أخطر أعراض مرض الطائفية، برأيي، هو الهوان. المريض هنا يكفيه فقط ان يكون الحاكم من بني مذهبه وليبقى هو والبلد بلا ماء او كهرباء او أمان أو أحلام. رحم الله جبار الغزي يوم قال "امبارك بطلك سالم راسك شلك بيه".
الهوان عند الطائفي سرعان ما يتحول الى بلادة، فتجد من كنت تحسبه مثقفا وواعيا يفاجئك بانه ما عاد يحس بآلام جروحه بعد ان سهل الهوان عليه. الطامة هنا هي ان هذا المثقف، الذي انحدر بمستواه الذهني ليرضي اصغر العقول الطائفية وعيا، ينكر انه طائفي وانه "عاشق" للحاكم. للأسف نسى، ومثله كثيرون، انه "مثل الرمد بالعين عشك (الحكومة)".
الطائفي عندما يكتب وان ارتدى الف قميص علماني فان نتانة من نوع خاص ستفوح من تركيبة جمله او كلماته وحتى حروفه احيانا. هذا عدا عن رائحة الشعور بالنقص التي تفوح من فمه وتؤطر وجهه ان هو استبدل الكتابة بالكلام. الشعور بالنقص مثلما يدفع الطائفي لقتل من هو ليس من أبناء طائفته، يشعره بالرعب من كل ما هو جميل. نعم الطائفي عدو الجمال ومصاص بارع لثدي العبودية. ومن تغذى على العبودية، حتما، ترعبه الحرية فيكرهها هي واهلها.
لم استغرب عامة الناس من الطائفيين العراقيين الذين اعترضوا على كل عراقي أمتدح وقفة المصريين بوجه الأخوان فأسقطوهم بليلتين. لكن ان يروج لهذا الاعتراض كتاب ومثقفون، كنت اجل بعضهم كثيرا، فهذا الذي حيّرني. الغريب ان هؤلاء يرون في امتداح الشعب المصري الشجاع مذمة للشعب العراقي واخذوا يدافعون عن مآثر شعبنا وتاريخه ومعجزاته! زين شلها ربط؟ انهم مثل صاحبنا الشاعر الذي دعاه صديق لوليمة. ذهب هو وزوجته ليلبي الدعوة فاعجبته "مركة" الفاصوليا التي طبختها زوجة المعزِّب. لم يخف أعجابه "بالمركة" اللذيذة داعيا بالسلامة لليد التي طبختها. في طريق العودة لاحظ الضيف ان زوجته متجهمة وتكاد تنفجر من الغيظ. ها ام فلان خير؟ شنو معناها تمدح "المركة"؟ وشكو بيها؟ بيها شي. شنو هالشي؟ انه انا ما اعرف أطبخ وهذي اهانة الي. داخ صاحبنا الشاعر فرد على زوجته: زين هسه آني من اقول لشاعر ان قصيدتك رائعة او عظيمة فهل معناها اني ما اعرف اكتب شعر؟
سكتت الزوجة، فاضاف شاعرنا: صدك "اللي ابعبه صخل يمعمع". ردت عليه: شتقصد؟
ماكو شي يا بنت الحلال، سالفه عالسلاطين.
اللي ابعبه صخل
[post-views]
نشر في: 14 يوليو, 2013: 10:01 م