في أصبوحة ثقافية لرابطة النقد في اتحاد الأدباء في العراق خصصت لواقع النقد الثقافي العراقي بعد عام 2003 . تحدث فيها الناقدان د. صالح زامل وبشير حاجم . ثم انطلقت المداخلات والتعقيب
في أصبوحة ثقافية لرابطة النقد في اتحاد الأدباء في العراق خصصت لواقع النقد الثقافي العراقي بعد عام 2003 . تحدث فيها الناقدان د. صالح زامل وبشير حاجم . ثم انطلقت المداخلات والتعقيبات من مجموعة من الأدباء في مقدمتهم الناقد فاضل ثامر . وأدار الجلسة الدكتور جاسم محمد الذي قال سنناقش قضية النقد في المشهد الثقافي والتطورات التي حدثت فيه, لاسيما بعد التغيير في عام 2003 . بدأ النقد الأدبي في السنوات الأخيرة يأخذ شكلا جديا وهو يحاول ان يميز بين البعدين الفني والجمالي وتغيير من حيث المنهج ومن حيث زوايا النظر . لاسيما بعد التغيير الذي حدث في الوطن العربي والعراقي بعد عام 2003.
وظل النقد منحازا لعلم التاريخ والفلسفة وعلم الاجتماع الى ان أعلنت المدارس النقدية انفصالها عن العلوم الإنسانية واندماجها بما يعرف بالنقد الألسني اي النقد القائم على الاستفادة من علوم اللسان . فظهرت مناهج جديدة في النقد على مستوى تناول النص منها البنيوية والتأويلية والنقد الثقافي, مما يؤشر ان النقد يمر بولادات جديدة على مستوى المنهج . المهم ان النظرية النقدية المعاصرة لم تكن كما كانت في السابق وأصبحت متعددة الأشكال .
الاكاديمي والناقد صالح زامل قال :ـ
بعد عام 2003 أصبحت هناك غزارة أدبية كبيرة تحتاج الى وقت طويل للإلمام بها . وكذلك تحولات في الكتابة الأدبية والنقدية . والنقد لم يعد محتكرا من أقلام معينة بل صار مفتوحا لكثير من الأقلام الجديدة مما وفر كماً من الدراسات الصحافية والأكاديمية .
ويبدو ان النقد الصحفي اكثر فاعلية من النقد الاكاديمي . اما الاكاديمي فهناك دراسات كثيرة فيه لكنها موجهة الى مجلات متخصصة محدودة التناول مما يجعل النقد غير متواصل مع جمهور المتلقين .
واضاف : - النقد العراقي ومناهجه صار اكثر انفتاحا اليوم ويلتقي بالمناهج الحديثة والخروج من المناهج السياقية الى المناهج النصية . ووصل حاليا الى المنهج الثقافي الذي يعول عليه كثيرا . وهناك تنوع في اتجاهات الاشتغال وفرتها الحرية المتوفرة حاليا . والنقد يتفاوت في اشتغالاته بين المتون . فبعضها تراه مجاملة والبعض الاخر يتوفر على رصانة وموضوعية كبيرة . كما ان هناك اكاديميين خرجوا عن منطقة الاشتغال الاكاديمي منهم د. علي جواد الطاهر و د . نادية العزاوي وغيرهما .
** اما الناقد بشير حاجم فقال وهو محتداً ومنزعجاً :ـ
- ان الحديث عن النقد العراقي يتطلب جرأة ومكاشفة وصدقاً في الطرح . سأحاول ان اتناول الموضوع بطريقة الرؤية المتجلية . لقد بدأت الكتابة منذ عام 1993 وتحليت برؤية نقدية حيادية . ولم يكن لدينا نقد باستثناء النقد الاكاديمي لانه كان مقتصراً على المجلات الدورية المحدودة الانتشار .
بعد عام 2003 صار النقد العراقي يمر بالعصر الذهبي لانه ضخ الى الساحة الادبية الكثير من الشباب المثقفين ممن يمارسون النقد الادبي . واصبح حال النقد بفضلهم اعمق وافضل . كما ظهرت في نفس الفترة كتابات أخرى لاعلاقة لها بالنقد بسبب تعدد الصحف وكثرتها . واعرف ناقدا لديه قالب جاهز ويعيد تركيبه على كتابات الأدب بمجرد ان يرفع اسم المنقود وكتابه ويبدله بآخر !
والناقد يجب ان يتفوق على الشاعر او القاص اذا كان ناقدا حقيقيا اما اذا كان فاشلا فلسنا بصدده .
** في حين قال الناقد فاضل ثامر :ـ
- لقد جاءت طروحات الناقد الدكتور صالح زامل موضوعية ومهمة ومتوازنة لانه ناقد اكاديمي ويعمل خارج ذلك الاطار ايضا . وبخصوص النقد الصحفي لا اجد فيه فاعلية او جدية وربما كان في بداياته جيداً اما اليوم فلا . ومؤخرا صار النقد يعمل من خلال الصحافة والمجلات . والمفروض نتخلى عن تسمية النقد الصحفي . وبخصوص التضخم في النظرية النقدية فهي ظاهرة طبيعية نتيجة للمناهج العلمية المتعددة . والممارسة النقدية بحاجة الى ايلاء توازن خاص بين ماهو نظري وبين ماهو تطبيقي . واشعر ان هذه الندوة من اهم ندوات النقد التي شهدها الاتحاد وأتمنى تكرارها .
** وقال الناقد علي الفواز :ـ
- لابد ان يكون النقد متأثرا بنظريات النقد في الخارج لانها تساعده على تفهم الحالات والكتابات التي يتفحصها . وعندما نراجع التحولات الكبرى التي حدثت في الثقافة العراقية نجد انها تقودنا للتعرف على منجزات ربما هي بسيطة مثلا حين نقرأ لمحمود احمد السيد روايته في الثلاثينات نجدها بسيطة لكنها في وقتها تعتبر منجزا كبيرا, وكذلك روفائيل بطي الذي بدأ بكتابة الشعر المنثور عام 1932 احدثت ضجة وكذلك جعفر الخليلي وعبد الحق فاضل وانور شاؤول جددوا في السرد .
هذه القضايا كان النقاد يؤشرونها على اعتبار انها تجديد في المشهد الثقافي كذلك في الوضع الحالي هناك الكثير من النتاجات الأدبية التي اشرها النقد .