TOP

جريدة المدى > تقارير عالمية > ثورة استلهمت من السياسيين والطبيعة

ثورة استلهمت من السياسيين والطبيعة

نشر في: 16 يوليو, 2013: 10:01 م

فجرت الحرب الأهلية المكسيكية في عام 1910، ثورة ثقافية، ويقام حالياً في الأكاديمية الملكية في لندن، معرض فني، يعكس كيفية مشاركة الفنانين المكسيكيين، في الداخل او الخارج واستجابتهم للثورة.وكما ان فظائع الحرب الأهلية السورية تثير الرأي العام العالمي وكذ

فجرت الحرب الأهلية المكسيكية في عام 1910، ثورة ثقافية، ويقام حالياً في الأكاديمية الملكية في لندن، معرض فني، يعكس كيفية مشاركة الفنانين المكسيكيين، في الداخل او الخارج واستجابتهم للثورة.
وكما ان فظائع الحرب الأهلية السورية تثير الرأي العام العالمي وكذلك الانقلاب العسكري في مصر، فهي تثير ايضاً التساؤلات عن العنف الموازي لها، ومدى اتساع الخلافات او القتال قبل ان يهدأ البلد.
وهكذا حدث الامر في المكسيك في عام 1910، خلال مرحلة حكم الرئيس بورفيريو دياز، التي تواصلت 35 سنة، وتلك الثورة التي نشبت انذاك ضده، تواصلت عشرة اعوام وأدت الى مقتل مليون شخصا وغالبيتهم إثر المجاعة والأمراض التي تفشت في البلاد.
ومن نتائج تلك الثورة، انبثاق فن جديد يعبر بشكل مميز عن انطباعات ما يحدث وتلك الحرب كانت لها فظائعها مثل الحرب الاهلية الامريكية تماماً، وصنع عدد من المصورين الفوتوغرافيين شهرتهم عبر المذابح التي ارتكبت خلالها، ومنهم المكسيكي مانويل راموس والامريكي والتر هـ.هورن، وحقق راموس شهرته عبر تصوير المباني المنهارة او المحترقة، في حين ان راموس، إنهمك في تصوير ضحايا المعارك، وكسب مبالغ كبيرة من بيع تلك الصور، على شكل بطاقات بريدية، ومنها سلسلة تصور إعدام ثلاثة رجال.
اما فن الرسم، فقد وجد صعوبة في العمل (كما في الحرب الاهلية الامريكية، بسبب فظائع ما يحدث لهم).
ومع ذلك فان المعرض المقام حالياً، يتضمن لوحات جيدة، رسمت في بداية الحرب الاهلية اما لوحتا فرانسيزكو غويتيا، فتقدمان مشهداً طبيعياً، ورجلين معلقين بالحبال وهما تحملان كل مظاهر لوحة غويا التي تحمل رسماً عن جثة متعفنة تتدلى من شجرة في صحراء خالية، تعكس جمالا اشبه بالموت في حين نجد لساتورنينو هيرين لوحة بعنوان. (امرأة من تيهوانتيبك) منفذة بشكل غير اعتيادي، على غرار اسلوب كل من فيلاز كويز ومانيه، ولكن مع خشونة الضربات واتجاهات النظر وغويتيا تطوع آنذاك للخدمة رساماً في الجيش الثوري الشمالي، بقيادة بانشو فيللا، وشهد بنفسه فظائع الحرب وقسوتها، وذلك قبل اغتيال فيللا، من قبل الحكومة.
والحدث الاهم بالنسبة للفن في المكسيك، كان انتهاء الحرب وتأسيس جمهورية جديدة في عام 1920. وحسب الاصطلاح السياسي –كما يحدث دائماً- كان الامر انتصار القوات النظامية على الحركة الراديكالية الأشد تطرفاً للفلاحين، بقيادة إيميليانو زاباتا، ومرارة خيانة الثورة، دامت اطول من الحرب نفسها، حيث تحول زاباتا –جسد دوره مارلون براندو في فيلم امريكي- الى صورة لاستشهاد بطل.
ومهما كانت نتيجة تلك الثورة او الحرب، فانها استطاعت ان تضع المكسيك على الخارطة وعاد الفنانون الى بلادهم للاستفادة من اعمالهم التي بدأت الحكومة الاشتراكية بشرائها او التوصية على تواصلها، وقد نال عدد من الرسومات إعجاب ادباء كبار مثل د.ج.لورنس ومالكوم لوري، وأبدى ايضاً عدد من الرسامين من الشمال الامريكي او اوربا، رغبة للاشتراك في العالم الجديد الحر، الذي يحتفي بالفنون، وتلك اللوحات التي انجزت آنذاك التي تشيد بالحرية وان الشعب هو البطل الحقيقي، رسمت من قبل فنانين كبار ومنهم –دييغو ريفييرا، ديفيد الفارو، سيكيوروز وجوزي اووزكو- وتلك الأعمال تصور بلداً حراً قضى على الاضطهاد، ويعيد استكشاف بلاده وجذوره الأولى المنتمية الى اسلافه الـ -مايان.
ولم ينجرف كافة الرسامين الى الثقافة-السياسية، ولكنهم شعروا بالانفصال عن الماضي، و عبروا عن مشاعر وطنية عميقة، ظهرت في الألوان والناس وانتمائهم للمكان، ومن اقوى اللوحات المعروضة حالياً، واحدة لروبيرتو مونتينيغرو، باسم (امرأة مايا-عام1926. يعيد احياء عمل نحتي قديم لشعب المايا، ولكن على لوحة رسم، مع الوان تحاكي اسلوب الانطباعيين كما يتضمن المعرض، لوحات لرسامين من خارج المكسيك زاروا البلاد ورسموا فيها، متأثرين بتجربتها.
اما الصور الفوتوغرافية الضعيفة في مواجهة ظلال مؤثرة، ولم تكن للتجربة المكسيكية اثر في اعمالهم.
إن تاريخ الفن المكسيكي الحديثة، ممكن كتابتها من خلال اعمال عدد كبير من الرسامين المهمين، وفي مقدمتهم بطبيعة الحال: فريدا كاهلو ودييغو ريفييرا، وكانت فريدا شخصية بارزة في زمانها، موازية ومتساوية مع الرجل.
وهناك ايضاً الموديل الايطالية تينا مودوتي، التي عملت نموذجاً للرسامين عدة عقود، قبل اخراجها عن البلاد آرائها السياسية في عام 1930. (وقد عادت في عام 1939، باسم مستعار بعد مشاركتها في القتال اثناء الحرب الاهلية الاسبانية.
ان الاكاديمية الملكية لم تمنح هذا المعرض اهميته الخاصة، لان لتجربة الفرشاة المكسيكية اثرا عميقا في عالم الرسم، اهمل لمدة طويلة في انكلترا، إن المعرض كشف رائع للاعمال الفنية وكأنها تقول ان احتضان الدولة للفن يكشف عن الطاقات المبدعة.. ولكن الحكومة المكسيكية في مرحلة العشرينات والثلاثينات من القرن العشرين اعطت للحكومة درساً في كيفية تشجيع الفنون وازدهارها، وآمنت ان الفنون مهمة للبلاد وللشعب.

 عن: الأندبندينت

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

 ترجمة / المدى في الوقت الذي ما تزال فيه أوضاع واحتياجات النازحين والمهجرين في العراق مقلقة وغير ثابتة عقب حالات العودة التي بدأت في العام 2018، فإن خطة برنامج الأغذية العالمي (FAO )...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram