أحدى فضائل سيرة ايف غولدن الجميلة و الهزلية هي انها لا تظهرها مثيرة للشفقة . المعروف عن غلبرت هو ان مستقبله المهني قد اختصر بثلاثة أشياء : الخمر ، صوت رقيق يغطي على صورته ، و عداءه لفيلم لويس بي ماير . ولد غلبرت في برينغل قرب سالت ليك عام
أحدى فضائل سيرة ايف غولدن الجميلة و الهزلية هي انها لا تظهرها مثيرة للشفقة . المعروف عن غلبرت هو ان مستقبله المهني قد اختصر بثلاثة أشياء : الخمر ، صوت رقيق يغطي على صورته ، و عداءه لفيلم لويس بي ماير .
ولد غلبرت في برينغل قرب سالت ليك عام 1897 ، لأبوين ممثلين في شركة جوالة ، كان اسمه الأخير غلبرت على اسم زوج امه الثاني . في محاولة لهجر تقليد القصص الخرافية، كان زوج امه اكثر عطفا عليه من امه التي كانت تحبسه في حجرة صغيرة بينما كانت تستمتع مع عشاقها . كتبت غولدن تقول " نشأ حساسا يتأذى بكل سهولة ، شاب رقيق البشرة بحاجة ماسة الى ان يكون محبوبا و مقبولا" ، كما انها شخّصت اضطرابه ثنائي القطب .
اندفع غلبرت في الأفلام كممثل مراهق . فيلمه الأول الذي استمر لفترة كان يحمل عنوان " طائرة القاعدة الذهبية " ، لكن شخصية غلبرت كانت هناك لتكسر القواعد . شخصية أخرى تقول عنه انه " كان فتى طيبا عندما لا يحتسي الخمر ".
في عام 1918 ، حصل على أدوار البطولة ؛ حيث انضم الى فريق المخرج المثقف الضليع الفرنسي المولد موريس تورنير ، كان عليهما العمل معا في أول ستة أفلام . حاول غلبرت الكتابة للشاشة و الإخراج ، الا ان صبغته كانت التمثيل . كان زواجه الثاني من ملكة هوليوود نجمة الأفلام الصامتة ليتريس جوي( انتهى زواجه الأول بالطلاق) . تزوج بأربع نساء ؛ تقول ايف ان سلوكه الزوجي " كان يتبع نمطا ثابتا خلال حياته يقع بجنون في الحب و يتزوج على عجل ، ثم خلال اشهر يصبح العيش معه لا يطاق ".
تحول غلبرت الى رجل وسيم بعد ان قام بتربية شاربيه التي جعلت ملامحه ملفتة للنظر. في قمة تألقه قام بضربة – في حينها – حيث بلغت قيمة الصورة الواحدة له 250 دولارا . كما وقّع عقدا طويل الأمد مع شركة جي أم جي التي جعلت منه نجما صاعدا لكنها في النهاية ساعدت على إغراقه . خلال وجوده هناك، عمل مع كبار المخرجين – مثل ايريك فون ستروهيم في فيلم " الأرملة الطروب " و مع كينك فيدور في " الاستعراض الكبير " – و شارك في التمثيل مع نورما شيرر و ليليان كيش و زوجته غريتا غاربو .
ليس من السهل ان نفهم لماذا قام ماير – رئيس عمليات ستوديو ام جي ام و رئيس عمل غلبرت و غاربو – بالتقاط احدى تذاكر وجبته الغذائية .
قد لا يكون ماير قد قام بتدمير غلبرت من خلال دس الأدوار الرديئة عليه في بداية الثلاثينات ، لكن الأدوار كانت رديئة و هناك أدلة كثيرة على ان ماير قد فرح و ابتهج بانهيار غلبرت . حلل غلبرت المشكلة كما يلي ( هنا تأتي رقة بشرته ) : " أخبرت ماير انه سيسهل الأمر عليّ اذا ما قبلني هناك ؛ و اذا ما أظهر ثقته و ايمانه بي. كنت بحاجة الى الثقة و الايمان ".
ان مأخذ ايف على قصور صوت غلبرت هو ان اعتراض الجمهور لم يكن على جرس صوته و انما التفاوت بين ما كانوا يريدونه من عاشق عظيم و بين ما كانوا يسمعونه فعلا . الدليل على صوابها يمكن ان نجده في " الملكة كريستينا (1933 ) " ، المشاركة الأخيرة لغلبرت و غاربو . صوته ليس صاخبا او حادا، لكنه في نفس الوقت ليس مسيطرا ايضا . مع ذلك، فالمشكلة الأكثر لعنة ربما كانت معيار الخطوط الذي كان يقدمه في أول كتاب له و الذي اطلق عليه بتهكم " ليلته المجيدة (1929 ) " .
بالرغم من المنافسة الجمة، فان من اكثر الأقوال البلاغية التي قالها ربما هي : " ان جواهرك هي التي جذبتني – آه ، لا أقصد اللؤلؤ الموجود في قلادتك ، و إنما الماستين اللتين في عينيك " .
اما بالنسبة لأحتساء الخمر ، فان المقالة التي قدمتها ايف تحكي كل شيء : يعقد غلبرت محكمة في غرفة صالته أمام الموقد ، مع قنينة سكوتش و أخرى للصودا على احدى حافات رف الموقد و قنينة أخرى على الحافة الأخرى لكي يستطيع ان يخطو و يتحدث و يرتشف من القنينة الأولى ثم يخطو و يتحدث و يرتشف من القنينة الثانية .
ازداد احتساؤه للخمر حتى بدأ يعاني من تقرحات نازفة ، و ازدادت مرات دخوله و خروجه من المستشفى بسبب قلبه التالف . توفي عام 1936 و هو في سن الثامنة و الثلاثين، اي بعد عامين من اطلاق آخر أفلامه .