سُئل الداعية الإسلامي الأمريكي حمزة يوسف، لماذا لا يرتدي الجلباب وغطاء الرأس (الغترة) بدلاً من الملابس (الإفرنجية) الأوروبية، فأجاب بكل بساطة: لأنني أمريكي مسلم. ثم أردف قائلاً: إن الملابس المعروفة في شتى أرجاء العالم الإسلامي هي في حقيقة الأمر الملابس التقليدية لأهل كل دولة من تلك الدول الإسلامية، بل قد تكون ثياب أهل بلد معين مقتبسة من بلد مجاور أو قريب.
لا يوجد شكل معين من الملابس يمكن أن يُطلق عليه (اللباس الإسلامي)، والشرط في لباس الرجل المسلم والمرأة المسلمة هو: ستر العورة التي تختلف حسب الجنس، وذلك لا يتحقق بتغطية الشعر وتعرية أسفل الجسم كما تفعل بعض الفتيات، ولا بارتداء البناطيل التي تكشف أسفل الظهر والنصف الأعلى من الردفين، كما يفعل بعض الفتيان! الثياب التقليدية السائدة في العالم العربي والإسلامي لا علاقة لها بالدين بقدر ما تعود إلى العادات والتقاليد التي تختلف من دولة إلى دولة، وأحياناً بين مختلف مناطق الدولة الواحدة.
الملابس التقليدية السائدة للجنسين في شبه الجزيرة العربية، وغيرها تتعلق بالتراث الثقافي الوطني وما تعوَّد عليه السكان من سالف العصور، وكذلك الملابس المعروفة في أفغانستان تختلف عن تلك التي في باكستان وغيرها من الدول الآسيوية التي يدين جل سكانها بالإسلام .
اختار الناس ثيابهم منذ الأزل كي تنسجم مع بيئتهم وطبيعة أعمالهم؛ سواء ركوب البحر أو الخيل أو الإبل أو الزراعة أو ورود الماء، لذلك نجد أن الحافة السفلية لملابس النساء التقليدية في بعض دول المغرب العربي تغطي الركبتين ولا تصل إلى الكاحلين أبداً، وذلك لكي تتناسب مع ما تقوم به المرأة من أعمال في البيت والحقل؛ والاحتطاب وامتطاء الدواب وحلب الماشية وغير ذلك. وعلى عكس رجال بعض دول شبه الجزيرة العربية الذين يرتدون (الإزار) نجد رجال المغرب العربي وتركيا وسوريا يرتدون السروال الواسع الذي يسترهم تماماً ولا يعيق سرعة الحركة.
كنت أتحدث مع صديق بريطاني حول أصل الملابس، واتفقنا أن الإنسان القديم اخترع الملابس من أجل الوقاية من عوامل الطبيعة القاسية؛ بيد أن ذلك الصديق يعتقد أن قطعة القماش التي يضعها سكان أفريقيا السوداء البدائيين حول منطقة (العورة) لا علاقة لها بستر العورة، بل من أجل حماية الأعضاء التناسلية الخارجية من أغصان الأشجار والأشواك! تذكرت قوله عندما رأيت بعض الأفارقة (رجالاً ونساءً) يقضون حاجاتهم في الخلاء وعلى الملأ وهم عراة، دون أدنى شعور بالحرج أو الخجل.
العقال الذي يضعه أهل شبه الجزيرة العربية فوق رؤوسهم يعود أصله إلى قطعة الحبل التي كان يعقل بها البعير، وعندما لا تكون مستعملة لعقل البعير يستخدمها البدوي لتثبيت قطعة القماش التي يضعها فوق رأسه وحوله لتقيه من الشمس الحارقة ورياح الصحراء المحملة بالرمال.
كان القذافي يفاجئ الناس باكتشافات عظيمة؛ إضافة إلى اكتشافه أن المرأة تحيض والرجل لا يحيض، وأن (شكسبير) الشاعر والأديب الإنجليزي اسمه محرّف من الاسم العربي (شيخ زبير)، وأن اسم الرئيس الأمريكي (أوباما) عبارة عن تحريف لعبارة (أبوعمامة)، فقد اهتدى بعبقريته الفذة إلى أن ربطة العنق أو (الكارفات) ترمز إلى (الصليب) ولذلك منع ارتداءها! وكالعادة صدقه بعض المسلمين ، بينما حقيقة الأمر أن أصل ربطة العنق يعود إلى زمن قديم، حينما لم تكن أزرار القمصان المعروفة حالياً قد اخترعت، وكان البديل المتوفر عبارة عن مشابك معدنية قبيحة الشكل، فاخترعت ربطة العنق كي تنسدل على الجزء الأمامي من القميص، وكان الهدف الأوحد منها إخفاء تلك المشابك .
رمضان.. والملابس الإسلامية
[post-views]
نشر في: 21 يوليو, 2013: 10:01 م
جميع التعليقات 1
حيدر العراقي ـ بغداد
http://www.libya-al-mostakbal.org/news/clicked/29120 الموضوع ليس للكاتب معتز محي بل انه للكاتب الليبي في الرابط اعلاه في موقع ليبيا المستقبل وسرقة الموضوع يسيء الى الكاتب معتز والى صحيفة المدى التي نكن لها كل الاعتزاز و كان على الكاتب في الاقل ان يشير الى