يتأثر المشاهدون بعدد من الأفلام السينمائية التي تترك اثراً عميقا في نفوسهم. هذا ما جاء نتيجة استفتاء كبير أجرته (يونييفرسال- المملكة المتحدة) عبر سؤال وجهته للمشاركين البريطانيين (اختيار فيلم يعني شيئاً بالنسبة اليهم، ويتعلق باحداث مهمة في حياتهم).وب
يتأثر المشاهدون بعدد من الأفلام السينمائية التي تترك اثراً عميقا في نفوسهم. هذا ما جاء نتيجة استفتاء كبير أجرته (يونييفرسال- المملكة المتحدة) عبر سؤال وجهته للمشاركين البريطانيين (اختيار فيلم يعني شيئاً بالنسبة اليهم، ويتعلق باحداث مهمة في حياتهم).
وبعد اكثر من قرن على ميلاد السينما وبروز نجمات من امثال غريتا غاربو ومارلين مونرو، فكانت النتيجة ان كيت بيكينسيل كانت الممثلة الفضلى في فيلم (فان هيلسينغ، كما كان الممثل كولن فيرث في المرتبة الاولى بين الممثلين، وحاز فيلم (كبرياء وتحامل) عن رواية جين اوستن، افضل فيلم وافضل مبيعات (الفيديو)..
كما يكشف البحث، ان الافلام التي حصلت على اهتمام المشاهدين سواء في الماضي واليوم، وهي نفسها، اي ان ما جذب المشاهدين في السابق هي نفس العوامل التي تجذب مشاهد اليوم، وان عاد الكبار في السن الى تلك الافلام التي تم اختيارها فسيجدون ان هناك عاملا مشتركاً بين رواد السينما في اختياراتهم لأفضل الافلام او الممثلين.
والافلام، في الحقيقة تلتصق في ذاكرتنا مع حقب زمنية معينة، وتربطنا باحداث مهمة حدثت في تلك المرحلة الزمنية، او تحفزنا على افعال او اتخاذ مواقف اكثر جرأة، لم نفكر بها من قبل.
وهناك ايضا ردود افعال مشابهة لسلوك المتفرج، فهي تدفعه احياناً الى الزواج او الطلاق اثر ما يشاهده لأفلام تتناول هذه الموضوعات، وتحث المشاهد على اختيار الحل الأفضل.
وهناك امثلة كثيرة يطرحها المساهمون في الاستياء، اذ ان افلام معينة دفعتهم الى اتخاذ قرارات مثل الزواج، او الطلاق، او التدخين، بعد اقتناعهم بالفيلم الذي شاهدوه. فاحدى المساهمات، قالت انها قلّدت بطلة فيلم (يوميات برجيت جونز) وبدأت التدخين لتتركه بعد اعوام نتيجة أضراره.
وتقول نتيجة الاستفتاء ان واحداً من عشرة، اما تركوا اعمالهم او غيرّوها اثر فيلم ما، كما غيرّ 4% منهم تسريحة شعره، كما ادت افلام معينة الى قطع علاقات بين الاطراف.
وتشير الذكريات المتوهجة لعدد من الافلام المفضلة، الى احداث معينة، حدثت في تلك المرحلة من الزمن التي شاهدناها فيها، ومن تلك الاحداث وفاة احد افراد العائلة، الأم أو الأب، ومشاهدة فيلم قديم سبق ان شاهدته معهما سيثير الحزن فعلا في النفوس، فالزمن يمر ولكن الافلام لا تتغير، وتبقى كما كانت من قبل. وفيلم (الطريق) اخراج فيم وينديرز –انتاج 1967، عبارة شهيرة: (الأمريكيين القدامى في الافلام، سيطروا على مشاعرنا),.
ويقول استفتاء يونيفيرسال، ان هذه العملية لا تزال متواصلة، فان الجانب المظلم في استفتاء (ذكريات افلام)، هي كافة الأفلام التي تم نسيانها.
وعندما يقرأ المرء نتيجة الاستبيان، ان تاريخ انتاج او عرض تلك الافلام القديمة، تم نسيانه، وما يبقى في الذاكرة سوى اسمائها: E.T، الفك المفترس، نادي بريك فاست، ولا تخطر على البال ايضاً، هو الاقدم في القائمة (1996)، ويليه (سايكو) (1960)، وهما فيلمان لا يحتاجان الى الاستغراق في التفكير لتذكرهما، اذ انهما يعرضان باستمرار في التلفزيون.
وتثير افلام شاهدها المرء في حقبة معينة من حياته، ذكريات مؤلمة بالنسبة اليه، او انها تشير الى حقبة معينة، فمثلاً قال المخرج البريطاني تيرينس ديفيز، ان شقيقته اخذته لمشاهدة (غناء في المطر) و(القلب الشاب)، وكان ذلك قبل 50 سنة، وهو كلما يتذكر دوريس داي وجين كيلي، ينتقل مباشرة الى مرحلة الطفولة ويتذكر احداثها بدقة، وخاصة ليالي الذهاب الى دور السينما، ماذا كانت ترتدي شقيقته، اين توقفا لتناول المعجنات.. الخ، وهي ذكريات تبعث مع استعادتها الحزن.
وشركة يونيفيرسال، عبر استبيانها هذا، لم تكن تهدف هذا الغرض، بل تريد حث المشاهدين لتذكر الافلام المفضلة، واعادة مشاهدتها.
عن: الاوبزرفر