أيوب العراقي يقال، والعهدة على القائل، ان ليس بامكان اللاعبين ضمن محيط دائرة معينة، اومساحة اي شكل هندسي او غير هندسي، رؤية المشهد الذي يجسد مجريات لعبهم بنحو كامل. وبالتالي ليس بامكانهم اتخاذ القرار المناسب في مسألة تقييمه او الحكم عليه،
وبغض النظر عن منطقية ومعقولية هذا القول من عدمها، فالناظر الى مشهد ملعبنا المعيشي اليومي العراقي، سيرى الكثير من الامور المنطقية والتي يستسيغها العقل الانساني ويطلق عليها مفردة (القاعدة) في مقابل الكثير من الأمور التي بات يحفل بوجودها المشهد العراقي، والتي لايهضمها العقل الا رضوخا لسطوتها، ويطلق عليها(أستثناء).. ومع مد الاحوال السيئة للمشهد المعيشي العراقي سيما مجال الخدمات، راح الجزر يبطش بالقواعد، ويدفع بالاستثناءات قدما لتبتلع معيشتنا شيئا فشيئا، فالطرق غير السالكة امست اضعافاً مضاعفة للطرق غير السالكة، ومكبات النفايات امست اضعاف مضاعفة للمناطق المزروعة بالاخضرار، ومرأى القبح اينما التفتنا في الشوارع وعلى حيطان الابنية العامة والخاصة اكبر بكثير من مرأى اية لمحات جمال يمكن ان تريح الانظار، وبات الأعتماد على التيار الكهربائي الذي تبيعه المولدات الاهلية اضعافاً مضاعفة لتيار الكهرباء الوطنية، ومثل هذا كثير، ربما يصل بنا حد الاستغناء عن مفاهيم خلقية سامية متجذرة في عمق الشخصية العراقية، وأحلال مفاهيم الزمن الرديء محلها، من قبيل وصف الشريف في اداء واجبه ب(الزوج).. واللص المحترف ب(النغل) مدحا لاقدحأ.. وذلك مايطلقون عليه حقا وحقيقة (الدرك الاسفل).
مسمار: القاعدة والاستثناء
نشر في: 3 نوفمبر, 2009: 04:26 م