اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > باعة الأرصفة لـ (المدى): نتمنى على الحكومة أن تلاحق الزمر الإرهابية مثلما تفعل معنا

باعة الأرصفة لـ (المدى): نتمنى على الحكومة أن تلاحق الزمر الإرهابية مثلما تفعل معنا

نشر في: 19 يوليو, 2013: 10:01 م

الذهول والاندهاش من أي مشهد في الشارع العراقي  أشياء باتت من العدم ،فكل شيء في بغداد هو داخل دائرة المألوف حتى لو كان غير مألوف ومبررات  ذلك كونه يحدث في العراق ،وما يحدث في العراق هو غير خاضع لجميع المقاييس الدولية أو التقاليد المجتمعية سو

الذهول والاندهاش من أي مشهد في الشارع العراقي  أشياء باتت من العدم ،فكل شيء في بغداد هو داخل دائرة المألوف حتى لو كان غير مألوف ومبررات  ذلك كونه يحدث في العراق ،وما يحدث في العراق هو غير خاضع لجميع المقاييس الدولية أو التقاليد المجتمعية سواء في بغداد أو غيرها، والأمثلة على ذلك قد نحتاج إلى قواميس ومجلدات لاستيعاب وتدوين جميع تلك  المشاهد الفنطازية التي تديم إخراجها وكتابة سيناريوهات مؤسسات دولتنا الحديثة بكل قوة واقتدار،سواء ساندنا المعقول بردود أفعالنا أو سلمنا أمرنا ورضيناهم مع علاتهم راضخين لواقع أمرّ من المُر وأبشع من البشاعة وأظلم من الظلم ،والشواهد لا تعد ولا تحصى في عراق ما بعد التغيير.

الحملة بدأت من قاطع الكرادة

في الأول من حزيران الماضي قامت أمانة بغداد وكوادرها الفنية بحملة كبرى لإزالة التجاوزات الحاصلة على أرصفة وشوارع بغداد الرئيسة والفرعية في العاصمة، وهذا أمر تستحق عليه الثناء والتقدير لما له من مردود جمالي على المدينة التي بات الخراب يهددها من كل حدب وصوب، حيث نقل بيان لإعلام الأمانة عن أمينها وكالة عبد الحسين المرشدي قوله" ان الحملة بدأت في قاطع بلدية الكرادة ، وستشمل تباعا قواطع الدوائر البلدية الأربع عشرة ، من اجل وضع حد لظاهرة التجاوزات التي تسببت في تشويه جمالية العاصمة بغداد والعبث بمشهدها الحضري وأربكت عملية تقديم الخدمات وعرقلت حركة السير والمرور فيها" .
مضيفا " ان الحملة تنفذها دائرة الحراسات والأمن في أمانة بغداد بالتنسيق والتعاون مع قيادة عمليات بغداد ، وستتخذ إجراءات صارمة بحق المخالفين وفقاً للقوانين والأنظمة البلدية المعمول بها ".
غرامة المخالف 500 ألف دينار
وأشار المرشدي إلى " أن الأمانة وجهت دوائرها البلدية بمتابعة التجاوزات الأخرى ، لاسيما البسيطة منها المنصوص عليها في القرار /296/ وفرض الغرامات المالية التي تصل إلى /500/ ألف دينار على كل من تسبب بتشويه الساحات والطرق العامة أو مضايقة المرور فيها بتجاوزه عليها أو على أرصفتها أو تخريب وإتلاف الحدائق والمتنزهات العامة والمزروعات والأشجار الواقعة على جوانب الطرق العامة أو في الجزرات الوسطية " . 
وأوضح المرشدي : ان أمانة بغداد وجدت نفسها أمام مسؤولية وطنية وأخلاقية كبيرة في المحافظة على مدينة بغداد من كل الظواهر التي تسببت بتشويه منظرها وجماليتها ، لاسيما ما يتعلق بالتجاوزات على الشوارع الرئيسة والمهمة في العاصمة بغداد ، واستجابة للشكاوى الكثيرة التي ترد إليها من قبل المواطنين الذين يشعرون بأهمية المحافظة على مظهر العاصمة صاحبة المكانة الحضارية والتأريخية العريقة.
المتجاوزون دخلوا بلا شك دائرة الخوف وهو أمر طبيعي لكون الأمر يتعلق بمصدر رزقهم ورزق عوائلهم الذي حاق به الخطر،ولكن مع ذلك الخوف ثمة تساؤلات كثيرة وكبيرة من قبل الباعة المتجاوزين الذين طالتهم إجراءات الأمانة دون غيرهم كما يقولون.
الدولة غير مبالية بوضع المواطن
محمد باسط صاحب بسطية لببيع ألعاب الأطفال وهو يفترش احد الأرصفة في شارع الإمام الأعظم في منطقة الأعظمية تحدث للمدى بمرارة وألم وهو يلتفت بين الحين والآخر يمينا ويسارا خشية مجيء مفارز أمانة العاصمة التي تقوم بحملة كبيرة منذ حزيران الماضي يقول: كان من المفترض من أمانة بغداد ان توفر لأبنائها فرص العمل أو أماكن أخرى لتواجدنا قبل ان تشرع بتنفيذ هذا الإجراء التعسفي الذي من شأنه قطع أرزاق عوائلنا التي تعيش على ما يدره هذا المكان كما يقول باسط،مضيفا انه لو أن هناك فرص عمل وفرتها الدولة للخريجين من أمثاله كما يقول هل من المعقول اجلس هنا تحت لهيب شمس الصيف وبرد وأمطار الشتاء؟ ويرى باسط ان الحملة التي تقوم بها الأمانة مع حراسها وشرطة قيادة عمليات بغداد تدل بما لا يقبل اللبس ان الحكومة غير مبالية بالأوضاع المزرية التي يعيشها المواطن،ولو كانت تشعر لحظة بما يعانيه لما قامت بمثل هذا الإجراء،مؤكدا أن جميع البسطيات في الشارع قد يمنعونها من العمل يوما أو يومين لكنها ستعود حتما لأنه لا سبيل لنا ولعوائلنا في العيش سوى هذه البسطيات كما يقول باسط.
الحملة تُفرح الجماعات الإرهابية
يشارك باسط البائع المتجول خالد جمال متسائلا" هل حلت الحكومة جميع مشاكل العراقيين وبقينا نحن مشكلتها الأخيرة حتى نعطيها العذر في كل إجراء تتخذه ضدنا؟ متمنيا على الحكومة ان توفر لنا الخدمات البسيطة كالكهرباء وحتى الماء الصالح للشرب الذي يؤكد جمال أن منطقته حي الغريري الواقعة خلف السدة لا يوجد فيها ماء صالح للشرب،ويرى ان تحل الحكومة مشكلة الأمن التي أول ضحاياها الباعة المتجولون ،وهذا ما نراه ملموسا في اغلب التفجيرات التي تستهدف الأسواق الشعبية وما أكثرها كما يقول جمال ،مضيفا انه لو وفرت الدولة أية فرصة عمل لأي واحد فينا هل نبقى بهذه الصورة التي هي عبارة عن شباب مشرَّد في الشوارع تنشد رزق عوائلها بعرق جبينها ،وتمنى جمال على الحكومة ان توفر الموقع البديل لهم قبل اتخاذ أية إجراءات تعسفية ،تدفعهم إلى العمل في أمور لا يرضاها الله والمجتمع ،لأن هذا الإجراء قد يدفع بعض الناس البسطاء من أصحاب الوعي المحدود إلى السرقة والانخراط مع عصابات مهمتها كسب الشباب العاطل عن العمل وضمه إلى أجنداتهم الإجرامية وهو امر لو نفذ بالكامل سيُفرح بالتأكيد الجماعات الإرهابية .
العودة رغم التهديدات
الأمانة من جانبها تقوم بحملات مفاجئة ليلا ونهارا من اجل إزالة تلك التجاوزات مصحوبة بالحرس الخاص للأمانة فضلا عن تنسيقها المسبق مع قيادة عمليات بغداد خشية حدوث أي تصادم بينها وبين أصحاب البسطيات ،الذين يخضعون لأوامر الإزالة مؤقتا ثم يعودون بعد يومين لممارسة أعمالهم،ومبرراتهم في ذلك انه لا يوجد مصدر رزق آخر لإعالة عوائلهم ،مؤكدين أنهم لديهم ارتباطات تتطلب منهم العودة إلى بسطياتهم على الرغم من التهديدات التي تصدرها الأمانة بشأن الغرامات التي تصل إلى (500)ألف دينار فضلا عن التعهدات الخطية التي تفرضها على المتجاوزين،وفي الوقت الذي ذكر بيان للأمانة "ان ملاكات الدوائر البلدية بالتنسيق مع شرطة أمانة بغداد نفذت حملات لرفع التجاوزات في مناطق الكاظمية والأعظمية وساحة عنتر والكسرة وحي القاهرة والعامرية واليرموك". وأوضح البيان" ان التجاوزات تمثلت بالمسقفات وأكشاك الباعة الجوالين، فضلاً عن غلق محال بيع الإسفنج المتجاوزة على الأرصفة ومسقفات المحال التجارية وأكشاك الباعة الجوالين وباعة الخضراوات والفواكه ".
الحملة صحيحة لو كانت الظروف طبيعية
يقول المواطن علي عبيد صاحب كشك لبيع الملابس في الكاظمية "ان الحملة التي تقودها أمانة العاصمة هي ظاهرة حضارية من شأنها ان تعيد صورة بغداد الجميلة وتحافظ على الوجه الحضاري للمدينة,ولكن هذا الأمر صحيح 100% لو كانت الظروف طبيعية في العراق كما يقول عبيد،مضيفا انه لا شيء طبيعياً في العراق ،فجميع المرافق السياحية بحالة اندثار ،بغداد المدينة أصبحت عبارة عن مكبّ للقاذورات وساحة واسعة يملأها طفح المجاري،كنا نتمنى على أمانة العاصمة ان تنفذ مشاريعها غير المنجزة ثم تقوم بحملاتها التعسفية ضد الناس الفقراء،وناشد عبيد أمانة العاصمة ان تغض الطرف عن هؤلاء الباعة المساكين في شهر رمضان المبارك حتى يتسنى لهم ان يعيلوا عوائلهم خلال هذا الشهر الكريم ويوفروا لأولادهم كسوة العيد بحسب قوله.
لماذا لم تحارب الدولة المفسدين؟!
حسن حمدان صاحب عربة لبيع العصائر تحدث بعصبية تنم عن مرارة متراكمة قائلا"نحن في دولة اصبح المألوف فيها مرفوضا وبالعكس،مضيفا ان العراق الدولة الأولى في العالم بحجم الفساد،وهناك العشرات من المفسدين الذين غادروا العراق بأموال مسروقة من ميزانيات البلد وهم الآن في الخارج دون رقيب ،نتمنى على الدولة ان تحاسبهم ثم تأتي على الفقراء الشرفاء الذين لم يستطيعوا مد أيديهم لغير الله،وتمنى حمدان على المسؤولين الذين يتحدثون عن إشكالية وجودنا في الشوارع والأرصفة ان ينظروا إلى الإشكالية القانونية والشرعية التي جاءت على خلفية رواتبهم الخرافية ،التي تليها مرتبات تقاعدية بعد خدمة مترفة لمدة أربع سنوات،متسائلا بألم "ألا كان من الأجدى محاسبة انفسهم قبل ان يطاردونا وكأننا مجرمون نستحق كل هذه المعاناة؟ مضيفا نحن عراقيون نريد ان نأكل لقمتنا بشرف وبكرامة ،وأكد حمدان أنه لن يترك موقعه إلا على نعش،لأن رحيله عن المكان يعني فرض الجوع على عائلته بحسب قول حمدان.
وبينت ان" دائرة بلدية الأعظمية نفذت حملة مكثفة أزالت خلالها سقيفة لأحد الكراجات لوقوف السيارات مقابل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ضمن محلة(309) ورفع تجاوزات عدد من الدور السكنية على الأرصفة ضمن محلة(326) كما قامت ملاكات الدائرة برفع سقائف المحال المتجاوزة على شارع عمر بن عبد العزيز ورفع تجاوزات الباعة المتجولين ضمن شارع الإمام الأعظم".،في حين ان دائرة بلدية الكرخ قامت بحملة لرفع التجاوزات الحاصلة في منطقة الحارثية والعلاوي والشارع الصناعي وشارع حيفا،اذ شملت أصحاب المحال التجارية والصناعية والأكشاك والبسطيات والمسقفات واللوحات الإعلانية التي نصبت بشكل عشوائي بصورة شوهت الصورة الحضارية لشوارع العاصمة ،والقيام بأخذ تعهدات وإنذار بعض المتجاوزين في منطقة الحارثية.
الأمانة والكيل بمكيالين
فارس جوهر بائع كشك للوجبات السريعة في منطقة الحارثية بين للمدى "ان ما تقوم به أمانة العاصمة هي كالذي تقوم به المجاميع الإرهابية في البلد فالإرهابيون يقطعون الأعناق وأمانة العاصمة تقوم بقطع الأرزاق بحسب قول جوهر ،الذي ذكر لو كانت أمانة العاصمة منصفة في مسألة رفع التجاوزات عن شوارع بغداد وأرصفتها كما تقول نقول لها من هي الأقرب على موقع الأمانة الحارثية أم ساحة الخلاني وشارع الجمهورية،مضيفا بان ساحة الخلاني القريبة من بناية الأمانة هي السبب الرئيس في الزحامات الحاصلة وسط بغداد لكثرة العربات الخشبية والأكشاك والبسطيات بمختلف البضائع ،ومع ذلك تجاوزت أمانة بغداد هذه المنطقة وكأنها تقول (الأقرباء أولى بالمعروف) وصبت جام غضبها على مناطق الكرخ ،وتمنى جوهر على الأمانة أن لا تكيل بمكيالين.
القرار قبل تسلّم المحافظ الجديد
وفي الوقت الذي ادعت بعض المفارز التي قامت بالحملة أنها بأمر من محافظ بغداد الجديد علي التميمي،قامت المدى بالاتصال بمكتب المحافظ للوقو ف على صحة الأنباء التي تشير إلى ذلك حيث أكد مدير مكتب المحافظ كامل جسام أن المحافظ بريء من هذا القرار لأن قرار رفع التجاوزات عن شوارع بغداد وأرصفتها الرئيسية والفرعية هو قرار صادر من أمانة بغداد وليس للمحافظة أي شأن في هذا الموضوع،مبيناً بأن الحملة نفذت وكانت قائمة قبل أن يتسلم محافظ بغداد مهامه ومباشرته العمل وأوضح جسام أن الحملة بدأت في الأول من حزيران وأن مباشرة السيد المحافظ وتسلمه من المحافظ القديم كانت بعد ذلك التاريخ بأكثر من أسبوع ،وأكد جسام أن حملة رفع التجاوزات تقع على عاتق أمانة بغداد ولا دخل للمحافظة في ذلك الأمر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram