اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > الحلم الذي لم يتحقق!

الحلم الذي لم يتحقق!

نشر في: 21 يوليو, 2013: 10:01 م

القسم الأول لم يكن ضوء الصباح قد اشرق بعد لكن (س) استيقظ فجأة على غير عادته ... غرس إصبعه في كتف زوجته بطريقة استفزازية ليوقظها ... ازاحت (ف) بطانية الشتاء الثقيلة من فوق جسدها ونظرت اليه مفزوعة .. ولكن قبل ان تنطق بكلمة واحدة قال لها مباغتا : لقد رأ

القسم الأول
لم يكن ضوء الصباح قد اشرق بعد لكن (س) استيقظ فجأة على غير عادته ... غرس إصبعه في كتف زوجته بطريقة استفزازية ليوقظها ... ازاحت (ف) بطانية الشتاء الثقيلة من فوق جسدها ونظرت اليه مفزوعة .. ولكن قبل ان تنطق بكلمة واحدة قال لها مباغتا : لقد رأيت ابي في المنام الليلة للمرة الثانية وكان في غاية الاستياء لاني لم احقق له رغبته واطلقك ! ظنت (ف) في البداية ان زوجها يمزح ، او انه تحت تأثير حلم مزعج ، لكن ما ان نظرت في عينيه حتى نهضت في حركة واحدة واسندت ظهرها للحائط ولفت ذراعيها فوق بعضهما وانتظرت ان يكمل (س) حديثة ، فقد كانت تعرفه اكثر مما يعرفه أي انسان اخر فوق الارض ، حينما تتغير ملامح وجهه وتتقلب وتزوغ نظراته ، في هذه الحالة التي يصبح فيها (س) رجلا اخر سوف يصدر احكاما مثل احكام التمييز لا رجعة فيها ولا طعنا او محاولة عدول عنها ، الا انه في هذه المرة قررت ان تحاوره ولا تقف امامه عاجزة ، مقهورة ، لا تملك الا الدموع التي كانت سلاحها الوحيد في علاقتها بزوجها ... قررت ان تواجهه :
- هل قال لك ابوك لماذا يريدك ان تطلقني ؟
- سألته في المرتين ، لكنه لم يرد وكان يتوارى ويشيح بيده غاضبا ثم يختفي فاجد نفسي قد استيقظت من الحلم . صمتت (ف) برهة ثم عاودت الحوار :
- وأنت ألم تفكر في تلك الأسباب التي جعلت والدك يأتي من عالم الأموات ليخرب بيت ابنه !
- المؤكد انه يعرف شيئا ما او سرا لا يريد ان يصارحني به ... واخشى ان اكون عاقا لابي بعد موته !
- واضح انك تميل لتحقيق رغبة والدك .. الله يرحمه !
- تعرفين كم احبك ... ولكن تعلمين أيضاً ... كم كان حبي وارتباطي بأبي .. وتعلمين اكثر من هذا انه هو الذي طلب مني في رؤية سابقة ان احذرك من صديقتك (م) وانت نفسك اعترفتي انه كان محقا في نصيحته ... ولولا هذه النصيحة لكانت سبب في عدم ترقيتك في الوظيفة !
- اذن تريد ان تطلقني يا (س) ؟
- اعطيني مهلة يوما او يومين على الاكثر ... سوف اسأل مفسري الأحلام المشهورين ثم اتخذ قراري .
جلس الزوجان على حافة السرير في اتجاهين متعاكسين كلاهما يخفي عن الاخر دموعه ! وطلع الصباح على (ف) وارتدى (س) ملابسه وغادر البيت دون ان يعلق بكلمة اخرى ، وبقيت هي حائرة ، تفكر في اكثر من اتجاه ... هل زوجها مريض نفسيا ! هل تظل يوما او يومين تحت رحمته ان شاء طلقها وان شاء ابقاها في عصمته ؟ هل تترك مستقبل بيتها السعيد او الذي كان سعيدا في يد مفسر الأحلام ؟ هل تباغت هي زوجها وتبادر بطلب الطلاق ربما يفيق من غفوته ؟ هل تلوم نفسها لانها هي التي ساعدت زوجها على ان يكون ابوه ثالثهما داخل مملكتها التي تعشق كل ركن من اركانها ، ألم تسمح له بتعليق صور ابيه على جدران المملكة وكأنها متحف للموتى ! صورة في غرفة النوم واخرى في الاستقبال وثالثة في الهول واخرى في الممر ! ألم تشجعه على ان يصطحبها في زيارات منتظمة لقبر ابيه ... بل كانت تصغي له دائما كلما طبق شعارات وامثال ابيه واقواله المأثورة كلما ناقشت امور حياتها ..! شعرت (ف) بصداع ... لم تعد قادرة على اجابة سؤال واحد بعد ان تشعبت افكارها وتداخلت ودقت طبول الطلاق ، وصارت المملكة مهددة بالانهيار اكثر من أي وقت مضى ! لكنها فجأة قررت ان ترتدي ملابسها ، وتنزل هي الاخرى لتركب سيارتها وتتجه باقصى سرعة الى بيت امها.!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram