TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الموت عطشا ..

الموت عطشا ..

نشر في: 14 يوليو, 2013: 10:01 م

--  يا بو زليطة ،  يا بو زليطة ،،، يابو زليطة ..
--   ها.. هاه .. هيه ، هيه
-- هدموا لك حيطك !
-- بسيطة !
_  خربوا  لك بيتك !
_ بسيطة
_نهبوا ، سرقوا ، شالوا حطوا،، باعوا ، إبتاعوا !
_ بسيطة
_شو هالقصة يا بو زليطة ، شو ما قلنالك ، بسيطة ؟
 _هيه هيه : كبرت صغرت ، نزلت صعدت ، خربت عمرت ، حادت عن ظهري : بسيطة
هذه الأغنية الدالة ، والتي تبدو في غاية السذاجة ، نجد تطبيقاتها حرفيا فيما  يجري بين ظهرانينا اليوم .فما دامت الأحداث  المرعبة ، الدامية ، المهددة لمستقبل وطن  وشعب ،، بمنأى  عن ظهر ورأس أبو زليطة وعائلته وحواريه ، فكل ما عدا ذلك من نوازل : بسيطة
معروف إن المواثيق والقوانين والأعراف الدولية ، تتعطل او تتجمد ، لو صادفت هوى او منافع   للدول الكبرى ، وضعفا او تهاونا في موقف الدول  المشتركة الحدود ، وجديتها في إنتزاع الحق .
سيما تلك الدول المتشاطئة ،، دول  منابع المياه ومصباتها .
قدر العراق المنكود ، ان يصير دائما لقمة سائغة في متناول دول الجوار ، كلما تغضنت العلاقات او ساءت
او تعكر مزاج هذا الحاكم او ذاك .
أليس خبرا فاجعا  ان نقرأ في الأنباء المتواترة ، أن وكالة المخابرات الأميريكية حذرت الدول المعنية ( العراق في المقدمة ) إن مناطق كاملة مرشحة لحروب طويلة الأمد بسبب شحة المياه ! وإن إحتمال جفاف أنهر تاريخية راسخة في القدم مرشحة للغور او الجفاف تماما ، ومن بينها دجلة والفرات ؟ إحتمال وارد .
دول المنبع – غالبا – ما تتعسف بإستعمال الحق ، وحجب المياه  ، حيث تغيب  الهيمنة الدولية وتضعف شوكة دولة المصب . توظيف المياه في السياسة قائم على قدم وساق ، إيران – مثلا – تقطع جريان الماء من أراضيها لأنهر العراق ، متى تشاء ، ولا رادع . تركيا تفعل الفعل ذاته كلما حدث شرخ في العلاقات ، وما سد الحسكة في سوريا وجفاف نهر الفرات – وقتئذ—ببعيد عن الذاكرة .
لو ظلت السلطة مشغولة بالسفاسف ، وتأجيج بؤر الصراع كلما همدت ، وتحجيم التعليم ، ، والإستخفاف وتهجير أصحاب الكفاءآت ، والنهب المبرمج ، المعلن والمستور لثروات البلد ، فلنقرأ على العراق سورة الفاتحة ... حجم الكارثة التي تتهدد النهرين ، بالغور او الجفاف ، لا تشبهها كارثة صراع على فرسخ من الأرض ، الماء جوهر الحياة ، وستتوقف الحياة لو ظل موقف السلطة على ما هو عليه من التشرذم والتهاون والتراخي ، ولسان حالها يتغنى بالموال البليغ الدلالة على لسان أبو زليطة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram