بالرغم من السنوات العجاف التي مرت بها الدراما العراقية ، فان محاولات جادة وواعية تبرز هنا وهناك ، تحاول كسر الجمود الذي انتدب الدراما في العراق ، من خلال كتابة نصوص وفق التغيرات الايجابية الأخيرة في ساحة الإنتاج التلفزيوني ، وفي مقدمتها عودة اغلب الف

بالرغم من السنوات العجاف التي مرت بها الدراما العراقية ، فان محاولات جادة وواعية تبرز هنا وهناك ، تحاول كسر الجمود الذي انتدب الدراما في العراق ، من خلال كتابة نصوص وفق التغيرات الايجابية الأخيرة في ساحة الإنتاج التلفزيوني ، وفي مقدمتها عودة اغلب الفنانين العراقيين الى الوطن ، واستخدام البيئة المحلية لدعم الإنتاج الدرامي ، بعد ان كانت تجربة الإنتاج خارج العراق قد اثرت سلبا في مجمل المشهد الدرامي العراقي . ويبدو ان الدورة الرمضانية الحالية لمختلف الفضائيات العراقية ، زاخرة بالأعمال ، مما سيجعل المشاهد في حيرة من أمره ، في الساعات المحدودة التي يتاح للمتلقي المتابعة خلالها مساءً .
  من الأعمال الدرامية التلفزيونية التي تقدم في شهر رمضان الحالي ، على فضائية السومرية ، مسلسل ( الشيطان في قلب امرأة ) لكاتب الدراما عباس متعب الناصر ومن إخراج ايمن ناصر الدين ، ويشترك في تقديمه مجموعة من الفنانين العراقيين ،  والمسلسل الذي سيعرض في ثلاثين حلقة يتناول الصراع بين التعالي والتواضع ، بين الأنانية والتضحية . بين سيدة منتمية لأسرة غنية تفقد زوجها
 وذكر للمدى كاتب العمل الناصر ان عمله يتألف من أربعة خطوط درامية تسير جنبا الى جنب والتي لم تترك المشاهد يغيب عنها لحظة واحدة لتضمنها مشاهد اجتماعية مثيرة مختلفة ، من خلال اربع شخصيات رئيسة تتمحور حولها أحداث المسلسل . وأضاف الناصر : حاولت في هذا المسلسل استدراك بعض الحيثيات التي لجأت اليها في أعمالي السابقة مثل ( مملكة الشر ) التي قدمتها الفضائية العراقية ، ومسلسل ( الحصاد المر ) .
  وعن أعماله المقبلة قال انه انجز كتابة مسلسل عنوانه ( فيصل والعرش ) يتناول أحداث العراق السياسية والاجتماعية في عهد الملك فيصل الأول 1921 ـ 1933 ، من خلال شاب عراقي من وسط العراق يعمل في البلاط الملكي بالرغم من انتمائه لإحدى الحركات الوطنية وصلته بفتاة انكليزية ، فتتنازعه مختلف التحديات الوطنية والوظيفية و العاطفية . وانا الان بصدد كتابة مسلسل بعنوان ( الملف ) عن  جريمة سرقة الإرث العراقي .
  وعن موقفه من المشهد الدرامي العراقي ، ذكر الناصر : ان المشهد سيشهد تقدما مضطردا على المستويين الكمي والنوعي . وربما وجدت شركات الإنتاج التلفزيوني ان الساحة العراقية تضم كنزا من المشاريع الجديرة بالتنفيذ وفق التقنيات الفنية الحديثة واندفاع الفنانين العراقيين لتقديم الجديد ، فضلا عن نشوء جيل جديد من الفنانين الشباب ، يحملون إمكانيات كبيرة ومواهب جميلة وأفكارا رصينة جديرة بالتحقيق . وبالرغم من تجاهل المؤسسات الثقافية الرسمية أهمية العمل الدرامي ، فان انبثاق هذا العدد الوفير من الفضائيات العراقية والعربية ، وبروز عامل التنافس الشريف ، يضع الدراما العراقية أمام أبواب مشرعة للعمل ، وما تتضمنه من تقدم وتطور على كل المستويات .