيل الصغيرة

مقالات ذات صلة

الكاتب يقاوم الغوغائية والشعبوية والرقابة
عام

الكاتب يقاوم الغوغائية والشعبوية والرقابة

أدارت الحوار: ألكس كلارك* ترجمة: لطفية الدليمي يروى كتابُ مذكرات لي ييبي Lea Ypi ، الحائز على جائزة، والمعنون "حُرّة Free" تجربة نشأتها في ألبانيا قبل وبعد الحكم الشيوعي. أما كتابُها الجديد "الإهانة indignity"...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram