ليس من السهل الجمع بين الفلسفة والمعنى وان الجمع يعني الإبداع بعينه وهو ما تمكن منه الناقد الراحل لواء الفواز الذي غادرنا بفعل طلقة طائشة في مشاجرة أمام باب جامعة كربلاء قبل سنوات وهو الذي كان يمني النفس ان يكون فاعلا بعد ما جرى في عام 2003 بهذه الك
ليس من السهل الجمع بين الفلسفة والمعنى وان الجمع يعني الإبداع بعينه وهو ما تمكن منه الناقد الراحل لواء الفواز الذي غادرنا بفعل طلقة طائشة في مشاجرة أمام باب جامعة كربلاء قبل سنوات وهو الذي كان يمني النفس ان يكون فاعلا بعد ما جرى في عام 2003
بهذه الكلمات بدأ الناقد والقاص جاسم عاصي كلمته وهو يقدم الأمسية التي حملت وجهتين الأولى استذكارية للراحل والثانية بمناسبة صدور كتاب ( فلسفة المعنى ) والذي سعى جاسم عاصي الى طبعه ضمن مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية بعد ان تأخر كثيرا إلا إن دار الشؤون الثقافية سارعت الى إصداره مشكورة.. ويؤكد عاصي ان الفواز استطع بجدارة ان يقدم نموذجا إبداعيا وكان مشروعا ناجحا لناقد مهم ومفكر وقادر على الغوص في النصوص وهو ليس قولا انيا بل هو ايضا ما أكده أساتذته خلال نيله شهادة الماجستير عن هذه الرسالة التي تحمل عنوان الكتاب.
في الأمسية قدم الدكتور علي حسين يوسف ورقة عن زميله الراحل الفواز قال فيها ان الخوض في هذا الحقل ليس بالأمر الهين لذلك يمكن ان تعد هذه الرسالة للمرحوم الفواز بمثابة أطروحة دكتوراه نظرا لبراعة الصياغة الأكاديمية ودقة البحث الاكاديمي وملاحقة اخر التطورات النقدية فيما يخص فلسفة المعنى وأضاف ..ان التصفح للرسالة يرى بوضوح ان الباحث قد اجهد نفسه في الغوص في المرامي الدقيقة للثنائيات الفلسفية التي تتمظهر في جدل المعنى لا سيما اذا عرفنا ان المعنى كان ميدانا خصبا للبحث الفلسفي والنقدي فضلا عن البحث الأصولي واللاهوتي
وقدم النقاد عمار الياسري ورقته التي جاء فيها ان الفواز اصدر قبل مصرعه مخطوطته النقدية فلسفة المعنى وهي بالأصل رسالة ماجستير آداب في اللغة العربية بالمعنى ذاته ، وقد شغل الخلط الأكاديمي للمصطلح النقدي ذهن الباحث فطرح فكرة كتابه على العلامة الدكتور عناد غزوان الذي اشرف عليه وقتها ، وتعاضد الناقدان على وضع منهجية لفك شفرات التلقي والتأويل في المدارس النقدية الحداثية من المنهج الشكلاني وصولا الى ستراتيجية التفكيك بطريقة موغلة بالصعوبة فلكل مدرسة آلياتها في التلقي والتأويل وبالتالي الوصول الى فلسفة المعنى.. موضحا ان الفواز عكف على جمع الكتب والمؤلفات للمشرق العربي ودراسة ترجماتها ومن ثم إيجاد توافقات نقدية لها وقد اخذ منه المشروع اياما بلياليها متلذذا بمشروعه النقدي الجديد
اما الكاتب الدكتور جوهر نذير عن علاقته بالراحل وعهن جوهر وأهمية الكتاب بالنسبة للمكتبة النقدية والفلسفية وما تضيفه من علامات دالة وما تضيفه من أسئلة يحتاجها الوسط لمواصلة الحراك الثقافي
اما الشاعر المصري رفعت المنوفي فقد اكد ان الراحل الفواز كانت لديه القدرة على الخوض في عوالم النقد إلا ان الزمن لم يمهله فذهب الى جوار ربه تاركا اثرا مخزونا في طيات أوراقه التي لم يكشف النقاب عنها..اما الدكتورة وئام نصر الله التي كانت مزاملة للراحل فقالت ان المعنى اكبر من النقد وهناك ربط ضمني يدخل ضمن الفلسفة وتضيف ان الفكر العربي لم يعن بالمعنى كمصطلح وان التراث العربي لم يكمن يحدد هذا المصطلح وهو امر طبيعي بحسب قولها..اما الشاعر نوفل الصافي فقال..ان الراحل تمكن في كتابه او في رسالة الماجستير التي مكنته من الإبحار في الفلسفة ومعناها استطاع ان لن يتحرك في تفاصيل المصطلح الشائكة لأنه كما يقول الصافي ان النقد ميال الى النقد واللبس والغموض وانه خاض لذات ومعرفة النقد وليس كما هي الفلسفة او المعنى الأدبي وهو ما اقصده بالإشكالية..