كشف المرشد العام للإخوان المسلمين، أنّه سيتم الإعلان قريباً عن تأسيس "جيش حر"، للخروج على قيادة الجيش الوطني، والتفرغ لتحرير مصر وإعادتها إلى الشرعية، وهدّد بأنّ مصر، وخصوصاً سيناء، لن تعرف الهدوء والاستقرار، إلاّ بعد عودة مرسي إلى منصبه، وفي ذلك إشارة لا تحتمل التأويل، عن ضلوع قيادة الجماعة فيما يحدث بسيناء، من اعتداء على المؤسسات الأمنية والعسكرية، وكعادته في اللعب على وتر المشاعر الدينية، يؤكد البديع أنّ "انقلاب" الجيش والمعارضة على مرسي، هو انقلاب على الإسلام، قبل أن يكون انقلاباً على الشرعية، وهو بذلك يدين خروج الشعب المصري، بمن فيهم جماعته، على الرئيس الأسبق حسني مبارك، وفي رشوة مفضوحة، عرض على المتظاهرين بميدان رابعة العدوية، طلب كل الأطعمة التي يشتهونها على الإفطار مجاناً على حساب جماعته، مقابل الصمود حتى عودته حاكماً لمصر عبر مرسي.
يُدرك قادة الجماعة، أنّ كلّ ذلك ليس كافياً لاستمرار الاعتصامات المؤيدة، ولذلك تمّ الإعلان لمعتصمي رابعه العدوية، عن توفير أماكن لقضاء "الخلوة الشرعية" بين الزوجين، وخُصصت أماكن محددة، لذلك شرط توافر وثيقة الزواج الأصلية، والرقم الوطني للزوجين، خشية أن يقوم "المؤمنون" بخلوات غير شرعية ، على أن يدفع المستفيد "المؤمن" رسوم نـظافة قدرها 20 جنيه، لمدة لا تزيد عن نصف ساعة، وتترافق رشوة الجنس والطعام مع ترويج الخُزعبلات، فتدور الأحاديث عن معجزة نزول الملاك جبريل إلى مسجد العدوية، لشد أزر مؤيدي مرسي، بالتزامن مع رؤيا، قدم فيها النبي محمد على نفسه الرئيس مرسي ليؤم المؤمنين في الصلاة، وينسى هؤلاء أنه أمّ الأنبياء جميعاً وهو خاتمهم، فيما يروي البعض رؤيا عن صحراءً بها إبل وشباب وأطفال، جاعوا وعطشوا، ومع اشتداد الاستغاثة بالله، انفلقت الأرض فخرجت ساقية هائلة أروت الجميع، وسمع الناس صوتاً يقول أرعوا إبل محمد مرسي، ورؤيا خُزعبلية ثالثة، عن ثمانية طيور خضراء تحط على كتف مرسي، في ترويج أنه سيحكم لفترتين.
القرضاوي الطامح في أرذل العمر، أن يكون مرشدا عاماً للمسلمين السنة، وأن يعتبره أهل السنة إمامهم، يفتي أن الله هو من هيأ للمصريين انتخاب مرسي، وقد أعطوه مواثيقهم وعهودهم على السمع والطاعة، في العُسر واليُسر، وفيما أحبوا وكرهوا، وسلّمت له كل الفئات من مدنيين وعسكريين وحكام ومحكومين، لكن السؤال هو لمذا هيأ الله، فقط واحداً وخمسين في المئة لإنجاح مرسي، مع قدرته على منحه تسعين بالمئة، أمّا ادعاؤه أن الشعب والجيش أقسموا على الطاعة والمبايعة، فإن علنية أداء القسم، حين تولي أي منصب في مصر، تؤكد خلوه من أي إشارة إلى السمع والطاعة والبيعة، لكن هذا هو ديدن الإخوان، وهم اليوم يسعون لنقل الخلاف من مُربعه السياسي، إلى دوائر التكفير، ويردّدون من على منصة العدوية، إمّا نحن وإما هم، قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار، الله مولانا ولا مولى لهم، يكفّرون جيش مصر الوطني، ويدعون لشقّه وتدميره، انتصاراً لشهوة السلطة التي لن تعود، حتّى لو أنشأوا في ميادين اعتصامهم أفراناً لكعك العيد، ونفذوا خطوات نكاح الجهاد.
نُفرق ونحن نراقب ما يجري في مصر، بين الدين وبين جماعة تعتبره مُجرد مفتاح لسلطتها، وتختصره بتفسيرها الخاص للقرآن والشريعة، ولامانع عندها من تحريفه وتشويهه، ليكون على مقاس عودة مرسي ومرشده البديع.
الإخوان والشهوة المُدمرة للسُلطة
[post-views]
نشر في: 15 يوليو, 2013: 10:01 م