حكام مصر المؤقتون أكثر ميلاً للخليج وليس أمريكا علقت الصحيفة على زيارة ويليام برنز، نائب وزير الخارجية الأمريكي إلى مصر، وقالت إنه يسعى لدعم النفوذ في مصر في مرحلة ما بعد مرسي، وأشارت إلى اجتماعه مع الرئيس المؤقت عدلي منصور أمس، لكنها قالت إن حكام مص
حكام مصر المؤقتون أكثر ميلاً للخليج وليس أمريكا
علقت الصحيفة على زيارة ويليام برنز، نائب وزير الخارجية الأمريكي إلى مصر، وقالت إنه يسعى لدعم النفوذ في مصر في مرحلة ما بعد مرسي، وأشارت إلى اجتماعه مع الرئيس المؤقت عدلي منصور أمس، لكنها قالت إن حكام مصر المؤقتين يبدون أكثر ميلا للنظر إلى الخليج وليس الولايات المتحدة للحصول على الدعم.
وتقول الصحيفة، إن بيان الخارجية الأمريكية عن زيارة برنز قال إنه سيستغل اجتماعاته مع القادة السياسيين في مصر لتأكيد دعم الولايات المتحدة للشعب المصري وإنهاء كافة أشكال العنف، والانتقال الذي يقود إلى حكومة مدنية منتخبة ديمقراطيا وتكون شاملة.
لكن، تستطرد الصحيفة، لا يبدو أن الجميع يتشاركون الأجندة الأمريكية لمصر، فقد وعدت الكويت والإمارات والسعودية بتقديم مساعدات لمصر تقدر بـ12 مليار دولار، بعد الإطاحة بمرسي، لكنهم معادون للتغيير الديمقراطي في المنطقة وصعود الإخوان الذي جسده فوز مرسي في الانتخابات الرئاسية عام 2012. ورأت الصحيفة أن وجود حكومة منتخبة ديمقراطيا ليس في مصلحتهم لاسيما لو عادت بالإخوان إلى الحكم.
وتشير الصحيفة إلى أن المساعدات التي وعدت بها الدول الخليجية، لو تم تسليمها، يمكن أن تدعم الانتقال بغض النظر عما تعتقده الولايات المتحدة. ويقول أنجوس بلير، مدير مركز "سجنت" للأبحاث الاقتصادية في القاهرة، إن هذه المساعدات تمنح الحكومة فرصة مطلوبة بشدة لالتقاط الأنفاس والقضاء على القضايا الملحة المتعلقة بالدفع لسلع معينة.
حكم الاخوان أثبت أن الإسلام السياسي والديمقراطية "لا يمتزجان"
قالت الصحيفة، إن الجيش الذي كان دائما طرفا سياسيا مهما، نادرا ما تدخل في السياسة ما لم يضطر على ذلك، ومثلما أخرج الجيش مبارك من الحكم في عام 2011، اضطر أيضا إلى عزل محمد مرسي عندما بدا وكأن الدولة المصرية مهددة بشكل كبير، والخطر لم يكن يقتصر على المرافق الأساسية فقط ولكن أيضا السيطرة على الحدود، ولاسيما مع قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس، وفشل الدبلوماسية بشأن خطط إثيوبيا لبناء سد جديد على نهر النيل وإمدادات المياه الخاصة بمصر على المدى الطويل.
وتتابع الصحيفة في المقال الذى كتبه يوسف رخا، قائلة، إن جماعة الإخوان المسلمين تمكنت من استعداء كل أذراع الدولة، وكذلك جزء كبير من قطاع الأعمال، وفي سعيها للسلطة، قامت ببيع الغذاء والوقود المدعم بسعر مخفض، أو وزعته مجانا.. وبدت جاهلة عندما أصبح قطاع الكهرباء ونقص الوقود هو العادة.
وتتابع الصحيفة قائلة إنه تم إطلاق العنان لحيل ومكر الأصولية الإسلامية بشكل لم يسبق له مثيل مما هدد ليس فقط المعايير الجمهورية ولكن أيضا المسلمين المعتدلين الوسطيين الذين يفترض أنهم يؤيدون الديمقراطية. ويبين إرث مرسي حقيقة محزنة في الشرق الأوسط وهي أن الإسلام السياسي والديمقراطية لا يمتزجان "دونت ميكس".
ولا يقتصر هذا على الناحية النظرية فقط، (الأمة مقابل الدول المعاصرة، والطائفة مقابل المواطن، والأخلاق الإسلامية مقابل الحريات الفردية) ولكن أيضا لأن الإسلام السياسي يقدم الغطاء لكل ما هو غير ديمقراطي في المجتمع العربي.
ورصد الكاتب عدة نماذج يفسر بها ما يقول، فأشار إلى النشاط الكبير للجهاديين في سيناء في عهد مرسي وتركيز الأعضاء الإسلاميين في البرلمان السابق على قضايا مثل إباحة ختان الإناث ومنع تدريس اللغات الأجنبية في المدارس الحكومية. وقيام داعية سلفي وهو أبو إسلام بحرق الإنجيل ليثبت وجهة نظره الطائفية، ومحاكمة مسيحيين بتهمة إهانة الإسلام.
من ناحية أخرى، قال الكاتب إن القول بأن أحداث الشهر الماضي ليس انقلابا لا يجب أن تعني موقفا مؤيدا للجيش، مشيرا إلى أن الضباط ليسوا متحمسين للحكم بشكل مباشر ويخشون الانتقادات الغربية، وسيظل سؤال ما الذي سيحدث بعد ذلك، مفتوحا بلا إجابة.