كريم الحمدانيِ يعاني العراق من مشكلة تصحر خطيرة متمثلة بزيادة في ملوحة التربة وتدهور الغطاء النباتي الطبيعي وبالتالي تكون الكثبان الرملية المتحركة من اخطر مظاهر التصحر. هذه المشكلة وغيرها من المشكلات، أثارت عددا من الاسئلة اجابنا عليها الدكتور فاضل الفراجي مدير عام الهيئة العامة لمكافحة التصحر واستثمار الصحراء الغربية قائلاً: ان من الاسباب الرئيسة في استفحال هذه المشكلة البيئية الخطيرة،
الإنسان والتغيرات المناخية اذ يقوم من خلال ممارساته الخاطئة باستغلال الموارد الطبيعية من تربة ونبات ومياه لتلبية احتياجاته غير المحدودة، يقوم بذلك بجهل مسببا الاختلال في التوازن البيئي، مؤكداً ان استخدام طرق الري التقليدية غير المسيطر عليها وغياب شبكات البزل، تسبب في تغدق وتملح التربة وبصورة خاصة في مناطق وسط وجنوب العراق. وإتباع الأساليب الخاطئة في الزراعة في المناطق، غير مضمونة الامطار وقطع الاشجار والحرائق والرعي الجائر، كل هذه الامور تسبب تدهور الغطاء النباتي. وقد اصبحت الارض عرضة للتعرية الريحية والمائية واعطت الفرصة لتكون الكثبان الرملية ومساحتها أخذة بالاتساع. اذ توجد اكثر من اربعة ملايين دونم من الرمال الزاحفة في وسط وجنوب العراق، وتكونت هذه في مناطق لم تكن موجودة فيها قبل عشرين عاماً، هذا أدى الى تدهور المراعي الطبيعية وتسبب في زيادة كلف تربية الحيوانات وبالتالي زيادة اسعار اللحوم وتدهور الثروة الحيوانية. وأضاف مشيرا الى ان تملح التربة سبب كاف في انخفاض انتاجية الارض وبالتالي عدم الايفاء بالامن الغذائي. وأجاب الدكتور الفراجي عن سؤال، ماذا فعلت الهيئة لمواجهة هذه المشكلة؟ بالقول: للحد من هذه المشكلة البيئية الخطيرة اتخذت الهيئة العديد من الإجراءات والفعاليات التي من شأنها الحد من مشكلة التصحر بزيادة المساحات الخضر وتنمية الغطاء النباتي الطبيعي وايقاف زحف الرمال وانجرافها على المشاريع التنموية والمدن والطرق وسكة الحديد وفي مجال تثبيت الكثبان الرملية يوجد حاليا مشروعان الأول في الجنوب والثاني في محافظة صلاح الدين حيث تم تثبيت مساحة تزيد عن (500) إلف دونم من الرمال الزاحفة بهدف حماية المصب العام وغيره من الاراضي، وفعلا تمت إضافة مساحة تزيد عن (250) إلف دونم إلى المساحات الزراعية كانت موبوءة بالرمال ويصعب حتى الدخول اليها، وقد تم تثبيتها بأستخدام الاساليب الميكانيكية والبايلوجية واصبحت أراضي تكسوها الاشجار، وقد قامت وزارة الموارد المائية بالتنسيق مع وزارة الزراعة بأنشاء العديد من الانهر لتوفير المياه، وبين ان هذا المشروع تضرر بسبب الحرب بشكل كبير، اذ تم قطع الاشجار حيث قامت الهيئة بزراعة اكثر من ستة ملايين شتلة، والتي كانت سببا رئيسا في تمكين اصحاب الأراضي من استغلالها من خلال حملة اعادة الاعمار وتأهيل البنية التحتية للمشروع. وزارة الزراعة من جانبها عازمة على ابداء الدعم غير المحدود لهذا النشاط لما تسببه مشكلة الكثبان الرملية من اضرار بيئية خطيرة. وعن سؤالنا، ماذا عن الواحات الزراعية التي نفذتها الهيئة ؟ أجاب الفراجي قائلاً: في مجال زيادة المساحة الخضراء وتنمية الغطاء النباتي الطبيعي تقوم الهيئة العامة لمكافحة التصحر بانشاء الواحات لتكون مرتكزات تنموية في الصحراء الغربية، وتوفير المياه لمربي الاغنام تفاديا للرعي الجائر ولتكون مصادر أروائية، للنباتات الطبيعية التي تنمو في تلك الواحات ويتم من خلالها التعرف على المواد الطبيعية، وقد تم إنشاء اكثر من خمسين واحة خلال السنوات الماضية زرعت بأشجار الزيتون عالي الزيت، والفستق الحلبي، ومصدات الرياح موزعة حسب محاور تغطي الباديتين الشمالية والجنوبية. كما تمت الاستفادة من مياه الامطار المتساقطة في الصحراء الغربية بزراعة بذور الاشجار المتحملة للجفاف وذات القيمة العلفية العالية بهدف تنمية الغطاء النباتي الطبيعي وتقليل التعرية الريحية وتكون الكثبان الرملية اولا، وتوفير الاعلاف للحيوانات في المنطقة للاستفادة من المخزون الجوفي المتجدد في الصحراء الغربية، وبهدف التوسع في الزراعة تم تحديد المناطق الواعدة والقابلة للاستثمار الزراعي في الباديتين الشمالية والجنوبية وتم تحديد الكثير من المناطق التي بالامكان استثمارها من قبل الشركات الاهلية المحلية لانشاء مشاريع زراعية، اذ تتوفر المياه الجوفية وتقوم الهيئة بحفر الابار المائية للقطاع الخاص للتوسع المتجدد باستعمال طرق الري الحديث في الزراعة.
في الـمناطـق الغربيـة..ستـة ملايـين شـتـلـة لـوقـف الـرمال الــزاحفـة
نشر في: 3 نوفمبر, 2009: 04:30 م