علق الصديق أحمد الحسيني، في فيسبوك، على عمودي الأخير حول "أحفاد حرملة" بقوله: "والله كنت ألومك يا هاشم عندما تنتقد. ولكن نحن نتعلم منك لأنك تضع يدك على الجرح. أصبحت متأكدا من أن المالكي وكل من معه يريدون إرعاب الشعب فاستمر بمقارعة الظالمين". تعليق مثل هذا ربما يسرّ أي كاتب، لكنه أحزنني لعدة أسباب: منها أني لأعجب من مواطن يلوم كاتبا على انتقاده سلطة عجزت، على مدى قرابة عقد من الزمن، عن حماية أرواح المواطنين واكتفت بحماية الجالس على كرسيها ومن يحيط به. إضافة إلى انتشار الفساد والفقر ورداءة الخدمات وجر العراق والعراقيين إلى عداءات طائفية وقودها، الغباء وإرضاء "الأسياد" وانعدام الخبرة بإدارة أمور الدولة وشؤونها. فلا أدري عماذا كان هذا الصديق يلومني؟
أما الذي أحزنني أكثر، فهو ان هذا القارئ الطيب يتصور ان مقارعة "الظالمين" ممكن ان ينهض بها كاتب، أنا أو غيري. لا يا صديقي إنها مهمة شعب وأمة. نعم، ربما تمكن أفراد يذكرهم التاريخ في أحداث تغيير جذري في عقلية شعوبهم، مثل غاندي ومانديلا. لكن هؤلاء لو حاصرتهم العقلية الطائفية مثلما هي الآن بالعراق، لضاعوا مع الضائعين. الطائفي حيوان بمعنى الكلمة. حيوان وحشي وليس أليفاً بالطبع. فما بالكم ببلد ابتلاه الله بجحافل وجيوش من الطائفيين؟ هل يظل فيه باب ليظهر منه غاندي أو مانديلا عراقيين؟ لا بل وأسأل: هل يمكن أن يظهر على شاشاته مثل باسم يوسف، الذي يرى كثير من المحللين انه كان واحدا من أهم أسباب إسقاط مرسي بالضربة الإعلامية القاضية؟ خلاصة ما أود قوله ان أمر مقارعة الظالمين لا ينفع إلا اذا تبناه شعب. وان باسم يوسف لو كان في بلد عربي غير مصر لا أظنه سينجِّم وينجح مثلما نجّم ونجح بين المصريين.
ثم أسأل: ماذا لو كان المدرب محمد عباس مصريا، وكانت قوات مرسي هي التي قتلته المدرب محمد وسط أحد ملاعب لكرة القدم؟ وما الذي كان سيفعله الإعلاميون والمثقفون ورجال الدين والسياسيون هناك؟ وماذا سيكون شكل ومضمون حلقة برنامج "البرنامج"؟ والأهم من كل هذا وذاك، أسأل: ما الذي كان سيفعله شباب مصر وشاباتهم؟
أسأل أسئلتي هذه، وأستغفر الله لي ولكم بهذا الشهر الفضيل.
ماذا لو كان محمد عباس مصريا؟
[post-views]
نشر في: 10 يوليو, 2013: 10:01 م