نربأ بشعب مصر العظيم، أن يسحب موقفه من جماعة الإخوان المسلمين، على اللاجئين السوريين والفلسطينيين، الذين منحتهم المحروسة الأمن والأمان، لكننا نشد على يد السلطات المصرية، وهي تطبق القانون بحزم، ضد كل من يحمل السلاح للمساهمة في زعزعة أمن مصر، بغض النظر عن جنسيته، متجاوزين هنا فكرة احتضان مصر للاجئين، دون فقدان البوصلة، والانسياق وراء عدائية بعض أجهزة الإعلام ضد اللاجئين السوريين والفلسطينيين، وكأنهم جنود في فيلق مرسي.
الجالية السورية في مصر أكدت مبكراً ودائماً أنها على الحياد، وأن السوريين يراعون واجبات الاستضافة، ولا يريدون لمصر إلا الخير، لكن حملات التحريض ضدهم استمرت، وصولاً إلى التهديد بمعاقبتهم بأيدي المصريين وليس بالقانون، ما أثار استياء منظمات حقوقية مصرية، حذرت من أن خطاب الكراهية هذا يهدد حياة مئتي ألف لاجئ سوري يعيشون في مصر، وطالبت السلطات بتطبيق القانون على المحرضين على العنف والكراهية.
بالتأكيد استثارت حملة الكراهية ردود فعل مضادة ومستنكرة، رأت فيها خطاباً عنصرياً مسكوناً بالاستعلاء، وذكّرت بأن مصر هي أم الدنيا دائماً وأبداً، فتحت ذراعيها للجميع واحتضنتهم، وحذّرت من الخطاب الهابط واللغة الجارحة تجاه الفلسطينيين، وسحب الموقف تجاه حركة حماس الإخوانية على أهالي قطاع غزة المحاصرين، أو تحويل الخلاف مع إخوان مصر، ليصب في طاحونة العداء للاجئين السوريين.
قيادة المعارضة السورية وهي مأخوذة بالمفاجأة، من موقف بعض الإعلام المشحون بالتحريض، أكدت أن تلك المواقف تُعد أمراً غير مقبول، وخرقاً لحقوق الإنسان ولأخلاقيات المهنة ولميثاق الشرف الصحفي، ودعت القاهرة إلى ضمان سلامة المواطنين السوريين المتواجدين على أراضيها، وطالبت السلطات المصرية بتطبيق القانون على أي خروقات في الإعلام المصري، ومنع استغلال الظروف الإنسانية للسوريين، وبما ينسجم مع أصالة الشعب المصري ومبادئ ثورته.
السلطات المصرية جدّدت التزامها بمواقفها تجاه الثورة السورية، وأكّدت استمرار دعمها ومؤازرتها الكاملة للشعب السوري، وأشارت أن مطالبتها السوريين بتأشيرة دخول مسبقة إلى مصر إجراء مؤقت، يرتبط فقط بالأوضاع الأمنية الحالية غير المستقرة، ولا تعكس أي تغير على الإطلاق في الموقف المصري الثابت، تجاه تطلعات الشعب السوري المشروعة في تحقيق الديمقراطية.
ندرك أن بعض السوريين المنتمين لجماعة الإخوان، يعتبرون الدفاع عن مندوب المرشد العام في قصر الاتحادية واجباً مُلزماً، لانتمائهم إلى تنظيم عابر للوطنيات، وليس غريباً عليهم الاشتراك في الاشتباكات بين أنصار مرسي وقوات الجيش، لكن المؤكد أن هؤلاء أقلية ضئيلة، لا يجب سحب موقفها الشائن على اللاجئين السوريين كافة، وكثير منهم لا يؤمن بفكر الإخوان ولا بسياساتهم، وبعضهم يتواجد في القاهرة باعتبار أنها عاصمة الجمهورية العربية المتحدة.
دفع الفلسطينيون في منافيهم كافة، أثمان مواقف سياسية لم يتخذوها، ولم يؤمنوا بها، في الأردن وسوريا ولبنان والعراق والكويت وليبيا، تعرضوا لتحشيد شعبي بائس ومقيت ضدهم كشعب، في جمع غير شريف للعداء المعلن ضدهم من الصهيونية، مع أحط ما هو متوفر من غرائز عند الرعاع، فهل جاء دور السوريين لدفع ثمن انتماء بعضهم لجماعة الإخوان، وبحيث يجدون أنفسهم بين سندان نظام يفرون منه، ومطرقة جماعة تلاحقهم بانتمائها الأممي حيثما ارتحلوا.
اللاجئون السوريون يدفعون الثمن مرتين
[post-views]
نشر في: 16 يوليو, 2013: 10:01 م