قبل مدة زرت مدينة شتوروفو السلوفاكية، التي تقع على نهر الدانوب مقابل مدينة أسترغوم المجرية، فتذكرت مارشا عثمانيا قديما يعود إلى زمن الاحتلال العثماني هناك هو مارش "أسترغون قلعة سي". احتل السلطان سليمان القانوني قلعة أسترغوم المجرية 3 آب 1543. وهذا ال
قبل مدة زرت مدينة شتوروفو السلوفاكية، التي تقع على نهر الدانوب مقابل مدينة أسترغوم المجرية، فتذكرت مارشا عثمانيا قديما يعود إلى زمن الاحتلال العثماني هناك هو مارش "أسترغون قلعة سي". احتل السلطان سليمان القانوني قلعة أسترغوم المجرية 3 آب 1543. وهذا المارش كتب عن حصار القلعة من قبل جيوش مجرية وألمانية وبولونية تفوق عدد المدافعين العثمانيين الذين قادهم محمد باشا سقولوسنة 1594. في الختام اضطر المدافعون إلى تسليم القلعة، لكن العثمانيين عادوا بقيادة محمد سقولو الذي ترقى عندها لمرتبة الوزير الأعظم فاحتلوها في 1604 واحتفظوا بها لغاية 1683، عندما طردوا منها نهائياً، وأصبحت المجر من أملاك الإمبراطورية النمساوية (احتل النمساويون قلعة بودا في 1686 لينتهي بذلك قرن ونصف من الاحتلال العثماني).
تؤدي فرقة الموسيقى العسكرية العثمانية المعروفة باسم "مهتر" المارشات وغيرها من الموسيقى العسكرية، وقد بدأت شهرتها خلال الحملات العثمانية في أوروبا في القرن السادس عشر، وتعد أولى الفرق الموسيقية العسكرية في التاريخ. تعتمد فرق المهتر على أدوات الإيقاع مثل الطبل والصنوج والنقارة وغيرها لمصاحبة أدوات النفخ مثل الزرنا القرار (قَبَة زُرنا) وأدوات نحاسية تشبه الترومبيت. ويجري اليوم إحياء هذا الصنف من الموسيقى ويرتدي أفرادها ملابس الانكشارية ويقومون باستعراضات في المدن التركية وحتى في المدن التي احتلها العثمانيون في أوروبا. فقد اشتركت فرقة المهتر مؤخراً في احتفال إعادة بناء جسر موستار العتيق الذي تدمر أثناء الحرب الأهلية في البوسنة في التسعينات.
إن فرق المهتر التي ترافق الجيش العثماني وفرق الانكشارية من وسائل الحرب النفسية التي استعملها العثمانيون، فكانت تعزف المارشات دون انقطاع قبل وأثناء المعارك، خاصة أثناء حصار القلاع الذي قد يدوم لأشهر. فهذه الموسيقى تبث الرعب في نفوس الأعداء وترفع من معنويات المقاتلين العثمانيين. وكان الجيش العثماني يتألف من أبناء الدول المحتلة في البلقان بالدرجة الأولى.
تحتل كاتدرائية أسترغوم التي بنيت على أنقاض جزء من قلعة أسترغوم الشهيرة المشهد على جبل القلعة اليوم، وهي أهم معلم في المدينة التي تستقبل أكثر من مليون زائر سنوياً.