أربيل/ سالي جودتهناك العديد من الركائز والمحاور الرئيسية تصب في اتجاه تطوير المستوى العلمي أهمها العلاقة بين الطالب والأستاذ التي تشكل المحور الرئيسي للارتقاء بالمستوى العلمي، ومع بدء العام الدراسي تشهد هذه العلاقات تباينا نسبيا ما بين الطلاب والأساتذة. ولتسليط الضوء على نوع هذه العلاقة التقت المدى بعدد من الطلبة والأساتذة لبيان آرائهم،
حيث قال برهم مصطفى طالب في كلية العلوم بجامعة صلاح الدين: ان طبيعة العلاقة تختلف من طالب لآخر ومن أستاذ لآخر، فبعض الطلبة يبنون علاقاتهم مع الأستاذ بهدف الحصول على الدرجات والنجاح فيكون هدفها المصلحة ، وهذه العلاقات سرعان ما تنتهي بانتهاء المرحلة الدراسية، ولا تحقق للطالب الارتقاء بالمستوى العلمي المطلوب. اما دهام كمال الطالب في كلية الآداب فيقول: لا توجد علاقة حقيقية ما بين الطالب والأستاذ كون ان هنالك فواصل ما بينهما تحول دون فهم حقيقي لهذه العلاقة ولكن يجب ان لا يمنع ذلك إنشاء روابط إنسانية بينهما تنعكس إيجاباً على العملية التعليمية. وبصراحة بالنسبة لي العلاقة بيني وبين الأساتذة سطحية ولا اهتم بمثل هذه المسائل فاليوم هنا وغدا هناك. رويدا سامر في كلية الصيدلة تبين ان العلاقة ما بين الطالب والأستاذ تسبب الكثير من المشاكل وسوء الفهم فهي تأخذ طابعا آخر في نظر الآخرين ولهذا نجد علاقات اغلب الطالبات مع الأساتذة سطحية خوفا من المشاكل والضغوطات. ويجزم قهار إبراهيم طالب في كلية الزراعة بعدم وجود علاقة ما بين الطالب والأستاذ ويقول ان الأساتذة أطباعهم مزاجية ومعاملتهم حادة مع الطالب إضافة الى المحسوبية التي أصبحت جزء من صفاتهم، كأنهم جاءوا لينتقموا من الطالب وليس ليؤهلوه علميا واعتقد ان الارتقاء بالمستوى العلمي او غير ذلك لا يعود الى العلاقة بين الأستاذ والطالب انما بسبب استقبال الطالب للمادة وهدفه المتمثل بإكمال المرحلة الجامعية والالتحاق بالعمل الوظيفي. فمهما كانت شخصية الأستاذ محبوبة وتنعكس على حضور الطالب جميع محاضراته فانها لا تشفع للطالب اذا كان لا يقرأ دروسه، وان دخلت المصلحة او المحسوبية وحصل الطالب على الدرجات فهل يعد ذلك ارتقاء في المستوى ؟ سارة سامي في كلية التربية تؤكد على ضرورة الاحترام ما بين الطالب والأستاذ وان العلاقة الصحية بينهما تبنى على مناقشة الآراء وتبادل وجهات النظر من دون تزمت برأي قد يكون خاطئا حتى لو كان من أستاذ أكثر خبرة وكفاءة علمية لذلك التفرقة ما بين الطلبة التي نتلمسها الآن جاءت نتيجة المحسوبية التي جعلت الطالب يتجنب تأسيس علاقة مع الأستاذ تدوم طويلا حتى ما بعد الدراسة الجامعية. وتضيف: اذكر في المرحلة الأولى في الجامعة كان جميع الطلبة يشكون مادة معقدة جدا وصعبة، وعندما جاء الأستاذ الجديد وهو محاضر وليس على ملاك كليتنا جعل بأسلوبه تلك المادة سهلة وبسيطة والكل يلتزم بالحضور، وقد استطاع ان يحقق أعلى نسبة نجاح . ومع انه انتقل الى جامعة أخرى الا ان أثار بصماته ما زالت واضحة لا يمكن طمسها حيث نذكر ايام الرحلات الجامعية وأيام الامتحانات وهو يطيب نفوسنا تجنبا للتوتر، وتشاركنا الطالبة ئاواز إبراهيم فتقول: انا اذكر ان احد الطلاب لم يكن بمقدوره ماديا شراء احد كتب المواد المقررة بسبب إمكانيته الضعيفة فاشترى له الأستاذ ذلك الكتاب, هذه مواقف نبيلة لا ننساها أبدا كنا نتمنى ان نجد أساتذة مثله يتصفون بالتواضع والاحترام والإنصات الى الآراء المختلفة والاعتراف بالأخطاء وتصحيحها ، لقد تعلمنا منه الكثير وما تعلمناه نطبقه في المراحل الدراسية الأخرى. وتشكو بيداء توفيق في كلية الفنون الضغوطات التي جابهتها بسبب علاقتها القوية مع الأساتذة وتقول: المشكلة هي اعتقاد بعض الزملاء الخاطئ بان علاقتي مع الأساتذة علاقة نفعية لا أكثر وانها بسبب الجمال والأناقة. اما نشميل محمد في كلية اللغات فتقول: انا ابتعد عن اي علاقة مع أي أستاذ، فبعض الأساتذة الشباب خصوصا يستغلون هذه العلاقة في اغراض خارج حدود العلاقة التي يجب ان تكون بين الأستاذ والطالبة، وهذا اثر كثيرا على هذه العلاقات, لذا أفكر بالابتعاد عن الأساتذة فعيون اقراني من الطلبة تراقبني فنحن في مجتمع عشائري لا يحبذ أي علاقة ما بين الطالبة والأستاذ او الطالب والطالبة فجامعات الإقليم تختلف عن جامعات بغداد. هونهر عزيز في كلية القانون يقول: بعض الأساتذة يتعاملون مع الطلبة على أساس انهم غير مثقفين وما اشبه بالعسكرة وعدم إعطاء مجال للحرية في إبداء الرأي او المناقشة فهناك بعض من الأساتذة يرفضون مبدأ النقاش والتحاور، وحتى لو وجد مثل هذا الأستاذ فانه سيحارب وقد يطرد لأسباب يصطنعونها ويفترونها عليه, فمن الصعب ان نجد الأستاذ المتفهم الذي يسير على نهج الديمقراطية.فما زال الكثير متمسكا بالدكتاتورية في التعامل مع الطلبة باستخدام الألفاظ المهينة التي تحط من شخصية الطالب وكرامته. الأساتذة لهم رأيهم الخاص في الموضوع حيث يقول د. سامي جبار في كلية العلوم: ان الأخلاق أساس أي علاقة فإذا وجد الأستاذ في اي طالب الأخلاق الحميدة فانه سيرحب ببناء علاقة ودية معه، لكن ما نشهده اليوم هو ان الغالبية من الأجيال الجديدة تعد الجامعة مركزا للترفيه وعرض الأزياء والتسابق باقتناء احدث السيارات من دون إدراك ان هدف الط
آراء متباينة بشأن العلاقة بين الطلبة والأساتذة
نشر في: 3 نوفمبر, 2009: 05:58 م